الإمارات تقابل رسائل صنعاء باللجوء لـ “إسرائيل”.. تصعيدٌ مفتوحٌ وعملياتُ ردع واسعة تلوحُ في الأفق

أبوظبي تؤكّـد تمسكها بالتصعيد بصُحبة الكيان الصهيوني وصنعاء تؤكّـد ثبات معادلتها الدائمة:

 

المسيرة: خاص

عادت دولةُ العدوان الإماراتي مجدّدًا إلى خيارِ التصعيد المعمَّد بدماء اليمنيين، وأدارت ظهرَها لرسائل صنعاء التي جدّدت الدعوةَ لوقف العدوان ورفع الحصار، كخطوة أولية لتحقيقِ السلامِ ووقفِ العمليات الدفاعية التي تنفذُها في العُمقَين السعوديّ والإماراتي، وعلاوةً على ذلك لجأت أبوظبي للاستعانة بالعدوّ الصهيوني؛ ظناً منها أن تلك الطريقة آمنةٌ للنجاة من الضربات العسكرية اليمنية، عازمة على مواصلة التصعيد، وقد تمثل في مئات الغارات على الأعيان المدنية في صنعاء والمحافظات وارتكاب مجازرَ جماعية راح ضحيتها أكثر من 400 مدني بين شهيد وجريح خلال ثلاثة أَيَّـام فقط، في المقابل تؤكّـدُ المعطياتُ المبنيةُ على ردة الفعل الإماراتية المصحوبة باستعانة صهيونية، أن الأيّامَ القادمةَ ستشهدُ ضرباتٍ موجعةً للعدو الإماراتي في عُمقه الجغرافي، والسببُ الأكبرُ هو التصعيدُ الأخيرُ والمجازر الجماعية.

ومع تأكيد الإعلام الصهيوني وقيادات الكيان الغاصب بلجوء الإمارات إلى الاستعانةِ بالكيان “الإسرائيلي” في مواجهة العمليات الدفاعية اليمنية، يؤكّـد مراقبون أن الإمارات تتجه نحو التصعيد، بدلاً عن أخذ نصائح صنعاء على محمل الجد، مشيرين إلى ما ذكره إعلامُ العدوّ الإسرائيلي بأن الإمارات تتطلع لتوسيعِ ترسانتها من أنظمة الدفاع الإسرائيلية عقب الهجوم على أبوظبي، في حين أبدى رئيسُ وزراء الكيان الصهيوني استعدادَه لتلبية طلب أبوظبي ومساعدتها في المجالات الدفاعية والأمنية والاستخبارية، وأكّـد أنه وجّه المؤسّسات الأمنية الإسرائيلية بتزويد الإمارات بالمساعدات اللازمة، الأمر الذي يؤكّـدُ قُرْبَ تصعيدٍ مشتركٍ بين الكيان الصهيوني والكيان الإماراتي وشن عمليات عدائية على اليمن، لتتأكّـد مصاديقُ ما قاله قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي منذ بداية العدوان، بأن الحرب والحصار على اليمن أمريكية “إسرائيلية” بأدوات “عربية”.

وجدّدت صنعاءُ التأكيدَ على تمسكها بخيار الدفاع والعمل لوقف العدوان ورفع الحصار كخطوة أولية مقابلَ وقف الضربات الصاروخية والجوية في عُمق دول العدوان، حَيثُ جَدَّدَ عضوُ الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، التأكيد على أن “حَلَّ قضية اليمن يكونُ بما نؤكّـد عليه دائماً وأبداً وهو أولاً وقفُ العدوان ورفعُ الحصار”.

ونوّه عبدالسلام إلى أن “أيَّ موقف لا يرى سوى ردة الفعل ويتعامى عن جرائم المعتدي وحصاره الجائر فهو يساندُ الجلادَ ويوسع من دائرة النار”، في إشارة إلى المواقف الدولية المساندة للعدو الإماراتي، والتي لن تفذي إلا إلى مزيدٍ من التصعيد.

