القدرات العسكرية اليمنية.. تطور متصاعد في العمليات الدفاعية والهجومية

العقيد شمسان: الدفاعات الجوية اليمنية عرَّت جميع المنظومات الدفاعية الأمريكية والبريطانية و “إسرائيل” لا تريد إيقاف الحرب خشيةً من تنامي قدرات صنعاء

 

المسيرة – منصور البكالي

أظهرت القواتُ اليمنية المسلحة، خلال الأيّام الماضية، قدراتها العسكرية المتنامية، ولا سيَّما في مجال الدفاع الجوي، أَو ضرب الأهداف الحساسة في عمق العدوّ السعوديّ.

وبالتوازي مع تهاوي الطائرات المسيَّرة الأمريكية الحديثة من نوع (سكان إيغل) والصينية، تستمر الطائرات المسيَّرة اليمنية في التوغل في الأراضي السعوديّة، محقّقة أهدافها بدقة عالية، لدرجة أصابت العدوّ بالإحباط من التصدي لها أَو اكتشافها وإسقاطها.

ويرى الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العقيد مجيب شمسان، أن قدرات الدفاعات الجوية اليمنية عرت جميع المنظومات الدفاعية الأمريكية والبريطانية وجميع أنواع المنظومات الدفاعية التي جلبتها دول العدوان في حربها على الشعب اليمني.

ويضيف الخبيرُ شمسان في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن القدراتِ اليمنيةَ في تنامٍ على كافة المستويات والمجالات سواء على مستوى القدرات الصاروخية والمديات التي تبلغها وقدرتها العالية على المناورة والإصابة الدقيقة للأهداف ونسبة الأخطاء المتضائلة، أَو على مستوى الطيران المسيَّر بأجياله وأنواعه المختلفة التي باتت اليوم تشكل رعباً لقوى العدوان، بل وأظهرت عجز المنظومات الدفاعية الجوية لدى تحالف العدوان حتى أنها وجهت ضربة مزدوجة للنظام السعوديّ وأهدافه الحيوية والحساسة التي باتت مكشوفة أمام القدرات اليمنية.

ويشير العقيد شمسان إلى أن هذه الضربات تعد فضيحة كبرى للنظام الأمريكي الذي كان يروج لمنظومة “الباتريوت” على أنها أحد الأسلحة المتقدمة في العالم، إلا أنها أظهرت عجزها أمام المنظومات الصاروخية اليمنية والطيران المسيَّر، ومعنى ذلك أنها وجهت ضربةً قاصمةً لأمريكا التي تنظر إلى المعركة بحسابات الربح والخسارة وسيكون لذلك انعكاساته المباشرة على مبيعات الأسلحة الأمريكية.

ويتابع العقيد شمسان قائلاً: “اليوم بات العدوّ السعوديّ يستغيث لتزويده بصواريخ الباتريوت بعد أن نفدت أَو أوشكت على النفاد نتيجة الضربات اليمنية، وهذه يعطي دلالة واضحة على مستوى الانهيار والتراجع الذي وصل إليه العدوان الأمريكي السعوديّ ومرتزِقته في ميدان المواجهة”.

وبموازاة الطيران المسيَّر الهجومي، وما يحقّقه من ضرباتٍ مؤلمةٍ لكيان العدوّ السعوديّ، فقد أظهرت القدراتُ اليمنيةُ على مستوى الدفاع تطوراً لافتاً، وتم خلال الأيّام الماضية إسقاط عدد من الطيران المسيَّر الأمريكي والصيني، وإجبار طائرات حديثة من نوع إف 15 على المغادرة، بعد أن كانت عرضة للاستهداف.

ويقول الخبير والمحلل العسكري، العقيد مجيب شمسان، في هذا الجانب: ما يلحظ في هذا التطور اليوم هو مسرح العمليات الذي كان يحاول تحالف العدوان أن يسرح ويمرح فيه بطائراته التجسسية والحربية، ويحصل على المعلومات التي تفيده في ميدان المعركة، لكنه فقد هذا العنصر بموجب تطور الدفاعات الجوية اليمنية، وانتشار استخدامها في مسرح العمليات الذي بات محرماً على تلك الطائرات التي يتم إسقاطها بشكل متكرّر، وكان هذا الشهر حافلاً بإسقاط العديد من تلك الطائرات، وأبرزها طائرة “اسكان ايغل” وَطائرة CH4″.

ويؤكّـد شمسان أنه إلى جانب هذا التطور فَـإنَّ مواجهة الطائرات الحربية المتقدمة كطائرة الـ F16-F15 التي تم تحييد فاعليتها على الميدان بشكل كبير، بموجب تطور منظومة الدفاع الجوي اليمنية، والتي تم تصنيعها يمنياً وبعقول وأيادٍ يمنية خالصة، وهذا التحول النوعي الاستراتيجي الكبير لصالح القوات المسلحة اليمنية، وهو مسار لن يتوقف عند هذا المستوى بل سيكون مُستمرّاً إلى المستوى الذي تصل فيه القدرات اليمنية إلى أن تحرم على طائرا ت العدوان أن تحوم في سماء اليمن، لافتاً إلى أن هذا هو توجّـه القيادة التي تسعى لأجله وتوجّـه اهتماماتها إلى القيادة العسكرية لتطوير هذا القدرات.

