استهداف مطار صنعاء.. تصعيدٌ للحصار برعاية أممية وفضيحة جديدة للمجتمع الدولي

الشايف: الهدف من استهداف المطار إخراجُه عن الجاهزية ومحاصَرةُ الشعب اليمني وقتل الأبرياء والمرضى

الديلمي: استهداف مطار صنعاء تصعيدٌ وحقدٌ كبيرٌ وتخبُّطٌ وفشلٌ يعيشه تحالف الشر

الداهية: تصعيد الحصار على المطار يأتي بضوءٍ أخضرَ أممي ودولي

 

المسيرة: محمد الكامل

أعلنت هيئة الطيران بمطار صنعاء الاثنين الماضي، خروج مطار صنعاء الدولي عن الجاهزية في إثر استهدافه بغارات جوية للتحالف الأمريكي السعوديّ.

استهداف المطار ليس بالجديد، فمنذ اليوم الأول ومع بداية العدوان على اليمن استهدف مطار صنعاء الدولي، ومنعت دول العدوان دخول أجهزة الاتصالات الخَاصَّة به ومنظومتها.

مراراً وتكراراً يُقصَفُ مطار صنعاء من تحالف الشر أمريكا وإسرائيل وأذيالهم السعوديّة والإمارات، آخرها الاثنين الماضي، حين قصف طيران العدوان الأمريكي السعوديّ صالة المطار ومعهد الطيران المدني ومبنى الحجر الصحي وإدارة تموين الطائرات وهناجر الشحن، بعدد من الغارات الجوية أخرجته عن الجاهزية تماماً.

مساعٍ على مسار قتل الشعب اليمني:

ويكشفُ الكثيرُ من المختصين والمهتمين حقيقة ما تسوقه أبواق العدوان من مبرّرات كاذبة ومزاعمَ لا أَسَاس لها من الصحة في استهدافهم المتكرّر لمطار صنعاء الدولي، مؤكّـدين أن السبب الحقيقي الذي لا يخفى على أحد في استهداف تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ مطار صنعاء يهدف إلى تصعيد الحصار المفروض على الشعب اليمني، وعرقلة رحلات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في اليمن متجاهلاً كُـلّ المواثيق والاتّفاقيات الدولية، التي تجرّم استهداف المطارات المدنية.

ويؤكّـد مدير عام مطار صنعاء خالد الشايف، أن تحالف العدوان منذ أول يوم استهداف مطار صنعاء الدولي في 26 مارس 2015 ومنذ ذلك الحين حتى اليوم يستهدف المطار، موضحًا أن الهدف من استهداف المطار أولاً إخراج المطار عن الجاهزية، وتدميره ومحاصرة الشعب اليمني، وذلك بتحويل اليمن إلى سجن كبير وقتل الأبرياء والمرضى عبر حرمانهم من السفر.

ويشير الشايف في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” إلى أن العدوان الأمريكي السعوديّ يسعى إلى إخفاء جرائمه من خلال منع دخول المنظمات الحقوقية والمحقّقين الدوليين والصحفيين.

ويضيف الشايف “إخفاء جرائم العدوان وتحويل اليمن إلى سجن كبير واتباع سياسة الموت في حق الشعب اليمني وإصرار تحالف العدوان الأمريكي على بقاء المطار مغلقاً سواء عبر الاستهداف المباشر وتدميره أَو من خلال بث الشائعات حول مطار صنعاء الدولي، على أن المطار غير جاهز فنياً أَو المطار يستخدم لأغراض عسكرية أَو المطار يدار من قبل الكوادر غير المؤهلة أَو المطار غير أمن، وكل الأساليب الأُخرى ما هي إلا طرق متعددة لقتل الشعب اليمني تحت عدة يافطات”.

ويوضح أن “الهدف من كُـلّ هذه التبريرات والافتراءات الكاذبة هو تضليلُ الرأي العام العالمي، وإجهاضُ أية محاولة ممكنة لفتح مطار صنعاء الدولي، بالإضافة إلى إيجاد مبرّر للاستهداف نفسه وهذا ما حصل بالفعل في الفترة الأخيرة، حَيثُ قام تحالف العدوان باستهداف المطار وتدمير كثير من المنشآت المدنية التي يحرم استهدافها وتعتبر محمية بحق وبموجب القانون الدولي، وبالتالي الاستهداف المتكرّر لمطار صنعاء الدولي كما ذكرنا الهدف منه بقاء المطار مغلقاً ومحاصرة الشعب اليمني وتجويع وعزل اليمن عن العالم وقتل المواطنين الأبرياء”.

تصعيدٌ متواصلٌ مسنودٌ بتواطؤ دولي:

ويواصل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ رغم فشله الكبير في اليمن طوال السبع سنوات الماضية من عملياته التصعيدية وغاراته الجوية الإجرامية مؤخّراً بقصف الأحياء المهولة بالسكان ومناطق وأهداف مدنية كالطرق والجسور وأنفاقها والمصالح العامة والمدنية عُمُـومًا واستهداف مطار صنعاء الدولي بشكل خاص متحدياً المجتمع الدولي ومتحدياً للقوانين الدولية وسط تواطؤ وصمت دولي مريب.

في السياق يشير القائم بأعمال وزير حقوق الإنسان علي الديلمي، إلى أن استمرار استهداف مطار صنعاء الدولي هو سلوك عدواني همجي مُستمرّ يدل على إفلاس دول العدوان، وأنها تتحَرّك بانفعالات ونزوات هستيرية مُستمرّة.