وأشَارَ عبدالسلام إلى أن “إصرارَ تحالف العدوان على ارتكاب المجازر الوحشية وتعامي العالم عنها لا ينهي الصراعَ، بل يزيده حدة وسخونة وخطورة”.

وقال في تغريدة منفصلة: “شعبٌ يواجه عدواناً وحصاراً لسنوات يملك كاملَ الحق لأن ينتقمَ لضحاياه بكل وسيلة مشروعة”، في إشارةٍ إلى أن الأيّام القادمة ستشهد عملياتِ ردع واسعة.

ونوّه عبدالسلام إلى تمترُسِ القوات المسلحة اليمنية بدعم الشعب، واختتم تغريدته بالقول: “شعبُنا اليمني مُستمرٌّ في دعم عمليات قواته المسلحة غير آبهٍ بعالمٍ لم يرف له جفنٌ على معاناته”، وهو الأمر الذي يؤكّـد عدم تعويل صنعاء على المواقف الدولية، في رسالة تؤكّـد أن القواتِ المسلحة اليمنية لن تقفَ عند أي خط أحمر.

وفي السياق، علّق عضو المكتب السياسي لأنصار الله، عبدالوهَّـاب المحبشي، على الخطوة التي أقدم عليها النظامُ الإماراتي واستعانته بالكيان الصهيوني، بعيدًا عن خطوات السلام الفعلية التي ستجنّب أبوظبي المزيدَ من النزيف، حَيثُ أكّـد المحبشي أن اليمنَ منذ بداية العدوان يواجهُ كيانَ العدوّ الصهيوني، منوِّهًا إلى أن العدوانَ على اليمن انطلق خدمة لهذا الكيان الغاصب.

وقال المحبشي في تصريحات للمسيرة: “يجب أن يثقَ الشعبُ الفلسطيني بأن معركتَنا هي معركتهم”.

وَأَضَـافَ المحبشي: “اليوم يقف الأمريكيون والصهاينة إلى جانب السعوديّة والإمارات، وهذا الوضوح سيعجل بالنصر بإذن الله”.

وجدّد عضو المكتب السياسي لأنصار الله عبدالوهَّـاب المحبشي التأكيدَ على أن أمريكا و”إسرائيل” لا تستطيعان حماية الإمارات، فهما فشلتا في حماية السعوديّة وكيان العدوّ فشل في التصدي لصواريخ المقاومة.

ونوّه المحبشي إلى ثبات المعادلة الدائمة لصنعاء، والمتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار كبداية لوقف العمليات في العمقين السعوديّ والإماراتي، واختتم المحبشي حديثه بالقول: “على الإمارات أن تنقذَ نفسَها بنفسها، وليس من مصلحتها اقتصاديًّا ولا أمنيًّا الاستمرارُ في التصعيد”، وهو ما يشيرُ إلى أن استمرار التصعيد الإماراتي سيكون مصحوب برد يمني مزلزل في عمق جغرافيا العدوّ الصهيوني.

وفي سياق استعداد صنعاء للتعاطي مع أية ردة فعل إماراتية، سواء على صعيد الحرب أَو على صعيد السلام، أكّـد عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم أن القواتِ المسلحة اليمنية تملِكُ كُـلَّ الخيارات والإمْكَانات على أرض الميدان وعلى مستوى الردع، مُشيراً إلى أن عملياتِ القوات المسلحة اليمنية ستكون لها انعكاسات إيجابية على المستوى السياسي، في إشارة إلى أن صنعاء قد تصعّد من قوة الردع والرد في العمق الإماراتي، لإجبار أبوظبي على وقف تصعيدها وجرائمها بحق اليمنيين، وبدء النقاشات الرامية إلى وقف العدوان ورفع الحصار.

وقال القحوم في تصريحاته لـ “المسيرة”: “لا مستقبلَ للمشروع الأمريكي في اليمن، وهذه هي رسالةُ عمليات الجيش واللجان الشعبيّة”.

وَأَضَـافَ: “تصعيدُ العدوّ مُستمرٌّ منذ البداية، والقيادة اليوم تملك الخياراتِ الاستراتيجيةَ للدفاع عن اليمن وشعبه”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com