الحربُ مِن أجلِ السلام..بقلم/ عبدالغني حجي

 

لا نحارب؛ مِن أجلِ شيء سوى السلام، والحربُ مِن أجلِ السلام معادلة محيرة فرضتها أمريكا وبريطانيا على العالم وشعوب المنطقة بشكل خاص، لكنها واقعية ولن يتحقّق السلام سوى بها في عالم متوحش منعدم الضمير والإنسانية، يفتقر للعدالة، ويعيشُ على مقدرات الغير، لا يؤمن سوى بالقوة.

السلام لا يمكن الحصول عليه من الأمريكي عبر الأمم المتحدة، والأمن لن يحقّقه مجلس الأمن الدولي، والتنمية لن تحقّقها منظمات الأمم المتحدة، والاقتصاد لن يستقر بالمعونات التي تقدم كمساعدات والمفاوضات لن تجلب السلام والاستقلال، وقد نحصل على السلام من خلالها لكن بقيود وشروط وبقائنا تحت مظلة الاستعمار بأي شكل ووصاية أمريكية تنتدب لأية دوله تراها أمريكا وقرار غير مستقل، وَإذَا حللت المعطيات هذه وأكثر منها لم يتم التطرق لها، ستكون نتيجة تحليلك أن الحرب والكفاح لبناء وطن مستقل يتمتع باستقلال تام، وسيادة بخطوط حمراء لا يتجاوزها أحد وقرار سيادي يحسب له ألف حساب ضرورية، ولن ترى الحرية من منظمات حقوق الإنسان.

“إذا أردت السلام فاحمل السلاح” مثل أمريكي، بيد أن العمل به للحصول على السلام غير مقبول، ومتاح للأمريكي فقط ليس لبسط السلام أَو لتنمية أي بلد وإنما للهيمنة على العالم والاستفراد به.

السلاح في كُـلّ زمان ومكان يعتبر مقوماً أَسَاسياً للاستقرار وضمانَ كبح جماع أي طامع في ما لديك، في ظل قوى النفوذ التي لا تؤمن بحق أي شعب في الحياه، وإن أردنا الحصول عليه، يسمح به في إطار محدود ولأغراض لا تفي بالدفاع عن بلد في مواجهة أي استعمار أَو للحفاظ على مقدرات أي شعب وإنما بما يكفي لقمع أي شعب أراد التحرّر من القيود الأمريكية المفروضة، ولنا كثير من الأمثلة بهذا الشأن لا نحتاج لتحيلها؛ لأَنَّ واقعها يكفي لفهم النوايا الأمريكية وكشف ما تخبيه لنا، فالعراق كان غزو أمريكا لها لأجل تدمير السلاح الذي يهدّد السلام والأمن الدوليين حسب زعم الإدارة الأمريكية، واليمن كانت تملك قدرات محدودة للدفاع عن سيادة البلد وراينا جميعاً كيف تم تدميره بطريقة غير منطقية وأكثر من ذلك في كثير من الشعوب التي تدخلت أمريكا بها.

لن يوقف أطماع الغرب إلا التحَرّك الجاد والمسؤول تجاه قضايانا والكفاح للتحرّر وعدم الانتظار لما تجلبه لنا وفق نظرياتها لأي مجال؛ لأَنَّ نظرياتها لا تخدم إلَّا مصلحتها ومصالحها لن تتحقّق إلا ببقائنا على وضعنا الراهن في حالة صراع دائم وعدم استقرار سياسي واقتصادي.

تخطط أمريكا لحرب وتُنفذها بالوكالة غير آبهة بنتائجها وما ستسببه من معاناة وما سيسقط خلالها من أبرياء ولا همّ لها غير ما سيتحقّق للأمريكي منها، وبعدها تفرض معادلات للسلام حسب نظرياتها التي تخدم مصالحها فقط.

لها تجارب عدة في هذا الشأن نجحت في بعضها وحقّقت السلام بسطوتها العسكرية والسياسية والاقتصادية، لكنها فشلت في اليمن وما زالت توهم الناس بأن السلام لن يتحقّق إلى بما تراه مناسباً، والمناسب أن ننسى حقوق الشعب، ونترك ثرواته، للنهب والسطو، ونظل بحالنا هذا لا حرب ولا سلم حتى تقرّر مصيرنا، نقبل الهيمنة، والانتداب لأية دولة تراها لنظل تحت وصايتها نسمع ونطيع ولا صوت يعلو إلَّا صوت الأمريكي وقوى النفوذ العالمي.

تعطي آمال مزيفة مبنية على الحروب نتائجها الموت في كثير من الأحيان قبل الولادة وتضلل الرأي العام بحرصها على الشعوب وحقوق الإنسان.

في اليمن فشلت أمريكا لكنها تصر على فشلها، وصنعاء تصر على موقفها الرافض لسياسات أمريكا الاستعمارية وستظل تحارب؛ مِن أجلِ قضية الشعب واستحقاقه.

للسلام قدمت صنعاء التنازلات الكثيرة والكبيرة، وللحرب أعدت العدة وجيشاً جراراً لا قبل لهم بمواجهته؛ لأَنَّه متسلح بالإيمَــان والوعي والبصيرة، وسلاح ردع كفيل بفرض سلام دائم وشامل وهذا ما حاربنا؛ مِن أجلِه ثمانية أعوام ومن انتزع منا السلام انتزعنا روحه هذا ما يؤكّـد عليه قائد الثورة بمعية الشعب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com