اليمنُ قبل ثورة 21 سبتمبر..بقلم/ خــديــجــة النـعـمـي

 

جميعُنا نتذكَّرُ الوضعَ المزري الذي كانت عليه اليمن والمعاناة التي عانى اليمن جراءها في ظل وضع أمني كادت تنعدم به كُـلّ مظاهر الحياة التي به ولو الشيء اليسير من الأمان، تفجيرات تعصف باليمن ودماء تنتشر في كُـلّ زاوية أصوات التفجيرات لا تكاد تنتهي، دولةٌ تديرُها السفاراتُ العشرُ وتقرّر مصيرَها بقيادة السفير الأمريكي والتي تسببت بأوضاع كارثية ومدمّـرة كادت أن توصل اليمنَ إلى حافة الانهيار لولا قيام هذه الثورة وفي المجالات المختلفة سواء اقتصادية فقد كانت الجرعات تتوالى تباعاً على هذا الشعب، والأوضاع الأمنية التي كادت التفجيرات أن تصبح حلقة في مسلسل يوميات هذا الشعب.

أما سياسيًّا فقد أصبح السفير الأمريكي هو الرئيسَ لهذا الشعب، ناهيك عن التفريط بسيادة البلد وتسليم الصواريخ للأمريكيات لتفجيرِها، والقبول بالقواعد الأمريكية التي تفرض الوَصاية على هذا الوطن والقبول بالقرارات الأمريكية تحت يافطة مجلس الخوف وإدراج اليمن تحت البند السابع ووَصاية الدول العشر، ومحاولة تفكيك الوطن وتمزيقه وتقطيع أوصاله تحت عنوان الأقلمة، ناهيك عن المحاولة البائسة لإبعادِه عن القضية الفلسطينية والتي كانت ولا زالت تحتل المرتبة الأولى في اهتمامات هذا الشعب، ومحاولة الزج باليمن لبئرة العمالة والخيانة ومحاولة إدخَاله في تعزيز العلاقات التي كانت تحت الطاولة للوصول أخيرًا لما يسمى بالتطبيع والعلاقات العلنية مع الكيان المحتلّ كما هو حال المنحلين عن العروبة المطبعين مع الكيان المحتلّ.

ثم إنهم سعوا لإيصالِ اليمن إلى حالة من الفوضى الأخلاقية التي أتت على الأخضر واليابس في هذا البلد وتعدت الحدود الأخلاقية والإنسانية وقضت على المبادئ، الأخلاق، القيم اليمنية الأصيلة، وسعت لإدخَال الثقافات الدخيلة على هذا الوطن والمستوردة من الثقافات المنحطة والتي كانت سوساً تنخرُ هذا البلد بصمت وكادت أن توصله للانهيار التام لولا ثورة 21 سبتمبر التي أعادت لهذا البلد حريته وكرامته، كذلك على المستوى الأمني والسياسي والعسكري الذي أَدَّى لهيكلة الجيش وبنائه على أَسَاس من ولاءات لأشخاص ينتهي هذا الجيش بانتهائهم، وبُنيت دولة متهالكة على وشك الانهيار، واستهداف المجتمع اليمني وكل مقوماته الأخلاقية والثقافية والدينية والفكرية، وأدخل هذا الشعب بدوامة تدجين من خلال الوسائل الإعلامية والسياسة المساعدة على ذلك والدخول للتدجين من بابه الأوسع التعليم وإيجاد مناهج تعليمية تهدم ولا تبني أمريكية بغلاف يمني.

ثم إن العدوّ سعى بكل جهد على تعزيز التفرقة والانقسام الداخلي بين الأحزاب المتعددة واستعان كُـلّ حزب بطرف من الخارج لمساعدته وكان الضحية هو الشعب والمواطن.

كانت الانقسامات تشتد وتزيد وتيرتها بشكل متصاعد، أدرك السفير الأمريكي هذا وعمل على هذا الوتر الحساس وبلغ به الأمر أن يستقبل هذا من هذا الباب ويشجعه على الإخلال بالأوضاع ويعطيه الدعم الكامل لذلك وما إن يغادر هذا حتى يستقبل الآخر من كان يحرض السابق عليه ويعطيه الوعود الوردية ويتركهم يقتتلون ويكتفي بالضحك والفرجة عليهم وعمل بذلك على تفريخ الكنتونات المتناحرة بين الأحزاب والتجمعات ليصل بالبلد لحالة من الفوضى التي يصعب التعامل معها وترك البلد بحالة من الفوضى بحيث يتسنى لهم القيام بما يشاؤون وترك هؤلاء المتناحرين لمصيرهم والضحية هو المواطن البعيد عن كُـلّ تلك الطبخات التي تطبخ على نار هادئة في المطبخ الأمريكي والذي لم تسمح لها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر أن تستوي وأوقفتها عند حدها ورمت بها بمقبرة التاريخ الأسود لأمريكا في اليمن.

في المقلب الآخر، حاولت السياسة الأمريكية أن تدغدغَ مشاعرَ المرأة اليمنية بعناوينَ براقة رفعتها وبعنوان حقوق المرأة ولكن بالطريقة الأمريكية ومحاولة زرع روح الفرقة بين المرأة والرجل محورا الحياة وأَسَاسها، كان الهدف رفع تلك العناوين التي تؤدي لزرع الخلاف بين الرجل وزوجته في المنزل لكن الوعي حجرة تحطمت عليها أحلام هؤلاء، ومن تجارب هؤلاء تعلم اليمنيون معنى الحقوق وما الذي يقصدون بذلك؟!

وأوصلوا البلد إلى الدخول في أزمات اقتصادية خانقة وعملوا على جمع ثروات هذا الشعب الهائلة وإعطائها لكم أيها الشعب نحن نحبكم لذلك سنهبكم هذه الأموال التي نهبناها من ثرواتكم منا فنحن نريد مساعدتكم نحن نحبكم!!!

وإدخَال البلد في دوامة مع البنك الدولي بنك الوصاية والقروض التي لم تقدم شيئاً سوى لأصحاب الأرصدة في الخارج ولم يكن لها أي جدوى أَو تحسن ولو طفيفاً في الأوضاع الاقتصادية لهذا المواطن المنهك بفعل الجرعات المتعددة!!

كذلك لم يغفل عن الوضع الداخلي لهذا البلد فقد سعى لنشر أدواته القاعدة ومن يسميهم بالإرهابيين ليكونوا شماعة لشرعنة التواجد الأمريكي في اليمن فأين ما وجدت داعش والقاعدة وجدت أمريكا أيضاً!!

ناهيك عن الاغتيالات المدبرة للهامات الوطنية والمثقفين والشخصيات الاجتماعية الفاعلة في الساحة، ناهيك عن التفجيرات التي استهدفت الناس في بيوت الله وفي المستشفيات والعروض وفي كُـلّ مكان وكادت تصبح ظاهرة يومية إن خفت صوتها تعجب الجميع من ذلك!!

هذا الوضع الذي كانت اليمن تمر به وبات هذا الوضع هو السائد الذي كاد أن يصبح أمر واقع وكاد الجميع يرضخ له لولا أن قيّض الله عَلَماً ركب الأحرار معه سفينةَ النجاة وأبحرت بهدوء وتساعَدَ الجميعُ بالتجديف ووصلوا لبر الأمان بثورة 21 سبتمبر.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com