الشهداء تاج على رؤوسنا وعلينا أن نسير على خطاهم وألّا نترك دماءهم تذهب هدراً

عددٌ من أُمهات وزوجات وشقيقات الشهداء

لصحيفة “المسيرة”:

 

المسيرة – المركز الإعلامي للهيئة النسائية للأمانة

تتجدَّدُ ابتهاجاتُ وأفراحُ الشعب اليمني في كُـلّ عام بالذكرى السنوية للشهيد، وهي ذكرى تجديد العهد والوفاء لدماء الأبطال والأطهار الفائزين بحياة الخلود وجنة الله ورضاه وصحبة أنبيائه.

وعلى الرغم من العدوان الذي ينتزع البسمة، إلا أن عطاءَ الشهداء العظيم يطغى على كُـلّ شعور ويتصدر الموقف، فأرواح الشهداء ارتقت إلى السماء وهم يدافعون عن الحق المقدَّس، وعن قضية الأُمَّــة وعن المظلومين والمستضعَفين، فلهم السلام منا، والعهد بأن نمضيَ على دربهم.

وتعيش الكثير من أسر الشهداء أوضاعاً استثنائيةً، فالشهداء تاجٌ على الرؤوس، وبدمائهم تحقّق الانتصار الكبير لليمن، وأعاقوا مشاريع الاستكبار التي كانت تسعى إلى إذلال اليمن وتركيعه ونهب ثرواته وخيراته.

وتقول زوجة الشهيد أحمد علي الخالدي: إن الشهادة هي بذل النفس في سبيل اعلاء كلمة الله ونصرة دين الله، وهي كما قال قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- بذل الروح دفاعاً عن المظلومين، وعن الحق في الأرض بناء على ما رسمه الله في القرآن.

وتضيف أن زوجها الشهيد –سلام الله عليه- أوصاها بالسير على دربه، وَإكمال ما بدأه، وَأن نتولى أولياء الله ونتبرأ من أعداء الله وَأن ربي أولاده على المسيرة القرآنية.

أما عن الأثر الذي زرعه فيهم بشهادته فتقول: “عزة وَكرامة بأن قدمنا شيئاً لنصرة دين الله ونحمد الله بأن أعطاني هذا الفضل؛ لأَنَّ الشهيد نال ما تمناه، وَأهم نقطه أثّرت في حياتي هي بذل النفس وَالمال وَالانطلاق في سبيل الله”، موجهة رسالتها للمجتمع بأن لا نترك دماء الشهداء تذهب هباء، وأن نأخذ بثأرهم، ونسير على خطاهم، ونهتم برعاية ذوي الشهداء؛ لأَنَّهم قدموا أغلى ما يملكون في سبيل الدفاع عن الأرض وَالعرض، وهذا أقل واجب يقدمه المجتمع لأسر الشهداء، كما قال سيدي عبدالملك: “أكرموهم يكرمْكم الله احترموهم قدروهم أحسنوا إليهم إن الله يحب المحسنين”.

 

الشهادة مكانة عالية جداً

من جانبها، تقول الأُستاذة أُمَّـة السلام الشريف، شقيقة الشهيد محمد حسن محمد الشريف، إن أخاها كان يتمنى الارتقاءَ في سبيل الله، وكان حلمه أن ينالَ الشهادة، ثم تحدثت أُمَّـة السلام الشريف عن وصية أخيها والتي كان يقولُ: (يا أختي ما يفيدك التعليم الجامعي وَأنت غير قارئة وَلا فاهمة لملازم السيد حسين بدر الدين الحوثي، اقرئي وَاتعظي وَاعملي بالمنهج)، منوّهة إلى أن هذه الوصية هي التي غيرت منحى حياتها وكانت نقطة اندفاع قوية لها.

