لماذا لا توجدُ حاجةٌ للتجنيد الإجباري في مواجهة العدوان؟..بقلم/ د. إبراهيم مفضل

كتابات

في الدول العصرية عندما تتعرض الدولة لعدوانٍ خارجي، تقوم على الفور بفرض التجنيد الإجباري، أتذكر في الحرب العراقية الإيرانية كان يتم إجبار جميع الشباب العراقيين على التجنيد وفرض عقوبات مغلظة على المتهربين منهم، ومع تواصل الحرب عدة سنوات تم زيادة سن التجنيد الإجباري في العراق حتى وصل إلى سن 45 سنة.

وبالمقارنة بما يواجهُه اليمنُ اليومَ من عدوان منذ أكثرَ من سبع سنوات، فلم يتم فرض التجنيد الإجباري أَو إحياء قانون التجنيد المجمد، ومع ذلك تجد الآلاف ينخرطون في المعسكرات بعكس الحال في كثيرٍ من الدول، فما السبب يا ترى؟

في تصوري يعود السبب إلى أمرَين اثنين:

الأول: هناك أعداد كبيرة من الشباب المؤمن لديهم إيمَـان راسخ بواجب الجهاد وامتلاك حس المسؤولية والواجب تجاه الوطن، هؤلاء الذين يشكلون الطلائع الأولى من المجاهدين تركوا الدنيا منذ أول يوم للعدوان وتوجّـهوا إلى الجبهات والمعسكرات باذلين أرواحهم بكل قناعة وإيمَـان وصدق، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

الثاني: الحاجة للمال نتيجة ارتفاع البطالة وعدم وجود وظائف، وذلك بسَببِ استخدام العدوان سلاح الحصار وتدمير البنية الاقتصادية والاجتماعية وتجفيف الموارد وقطع المرتبات؛ بهَدفِ جذب مرتزِقة في صفوفه وبهدف إثارة الشباب تجاه حكومة صنعاء، إلا أن النتيجة جاءت عكسية تماماً، فقد دفع ذلك الكثير من الشباب إلى الانضمام للتجنيد في صفوف قوات الجيش واللجان المدافعة عن الوطن المواجهة للعدوان، وبدلاً من أن يكونوا معارضين لحكومة صنعاء صاروا اليوم جنوداً مجندة وسيوفاً مسلطة على العدوان مؤمنين بواجب الجهاد والدفاع عن البلاد.

اليوم هناك مئات آلاف المجندين المنتشرين في كافة المواقع والجبهات والميادين سواءً في الجيش أَو الأمن والذين يشكلون الجدار الصلب أمام كُـلّ من تسول له نفسه الاعتداء والتآمر على اليمن.

ومع ذلك لا ننسى أن هناك الكثير من المجندين في صفوف العدوان سعياً وراء الألف أَو الألفَين من الريال السعوديّ، لكنهم عند المواجهة يعرفون دورهم جيِّدًا وهو الفرار، فليس في حسبانهم وأهدافهم التضحية بالنفس وإنما السعي وراء “البيس”، كما أن العديد منهم وبعد أن عرفوا نوايا العدوان وجرائمه وفساد قادة المرتزِقة يعودون إلى ديارهم نادمين، بل إن البعض ينضمون إلى صفوف الجيش والأمن تحت راية الجمهورية اليمنية وثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، وسيأتي اليوم الذي تصبح فيه معسكرات المرتزِقة خالية تذروها الرياح.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com