هروبٌ من الحر الشديد والتعرض للحشرات الناقلة للأمراض.. الحصارُ الأمريكي يفتك بسكان الحديدة

 

المسيرة: نوح جلاس

مع كُـلّ يوم من القرصنة البحرية لتحالف العدوان والحصار الأمريكي السعوديّ، تزداد أرقام المعاناة في أوساط المواطنين اليمنين بشكل عام، وسكان محافظة الحديدة على وجه الخصوص، حَيثُ درجات الحرارة في أعلى مستوياتها، وصارت بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية، وفي ظل العقاب الجماعي الذي تمارسه قوى العدوان والحصار، تولد القرصنة الأمريكية معها حوادث الوفاة للمرضى بالفشل الكلوي والأطفال المصابين بأمراض مستعصية، في المقابل تطال تداعيات احتجاز سفن النفط، من هم على قيد الحياة، حَيثُ بات سكان الحديدة بين فكي درجات الحرارة العالية المتزامن مع انقطاع الكهرباء بفعل احتجاز سفن الوقود، وانتشار الأمراض والأوبئة في ظل توقف الخدمات الصحية اللازمة، والفاعل أَيْـضاً واحد، وهو أعمال القرصنة الأمريكية.

مصادر محلية أفادت لصحيفة المسيرة بأن سكان محافظة الحديدة يعيشون خلال هذه الأيّام وسط أجواء حارة، أجبرتهم على النوم في أرصفة الشوارع وأسطح البيوت هرباً من درجات الحرارة العالية، وذلك نتاج توقف محطة كهرباء الحديدة في رأس كثيب، بعد نفاد مادة المازوت التي تمد المحطة بالطاقة اللازمة للتشغيل، جراء تعرض السفن القادمة المحملة بالمازوت للقرصنة المُستمرّة من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ، وهو ما يؤكّـد للجميع أن قوى العدوان تجير كُـلّ مساعيها لتعميق معاناة اليمنيين وعلى كُـلّ المستويات وفي كُـلّ المناطق، حَيثُ تعمد إلى تجويع المواطنين في المحافظات المحتلّة وترهيبهم، وتسعى لنقل تلك المعاناة لكل المحافظات الحرة وبوسائل متعددة كتزييف العملة من جهة، ومن جهة أُخرى تصعيد أعمال الحصار.

النائمون على الأرصفة والأسطح هربوا من درجات الحرارة العالية، غير أنهم معرضون في الوقت ذاته لمخاطر كبيرة، حَيثُ تنتشر في أَيَّـام الصيف الحشرات الناقلة للأمراض المعدية، وتتغذى على أجساد الهاربين من الحر، وهو ما يؤدي بدوره إلى انتشار واسع للأمراض كحمى الضنك والملاريا، وغيرها من الأمراض المعدية التي انتشرت في الحديدة وما تزال تنتشر خلال الفترة الماضية والراهنة، وفيما تنتشر تلك الأمراض، يعاني القطاع الصحي هو الآخر من انهيار للقدرات والإمْكَانيات بفعل نفاد الوقود، وهو ما يجعل المواطنين بلا ملجأ يقيهم من المتاعب التي صنعتها القرصنة الأمريكية، حَيثُ لا تتمكّن مستشفيات ومراكز الحديدة الصحية من استيعاب المرضى، لا سيما أنها تصب كُـلّ جهودها لإنقاذ من تبقى من المرضى المصابين بالفشل الكلوي والأمراض المستعصية، والذين تزداد وفياتهم بشكل شبه يومي، ويزداد الحال سوءًا يوماً تلو الآخر، كلما ضاق الخناق على سفن المشتقات النفطية.

وفي سياق ذلك، يتحدث وكيل محافظة الحديدة، علي قشر، لصحيفة المسيرة، عن المعاناة الكبيرة التي يكابدها المواطنون في المحافظة، مُشيراً إلى أن احتجاز سفن النفط يفاقم المعاناة خُصُوصاً في الفترة الراهنة التي ترتفع فيها درجة الحرارة إلى نحو 43 درجة مئوية.

ويؤكّـد الوكيل علي قشر أن ما يعانيه سكان الحديدة هي أوضاع إنسانية عصيبة لم تجد ضميراً أممياً أَو دوليًّا في ظل استمرار تواطؤ الأمم المتحدة مع قتلة الشعب اليمني ومجوِّعيه.

ويشير إلى أن المواطنين لجأوا إلى البحث عن سبل لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة العالية في ظل انقطاع التيار الكهربائي عن طريق إخلاء المنازل في الليل والبقاء طيلة أوقاته خارج المنازل أَو على أعاليها، منوِّهًا إلى أن القرصنة الأمريكية السعوديّة على سفن المشتقات النفطية تقف وراء كُـلّ ما يكابده سكان المحافظة.

ويؤكّـد أن واشنطن تمعن بشكل خاص لمضاعفة معاناة أبناء الحديدة لرفضهم التام لكل المؤامرات الأمريكية في الساحل الغربي، لافتاً على أن سلاح التجويع والحصار أدَاة بيد أمريكا تستهدف بها كُـلّ الشعوب الرافضة للخضوع والقبول بإملاءاتها.

ويوضح أن هناك جهوداً رسمية كبيرة تبذلها السلطة المحلية بالحديدة ومعها أجهزة الدولة لتجاوز المحنة التي يعانيها سكان المحافظة، مؤكّـداً في الوقت ذاته أن احتجاز سفن النفط ألقى بكل ظلاله على كُـلّ القطاعات الخدمية الأَسَاسية، وهو ما ضاعف من معاناة المواطنين.

إلى ذلك، تقول المؤسّسة العامة للكهرباء منطقة الحديدة: إن انقطاع التيار الكهربائي عن محافظة الحديدة وما جاورها يأتي نتاجاً عن نفاد وقود المازوت اللازم لتشغيل محطة التوليد البخارية المركزية برأس كثيب في منطقة الصليف، مشيرةً إلى أن هناك ناقلة مازوت تم قرصنتها مؤخّراً من قبل بوارج تحالف العدوان لتنضم إلى بقية سفن المشتقات النفطية المحتجزة في عرض البحر ومنع دخولها إلى ميناء الحديدة على الرغم من استيفائها لكافة الشروط والإجراءات وحصولها على التصاريح من الأمم المتحدة.

وتلفت المؤسّسة إلى أن احتجاز العدوان لسفن المشتقات النفطية يمثل معضلة كبيرة أمام نشاط المؤسّسة الخدمي، مشيرة إلى أن قرصنة سفن المشتقات تأتي ضمن العقاب الجماعي الذي تمارسه دول تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ضد الشعب اليمني ولا هدف منه سوى تعطيل الحياة وزيادة معاناة المواطنين وتوقف العمل في مراكز الغسيل الكلوي والمستشفيات ومراكز تقديم الخدمات للمواطنين.

وبحسب تصريحات صحفية لمحافظ الحديدة، محمد عياش قحيم، فَـإنَّ احتجاز قوى تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ لسفن المشتقات النفطية ومنعها من الوصول للقطاعات الخدمية وخُصُوصاً مراكز الغسيل والمستشفيات جريمة حرب مكتملة، نظراً لنتائجها الكارثية على الوضع الإنساني وانعكاساتها السلبية على حياة المواطنين.

ويحمّل المحافظ قحيم دول العدوان التي تحتجز سفن الوقود المسؤولية الكاملة عن النتائج الكارثية المترتبة عن انقطاع الكهرباء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com