وبخصوص الأثر الذي تركه الشهيد تؤكّـد الشريف أنها انضمت إلى المسيرة القرآنية وكانت أول دورة هي دورة المشروع القرآني إلى جانب المحاضرات والدروس ولله الحمد، مشيرة إلى أنها تحمد الله أنها نفذت وصيته وَالتي فعلاً بينت لنا المنهج الصحيح والتفسير، وصححت كُـلّ الثقافات المغلوطة التي درسناها في المدارس والجامعات، مختتمة حديثها بالدعاء للشهيد بأن الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته.

بدورها، تؤكّـد الأُستاذة هدى الوزير، والدة الشهيد علي حمود عباد، أن الشهادة لها مكانة عالية جِـدًّا للإنسان، لا ينالها إلا من قد اختاره الله سبحانَه وتعالى وَاصطفاه ولا يكون هذا الاختيار إلا لمن طهّر نفسه من أدران الدنيا وشهواتها، ظاهراً وَباطناً، وصدق ذلك بالعمل.

وتواصل بالقول: للشهادة مكانة عالية جِـدًّا جداً لا ينالها إلا من قد أحبه الله سبحانه وتعالى فأعطاه هذا الوسام العالي، والشهادة هي أقصى ما يمكن أن يتمنى الإنسان في طلب الخير لنفسه، وَالشهادة هي الرحمة المستمدة من الله سبحانه وتعالى للمؤمنين والمحبين له في الدنيا والآخرة حتى لا يفرقوا محبوبَهم لا في الدنيا ولا في الآخرة، ولا طرفة عين أبداً.

وتضيف: الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى هو انتصار لعدالة الله سبحانه وتعالى في أرضه، وقطع يد الطغاة والمستكبرين، ونيل الشهادة هي أسمى معاني العزة والكرامة والقوة وَالانتصار على الرغبات والشهوات في سبيل تحقيق الخلافة الحقيقية للإنسان على وجه المعمورة.

وتشير الوزير إلى أن ابنها الشهيد الذي هو أحب أولادها إلى قلبها كان يوصي والده بأن يسير على خُطَى السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وأن يصبر وهو يسير على هذا الخط، “في حين كانت وَصيته لي أن أدعوَ له كَثيراً، وكذلك كان من أهم ما كتب لنا أن نقضي دينه وكتب لنا منهم الذي استقرض منهم وَالمسامحة من الجميع”.

وفي حديثها عن الشهيد ونشأته منذ صغرة تقول: كان من أوسط أولادي، لم أعانِ في تربيته كَثيراً، كان منطلقاً مع الله سبحانه وتعالى منذ صغره، منذ الحروب الأولى على الشهيد القائد، وَأول ما كبر قليلًا دخل دورات مختلفة، وَكان يريد أن يكبر بسرعة حتى يلحق بركب المجاهدين ومقاتلة العدوّ، وأول ما بلغ سن الرشد التحق بهم، ونال شرف الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، وَإعلاء كلمته وَمقارعة الظالمين وَالطغاة والمستكبرين، ثم نال الاصطفاء الإلهي ولحق بركب الشهداء وَالأنبياء وعمره ١٧ سنة قبل زفافة بشهرين.

أما عن الأثر الذي تركه الشهيد وَالشهداء فيها فتؤكّـد الوزير أنها أسرعت الخطى في عمل الصالحات، وفي الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، وَتحقيق ذلك بالعمل الصادق، وَازدت يقيناً بضرورة استثمار مماتي بالصدق مع النفس وعدم مجاملتها، وَإرغامها على ترك الدنيا وشراء الآخرة وَإذَا بقيت في الدنيا أن أحقّق العدل ما استطعت، وأن أكون بجانب المظلوم والضعيف، وأن أرفع الظلم وأن أسعى في الخيرات وعمل الصالحات بجد واجتهاد.

