بالأرقام: 11 سبتمبر.. “يومُ القيامة” الأمريكي والحربُ لم تنتهِ بعدُ

المسيرة | متابعات خَاصَّة:

دخلت الذكرى الحادية والعشرين لهجمات 11 سبتمبر الأكثر دموية في أمريكا، هذا العام لأوّل مرّة من دون وجود زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري الذي قيل إنهُ قُتِلَ بعملية أمريكية أعلن عنها الرئيس جو بايدن في أغسطُس الماضي، في وقت لا يزال العقل المدبر لـ “يوم القيامة الأمريكي” يتنفس في انتظار محاكمته.

 

السلطاتُ الأمريكية تحذّرُ تزامناً مع ذكرى 11 سبتمبر

حذرت السلطات الأمنية في الولايات المتحدة، اليوم الأحد، من أن “منظمات إرهابية أجنبية قد تستغل الأحداث الأخيرة مثل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وقتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في الاحتفالات والرسائل المحيطة بذكرى هجمات 11 سبتمبر”.

ووفقاً لنشرة استخباراتية مشتركة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي والمركز الوطني لمكافحة الإرهاب، فَإنَّ تنظيم القاعدة وأنصاره “يسعون عادة إلى إحياء ذكرى هجمات 11 سبتمبر، وقد أظهروا محتوى يحتفل بالهجوم؛ باعتبَاره ناجحاً ويمدح المهاجمين وقيادة التنظيم، ويشجع أتباعه على شنِّ هجمات مماثلة”.

 

كيف يحيي الأمريكيون ذكرى 11 سبتمبر؟

أحيا الأمريكيون اليوم الأحد، ذكرى أحداث هجمات الـ11 من سبتمبر، حَيثُ يجتمع ذوو الضحايا وكبار الشخصيات في الأماكن التي تحطمت فيها الطائرات المخطوفة وقت الهجوم، وهي مركز التجارة العالمي في نيويورك، ومقر وزارة الدفاع (البنتاغون)، وحقل في ولاية بنسلفانيا.

أما المجتمعات الأُخرى في جميع أنحاء البلاد، فتحيي هذا اليوم بأمسية على ضوء الشموع والصلوات وفعاليات أُخرى.

كما ينضم بعض الأمريكيين إلى مشروعات تطوعية في يوم يعترف به فيدرالياً بأنه “يوم وطني للخدمة وإحياء الذكرى”.

من جانبه أكّـد الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن هجمات 11 سبتمبر، التي راح ضحيتها 2977 شخصا، لم تتمكّن أبدًا من كسر عزيمة الشعب الأمريكي أَو النيل من وحدته، وقال بايدن في خطاب ألقاه اليوم الأحد، بمناسبة إحياء ذكرى أحداث 11 سبتمبر: “يقظتنا ضد التهديدات الإرهابية مُستمرّة”، وَأَضَـافَ “قد فشلوا في التأثير على القوة الأمريكية ونسعى للحفاظ على الأمن”.

ووضع جو بايدن إكليل من الزهور في مقر البنتاغون، بينما تحدث السيدة الأولى جيل بايدن، في شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.

وزارت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس وزوجها دوغ إمهوف، النصب التذكاري الوطني لأحداث 11 سبتمبر في نيويورك.

 

العقلُ المدبِّرُ لـ 11 سبتمبر لا يزال ينتظرُ محاكمتَه

في السياق، لا يزال العقل المدبر لهجمات الـ11 من سبتمبر في انتظار المحاكمة بعد أكثر من 21 عاماً من الهجوم الذي خلف نحو 3000 قتيلاً.

ورغم إلقاء القبض على خالد شيخ محمد في مخبأه في روالبندي بباكستان في مارس 2003م، بعد مطاردة دولية دامت 18 شهراً، استغرقت محاولات أمريكا لتقديمه للعدالة وقتاً أطول من ذلك بكثير، وهو ما يراه منتقدون أحد أكبر إخفاقات الحرب على الإرهاب.

خالد شيخ محمد، لايزال قابعاً في معتقل خليج جوانتانامو بكوبا مع 4 آخرين على صلة بالهجوم في انتظار المحاكمة منذ ذلك الحين.

ونقلت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية عن ديفيد كيلي المدعي العام الأمريكي السابق لولاية نيويورك، الذي شارك في قيادة تحقيق وزارة العدل في الهجمات، إنَّ فشل الحكومة المُستمرّ في محاكمة الإرهابي يشكل “مأساة مروعة لعائلات الضحايا، وأن الوضع في جوانتانامو وصمة عار في تاريخ البلاد”.

وكانت الانتكاسة الأخيرة الشهر الماضي، عندما ألغيت جلسات استماع ما قبل المحاكمة، والتي كان من المقرّر عقدها أوائل الخريف.

وكان التأجيل واحداً من سلسلة خيبات الأمل لأقارب من يقرب من 3000 ضحية في تلك الهجمات، وكانوا يأملون منذ فترة طويلة أن تنتهى المحاكمة، وربما يحصلون على إجَابَة لأسئلة لا تزال معلقة، وفقاً لوكالة أسوشيتدبرس.

وأشَارَت الوكالة إلى أنه في حال جرت إدانة خالد شيخ محمد، فسيواجه عقوبة الإعدام.

