أمريكا عدوةُ الإنسانية

 

عبد الله دعله

حقاً أن أمريكا عدوة البشرية بكلها، عدوة الشعوب دون استثناء، وليست عدوة المسلمين فحسب بل عدوة الملل كلها، لكن عداوتهم أشد على المسلمين، والواقع يشهد بهذا كله أن لها تاريخًا أسودَ دمويًّا مليئًا بالجرائم الوحشية والدموية، وسنوجز نموذجاً بسيطاً فقط من تاريخها الدموي، هي عدوة القوانين والأعراف الدولية، هي أول من انتهكت وَتجاوزت تلك القوانين والأعراف والقيم والأخلاق بمجملها دون استثناء؛ نظراً لما هي عليه من وحشية وخبث وشذوذ ودناءة وخسة وفجور ووقاحة إلى ما لا نهاية…

هي الراعي الأَسَاسي للإرهاب، وهي من تظهر بصورة الراعي للأمن والسلم الدوليين والحقوق، و و.. وهي الأبعد عن هذا كله..

أمريكا هي من غزت إفريقيا واليابان وكانت النتائج ملايين من الضحايا الأبرياء والوفيات من الكبار والصغار، مئات الآلاف من الأطفال الأبرياء قتلتهم أسلحة أمريكا، مئات الآلاف من الأطفال الذين نشأوا مصابين بتشوهات خَلقية، وحدِّثْ ولا حرج..

هي أول من استخدمت سلاح الدمار الشامل ضد اليابان عندما ألقت قنبلتين نوويتين فوق مدينتي (هيروشيما، ونجازاكي) وحصل ما حصل من القتل والدمار، وكانت الحصيلة أكثر من ٢٢٠ ألفاً ثم صرح بعدها الرئيس الأمريكي اللعين (هاري ترومان) قائلاً: (العالم الآن في متناول أيدينا)..

أمريكا هي من تسببت في حربها على فيتنام بقتل أكثر من ١٦٠ألف شخص، وتعذيب وتشويه أكثر من ٧٠٠ألف واغتصاب ٣١٠٠٠ امرأة، و٣٠٠٠ تم نهش ونزع أحشائهم وهم ما زالوا على قيد الحياة..

أمريكا هي من أبادت ملايين الهنود الحمر من كانوا السكان الأصليين لأمريكا، هي من نشرت في أوساطهم حتى الأمراض التي فتكت بحياتهم وكانت النتائج مئات الآلاف من الوفيات، هي من قتلت خلال ثلاثة أَيَّـام ٤٥٠٠٠ من الأفارقة.

أمريكا هي من قتلت أكثر من مليون طفل عراقي بسلاح وأيد خبيثة أمريكية، هي من تسببت في إصابة الآلاف من الأطفال العراقيين بالصمم والعمى، هي من تسبب بوفاة أكثر من نصف مليون عراقي بالإشعاع، ولها بصمات إجرامية في غزوها للصومال، وقتل جيشها الآلاف من الصوماليين الأبرياء، وكم لها من جرائم وحشية ودموية لا نظير لها، ولها تاريخها الدموي الذي لا يتسع الحديث عنه لكن يمكن للإنسان أن يطلع على تاريخها بالكامل؛ لأَنَّ ما أوردناه ليس إلا نموذجاً مبسطاً من تاريخها..

أمريكا هي من تعمل جاهدةً وبسلاح أمريكي مع العدوّ الصهيوني بالجرائم الوحشية والإبادة الجماعية والمجاعة والتدمير التي نشاهده كُـلّ يوم في غزة العزة، وهي من اعترضت على قرار وقف الجرائم في غزة والضفة وغيرها، هي من تسبب في كُـلّ ما حصل في اليمن من جرائم طيلة العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم والفاشل..

إذن هذه أمريكا أم الجرائم والإرهاب وهذه أعمالها وهذا ديدنها منذ نشأتها، يا أيها العالم الصامت، يا زعماء العرب المنبطحين والعملاء، لا تستثني أحداً، ولا ينفع معها إلا لغة القوة والاستعداد والإعداد، وهذه هي استراتيجية القرآن (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ)، لن يوقفها عند حدها إلَّا الجهاد في سبيل الله، بالتوكل على الله والثقة بالله والوقوف بوجهها ومعها كُـلّ الطغاة والمستكبرين، وهذا هو الحل الوحيد لكبح جماحها، وقد رأيناهم ضعافاً وكانوا على حقيقتهم؛ فبارجاتهم وسفنهم تحترق في البحر الأحمر، وها هي تفشل في منع عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد السفن الإسرائيلية، بل فشلت في حماية سفنها العسكرية، وهذا كله بالتوكل على الله والثقة بالله والاعتماد على الله، وهو الغالب على أمره، وليست أمريكا إلَّا ذرة في ملكوته سبحانه وتعالى، ولا يعجزون الله بشيء، وهم في الأخير أولياء للشيطان، والشيطان وأولياؤه ضعاف، وصدق الله القائل: (فَقَاتِلُوا أولياء الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com