وتزيد الوزير: رسالتي للمجتمع تجاه أسر الشهداء هي العناية الفائقة بهم، وتفقد أحوالهم، وَالسؤال عنهم، والوقوف بجانبهم في جميع مشاكلهم ما استطعنا، وَذلك ليأمن الشهيد على أسرته، بل ليعلم أن أسرته ستكونُ بأحسن حال مما لو كان هو موجود، فإكرامهم ضرورة ملحة وواجب ديني عظيم، فـالإكرام هو أن تعطيَ من تكرم حاجته وَزيادة.

 

إكرامُ الشهيد مسؤوليتُنا

وتستهل أم محمد رسام، زوجة الشهيد، عن الشهادة بالتأكيد على أنها المقام العالي وَالكرامة التي شرف الله بها عباده الصالحين وهي الفوز العظيم، موضحةً أننا نتكلم على الشهيد وَأثره بكلمات أَو مقالات، فـالشهيد كان رجلاً عظيماً بمعنى الكلمة وَلا نقدر أن نوفيه حقه مهما تكلمنا عنه، فكان الأبَ الحنونَ والزوجَ المحب العطوف، وكان الأخ وَالصديق الوفي والصادق وَالابن البار لأهله ولكل من عرفه، فكان كريماً متسامحاً منفقاً في سبيل الله، ومع ذلك القلب الطيب كان قوياً وشجاعاً في الدفاع عن المظلومين وَالمستضعفين وكان لا يخاف في الله لومة لائم، فسلام الله عليه وعلى روحه الطاهرة.

وتوجّـه رسالتها لكل من يقرأها: “كما اصطفاء الله الشهيد وكرّمه بالشهادة فقد اصطفى الله أسرة كُـلّ شهيد لتكون خير أُمَّـة بعد الشهيد، فقد كرمهم الله بحمل مسؤولية هذه الأُمَّــة، والنهوض بها، فعلينا ألا نتخاذل أَو أن نترك مسيرة الشهداء، فهذا واجبنا وَإلا فنحن سنحقّق أهدافَ العدوّ، وهذا لا ولن يكون بإذن الله”.

وتفتتح إشراق المأخذي، شقيقة الشهيد عبد الملك المأخذي، كلامها عن الشهادة، مؤكّـدة أنها حياة وتحرّر وَانعتاق وَخلاص ليس للشهيد فقط وإنما للأُمَّـة أَيْـضاً.

وتقول إن الشهادة اصطفاء إلهي وَوسام يهبه الله ويمنحه لمن اختار من الناس وَمن عباده المؤمنين رحمة وَبشارة وَفوز في الدنيا وَالآخرة، خَاصَّة لمن تعرضت أرواحهم للفقد ظلماً وعدواناً دون سبب أَو لمن بذلوا أرواحهم دفاعاً عن حق وموقف صدق، مشيرة إلى أن الشهادة دونها الحياة عذاب وفناء، وَبها خلاصٌ وَانعتاق وتحرّر وحياة.. ولذلك قيل “اطلبوا الشهادة توهبوا لكم الحياة”.. الثبات على الحق ومعرفة الحق وأهلة ومولاة آل بيت رسول الله الأطهار والسعي لإصلاح ذات البين وتوحيد الصفوف في مواجهة المخاطر التي تتعرض الأمة وكان شعاره دائماً وَأبداً قول الله تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فسلام الله على روحه وعلى أرواح جميع الشهداء الأبطال.

أما عن الأثر الذي تركة الشهيد فتقول المأخذي: “الأثر ليس بالنسبة لي فقط.. الأثر كان لجميع الأسرة كيف لا ودمُه الزاكي أحيا في نفوسنا معنى حياة بعز وكرامة وَنيل الشهادة، فالشهداء عظماء بعظمة عطائهم لنا وحرصهم على إعلاء كلمة الله وَإنقاذ المستضعفين.. فهنيئاً لهم الشهادة وَهنيئاً لنا فضل الله أن نكونَ من أسر الشهداء، موجهة رسالتها بضرورة الاهتمام برعاية الشهداء وتفقدهم؛ باعتبَار الوفاء به واجباً على الجميع.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com