ويوضح الديلمي في تصريح خاص لصحيفة المسيرة “أن الفشل المُستمرّ لدول العدوان الأمريكي السعوديّ طوال السبع السنوات وهو يرتكب الجرائم والمجازر ويقتل المدنيين وخَاصَّةً الأطفال والنساء، يأتي الآن ويستهدف المطار وهو من استهدفه مرات عدة وبشكل مُستمرّ حتى أن أول ضربة قام بها طيران هذا العدوان المجرم فجر الخميس 26 من مارس من العام 2015 كانت على المطار بالإضافة إلى حي بني حوات السكني المجاور للمطار، وهم اليوم يعودون إلى عادتهم التي لا تكاد أن تتوقف إلا وتعود بتصعيد وحقد كبير”، متابعاً حديثه “ويأتي استهداف المستهدف وضرب المضروب سابقًا ظناً منهم ورجاء في تحقيق أية نتائج بينما هو في الحقيقة إفلاس وتخبط وحقد يملأ النفوس بعد فشل عدوانهم على اليمن”.

ويؤكّـد أن إعلان تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ صراحة دون أية اعتبارات دولية ودون احترام ولو شكلي للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية هي جريمة من جرائم الحرب والعدوان لا تسقط بالتقادم.

ونوّه إلى الموقف السلبي المُستمرّ للأمم المتحدة وتجاهلهم لمعظم الجرائم التي ترتكبها دول العدوان الأمريكي السعوديّ والتبريرات التي يروجون لها في أوقات كثيرة وما يقابلها من صمت دولي مخزٍ.

ويستطرد “إلى جانب تجاهل المجتمع الدولي لبعض تقارير فريق الخبراء الدوليين وما مورس عليهم من ضغوط؛ مِن أجلِ التغاضي عن حقيقة ما يتعرض له المدنيون وما ترتكبه مملكة الشر من جرائم حرب في اليمن فإن الأمم المتحدة “تتحمل المسؤولية الكاملة وشريكة أَسَاسية في تلك الجرائم وتتحمل المسؤولية الكاملة مع باقي دول العدوان.

تصعيدُ الفاشل العاجز:

ويتزامن تصعيد العدوان الأمريكي السعوديّ من قصفه الجوي في الآونة الأخيرة على صنعاء وبقية المحافظات الحرة مع الانكسارات التي يعيشها هو ومرتزِقته في محافظة مأرب واقتراب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة من تحرير المدينة، لممارسة ضغوطات سياسية وعسكرية على صنعاء، إلا أن محاولة الضغط على صنعاء عن طريق ضرب وتدمير مطار صنعاء أكثر من مرة وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم حرب لا مثيل لها دون رقيب أَو حسيب وبضوء أخضر من الأمم المتحدة نفسها خَاصَّة أنه على مشارف عامه الثامن ما هو إلَّا فشل آخر يسجل في وجه العدوان الأمريكي السعوديّ الفاشل على اليمن حتى قبل أن يبدأ.

وفي هذا الصدد، يقول مدير عام الإعلام بوزارة حقوق الإنسان، محمد الداهية: “في البداية لا يخفى على أحد في هذا العالم أن اليمن يتعرض لعدوان منذ سبع سنوات وقريباً اليمن تدخل السنة الثامنة من هذا العدوان الذي يسمى بالتحالف العربي بقيادة مملكة الشر المملكة العربية السعوديّة”.

ويضيف الداهية في تصريح خاص لصحيفة المسيرة “للأسف الشديد ثمان سنوات واليمن تمر بالعدوان، بالقتل، وكل أشكال الجرائم التي انتهكت الإنسان بكافة حقوقه وانتهكت القوانين المحلية والدولية وانتهكت الشرائع السماوية والقوانين الأرضية”.

ويشير إلى أن اليمن محاصرة، وضرب المطار ليس بالجديد، لكن كان المطار يستطيع أن يقوم بمجموعة من الرحلات وتحديداً حسب المعاهدات والاتّفاقيات التي تم الاتّفاق عليها وإن كانت دون جدوى “أي الاتّفاقات” ومنها نقل المرضى وما إلى ذلك وكذلك ما يتعلق بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية التي تأتي عبر مطار صنعاء.

ويؤكّـد الداهية أن العدوان اليوم يصعّد من آلة الدمار وآلة الحرب على المواطن اليمني ومن الحصار الخانق فقام بهذه الضربة القاتلة والمميتة لمطار صنعاء حتى تتعطل الحركة داخلياً وخارجياً، وكل هذا أَيْـضاً من منطلق الضغوطات التي يمارسونها على صنعاء بُغيةَ تحقيقِ مكاسبَ سياسية في مناطق متعددة، وأعتقد أن هذه المناطق هي محافظة مأرب وغيرها.

ويوضح الداهية بقوله: “استهداف مطار صنعاء ليس بالجديد ولكن نستطيع القول بأن ما قام به العدوان مؤخّراً باستهداف مطار صنعاء هو التصعيد للحصار الذي يمارسه منذ سنوات وكذلك بضوءٍ أخضرَ من الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان والمجتمع الدولي بشكل عام هذه الجهات المعنية بالإنسان وبحقوق الإنسان”.

ويؤكّـد الداهية في ختام تصريحاته “أنه منذ سنوات وحتى اليوم لم تستطع الأممُ المتحدة أن تحدّدَ موقفاً جدياً يُنهِي الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان في اليمن بعيدًا عن المصالح وبعيدًا عن الجوانب السياسية والمعارك السياسية”، مُضيفاً “هناك انتهاك للإنسان والإنسانية في اليمن، والمجتمع الدولي ساكت وصامت، مجلس حقوق الإنسان ساكت وصامت، في حين أن حقوق الإنسان والإنسان في اليمن يتعرض لأبشع الانتهاكات ومع ذلك الصمت والسكوت هو سيد الموقف”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com