 

الخسائرُ المادية

وفيما قُدرت تكلفة هذه الهجمات بـ 500 ألف دولار لتخطيط وتنفيذ هجمات 11 سبتمبر، وصلت الخسائر الاقتصادية إلى 123 مليار دولار تقريبًا بعد انهيار برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك، وكذلك انخفاض في رحلات شركات الطيران على مدى السنوات القليلة التالية.

إلى جانب 60 مليار دولار التكلفة التقديرية لأضرار موقع مركز التجارة العالمي، بما في ذلك الأضرار التي لحقت بالمباني المحيطة والبنية التحتية ومرافق مترو الأنفاق. و40 مليار دولار قيمة حزمة الطوارئ لمكافحة الإرهاب التي وافق عليها الكونغرس الأمريكي في يوم 14 من نفس الشهر. وَأَيْـضاً 15 مليار دولار – حزمة مساعدات أقرها الكونغرس لإنقاذ شركات الطيران.

ولإنهاء تنظيف الحطام استغرق الأمر 3. 1 مليون ساعة من العمل لتنظيف 1. 8 مليون طن من الحطام. وبلغت التكلفة الإجمالية للتنظيف 750 مليون دولار.

 

الحربُ لم تنتهِ بعدُ..!

على صعيدٍ متصل، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، مقالاً يفيد بأن الحرب التي بدأت عقب تلك الهجمات لم تنته بعد بالنسبة لتنظيم القاعدة وحلفائه، ويدعو الولايات المتحدة إلى الاستمرار فيها.

وبحسب المقال، فَإنَّ الدرس من تلك الأحداث أصبح “معروفاً جيِّدًا للمخطّطين العسكريين”، مُضيفاً أن بداية الحروب ونهايتها وسفك الدماء وخوض المعارك كلها أمور لا يقرّرها طرف واحد.

وقال: “11 سبتمبر تاريخ بداية الحرب بالنسبة للولايات المتحدة، لكنها للطرف الآخر كانت مستعرة منذ سنوات منذ تفجير السفارات الأمريكية في نيروبي ودار السلام عام 1998م، وقصف السفينة الأمريكية كول بميناء عدن عام 2000م، وحتى قبل ذلك”.

وأضاف: “إن جرأة هجمات الـ11 من سبتمبر أقنعت الأمريكيين أخيرًا أنهم في حالة حرب، وعلى مدى الـ 20 عاماً التالية قاتلوا حتى تعبوا من القتال”.

وأشَارَ إلى أن كُـلّ الرؤساء الأمريكيين منذ جورج دبليو بوش أرادوا إنهاء الحرب، فقد أعلن الأخير عام 2003م، أن “المهمة أنجزت” كما وعد باراك أوباما بإنهاء الأمور، وكذلك دونالد ترامب كرّر الدعوة وتفاوض على انسحاب القوات من أفغانستان، وأكمل جو بايدن الانسحاب في الذكرى العشرين لتلك الأحداث.

وتابع: “لكننا لم نعد نتحكم في إنهاء الحرب مثل سيطرتنا على بدايتها”، مُضيفاً “من المستحيل تحديد متى أَو حتى كيف يمكن أن تنتهي، لقد غيرت السنوات الماضية تكتيكات الحرب وظهورها، ورغم أن أمريكا تواصل تدريب وتجهيز مئات الآلاف من القوات التقليدية، وتسليحها بأحدث الأسلحة، فَإنَّ معظم قتالها ضد العدوّ يتم بواسطة فرق صغيرة من الكوماندوز ذوي المهارات العالية”.

 

هجماتُ 11 سبتمبر

وقعت الهجمات بعد اختطاف 19 رجلاً أربع طائرات تجارية أمريكية محملة بالوقود متجهة إلى وجهات في الساحل الغربي. دبر الهجمات أسامة بن لادن زعيم القاعدة حينها.

وقُتِلَ في موقع مركز التجارة العالمي في مانهاتن نيويورك، 2753 شخصاً نتيجة تحطم رحلة الخطوط الجوية الأمريكية المختطفة 11 وطائرة يونايتد إيرلاينز 175 عن عمد في البرجين الشمالي والجنوبي.

من بين أُولئك الذين لقوا حتفهم خلال الهجمات الأولية والانهيارات اللاحقة للأبراج، كان 343 من رجال الإطفاء، و23 من ضباط الشرطة و37 من ضباط هيئة الميناء، وتراوحت أعمار الضحايا بين سنتين و85 عاماً، وما يقرب من 75-80٪ من الضحايا كانوا من الرجال.

وفي البنتاغون بواشنطن، لقي 184 شخصاً مصرعهم عندما تحطمت طائرة الرحلة 77 للخطوط الجوية الأمريكية المخطوفة في المبنى، وبالقرب من شانكسفيل بولاية بنسلفانيا.

ولقي 40 راكباً وأفراد طاقم الرحلة رقم 93 لشركة يونايتد إيرلاينز، مصرعهم عندما تحطمت الطائرة في أحد الحقول، ويعتقد أن الخاطفين حطموا الطائرة في ذلك الموقع بدلاً من هدفهم المجهول بعد أن حاول الركاب وطاقم الطائرة استعادة السيطرة على الطائرة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com