ويواصل العقيد شمسان بالقول: “ما لمسناه اليوم هو مصاديق لذلك الاهتمام، ومختلف القدرات العسكرية، لتكون اليمنُ قويةً في مواجهة أعدائها، وسماؤها محرمة على الأعداء، ولن تسرح ولن تمرح في أجوائها الطائرات الأمريكية كما كانت منذ بداية العدوان”.

 

لا خيارَ سوى وقف العدوان

ويرى الخبير شمسان أنه وَفي ظل هذا التنامي المطرد للقدرات الدفاعية اليمنية يلحظ بشكل واضح وجلي بأن خيارات العدوّ تتراجع وتنهار تماماً، وما يراهن عليه تحالف العدوان اليوم ليس انكسار قدرات شعبنا اليمني، وإنما ما يراهنون عليه هو استمرار الحرب خوفاً من توقفها وما يمكن أن ينعكس من هذا التوقف على الكيان الصهيوني وعلى الأمريكي الذي بات يراقب القدرات اليمنية بقلق بالغ، على اعتبار أن “إسرائيل” حسب التقارير الصادرة عن مراكز دراستها تقرّر بأن اليمنيين إذَا كانوا قد وصلوا إلى هذا المستوى المتقدم من صناعة الأسلحة والقدرات الدفاعية في ظل الحرب فما هو المستوى الذي من الممكن أن يصلوا إليه في حال توقف العدوان والحصار عليهم.

ويواصل الخبير شمسان: “ولذلك خياراتهم تتضاءل أمام القدرات اليمنية، ويستشعرون بأن الخيار الذي لا يزال متاحاً أمامهم هو استمرار هذه الحرب لعل وعسى يعيق القدرات اليمنية؛ كونهم يدركون أن الشعب اليمني بقيادته وبعزيمته قادر على الوصول إلى أعلى المستويات المتقدمة”.

وأمام هذا التطور المتصاعد واللافت للقدرات اليمنية فَـإنَّه لا خيار أمام الأمريكيين والصهاينة وتحالف العدوان على بلادنا إلا بالتوقف فورًا، وهي المحصلة التي سيجبر عليها في قادم الأيّام.

ويؤكّـد العقيد شمسان أن “إسرائيل” تراقب الوضع في اليمن عن كثب، وهي تشعر بأن توقف الحرب سيكون خطراً كَبيراً عليها وهي اليوم تدفع بأدواتها الخليجية للاستمرار في هذه الحرب التي ترى في توقفها مزيداً من تطور القدرات اليمنية، وهي لا تأبه لمصير وواقع أدواتها الخليجية ما دام أن ذلك سيعيقُ قدراتِ اليمنيين حتى وإن كان في ذلك هلاك الأنظمة الخليجية وذهاب السعوديّة إلى الهاوية، وخيارهم الوحيد هو استمرار المعركة؛ نزولاً عند الرغبة الصهيونية وأجندتها، والرهان على شراء الوقت الذي يطيل ببقاء كيان الاحتلال.

 

فشلٌ ذريعٌ للعدوان

وبناءً على المعطيات الميدانية فَـإنَّ الدفاعات الجوية اليمينة التي باتت لديها القدرة على إسقاط مسيَّرات العدوان، وإجبار طيرانه الحربي على المغادرة، باتت سلاحاً استراتيجياً لا تمتلكه دول العدوان والتي فشلت كُـلّ دفاعاتها في إسقاط المسيَّرات اليمنية والصواريخ البالستية التي هي مخصصة لها، حسب مزاعمهم.

ويؤكّـد شمسان أن المنظومة الأمريكية والمنظومة البريطانية والمنظومة الكندية والمنظومة الإيطالية والفرنسية وغيرها من المنظومات التي قامت دول الخليج وعلى رأسها النظامان السعوديّ والإماراتي بشرائها قد فشلت في اعتراض الصواريخ البالستية التي صنعت خصيصاً لاعتراضها، وكذا الطائرات المسيَّرة التي تطلق من اليمن، في مقابل قدرات يمنية بإمْكَانيات بسيطة استطاعت أن تعترض تلك الطائرات المسيَّرة المتقدمة جِـدًّا، وهذه شهادة للقدرات اليمنية بأنها أثبتت فاعلية وقدرة أكبر من القدرات الأمريكية ويثبت بأن تلك الدعاية الأمريكية ليس لها أي أَسَاس من الصحة وأنها أثبتت فشلها في الواقع، مقابل إثبات النجاح والقدرة العالية للدفاعات الجوية اليمنية التي صنعت وطورت محلياً في اعتراض أحدث الطائرات، في مقابل أحدث الدفاعات الجوية التي فشلت في اعتراض أبسط الطائرات اليمنية المصنعة بإمْكَانيات بسيطة وقدرات محدودة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com