أطفالُ اليمن “لغوتيريش”: العدوانُ قاتلُنا!

 

المسيرة – أحمد داوود

أوصل أطفالُ اليمن، يوم أمس، أصواتَهم إلى المجتمع الدولي، ومنظمة الأمم المتحدة “العمياء”، حَيثُ خرجوا في مسيرة كبرى بميدان السبعين بصنعاء للتنديد بقرار الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي أبقى على “أنصار الله” في قائمة منتهكي حقوق الأطفال، مستبعداً في الوقت ذاته العدوان الأمريكي السعوديّ.

وصرخ الأطفال بأعلى أصواتهم خلال المسيرة، مؤكّـدين أن العدوان هو الذي يقتل الأطفال وهو الذي يحاصرهم ويدمّـر مستقبلهم.

وقال طفل كان يحمل في يديه لوحةً عليها صور لأطفال ضحايا سقطوا جراء قصف طائرات العدوان: “والله إن السماءَ تكاد تهبط علينا، يقتلوننا كُـلّ يوم بالطائرات والصواريخ، ثم يقولون بأن الحوثي يقتلنا”.

من جانبه، قال رئيس حكومة أطفال اليمن، هيثم الشريف: إن صمت الأمم المتحدة تجاه ما يحدث للأطفال في اليمن هو وصمة عار في جبين الإنسانية، وهو صمت مخزٍ، موصلاً رسالته إلى قوى العدوان بأن أطفال اليمن قد كسروا العدوان والحصار، وهم يواصلون تعليمهم بكل قوة وعزيمة ورباطة جأش.

ودعا الشريف الأمم المتحدة إلى إعادة السعوديّة في قائمة العار ضد منتهكي حقوق الأطفال.

وعبر أحد الأطفال المشاركين في المسيرة عن استنكاره لقرار الأمم المتحدة بتصنيف “أنصار الله” في قائمة منتهكي حقوق الأطفال، معتبرًا أن هذا التصنيف هو عار للأمم المتحدة.

وخلال المسيرة رفع الأطفال صوراً كثيرة، حَيثُ حضر ضحايا مجزرة ضحيان، وبثينة عين الإنسانية، وأشلاء للكثير من الأطفال الذين مزقتهم غارات العدوان، ولافتات أُخرى كتب عليها عبارات تندّد بالموقف اللاإنساني للأمم المتحدة وانحيازها السيئة لدول العدوان مقابل الحصول على حفنة من الأموال.

وقرأ الأطفال الفاتحة على أرواح الأطفال الضحايا جراء العدوان الأمريكي السعوديّ، مردّدين الهتافات المندّدة بتخاذل الأمم المتحدة ووقوفها إلى جانب القتلة والمجرمين.

 

الأمم المتحدة تقتل الأطفال

وألقيت في المسيرة كلمة أطفال اليمن، أكّـدت أن العالم قد أغمض عينَيه عن حق أطفال اليمن مقابل الأموال وخضع لضغوط المجرمين دون خجل، فمرة يخرجهم من قائمة العار، ومرة يمنحهم الحق في التحقيق في الجرائم التي يرتكبونها بحقنا”.

وذكرت الكلمة أنه وبعد أكثر من ست سنوات استشهد من أطفال اليمن أكثر من 3 آلاف و500 طفل وطفلة وأُصيب أكثر من 4 آلاف آخرين وتيتم الآلاف وهُجر الملايين من منازلهم ومناطقهم.

وأضافت كلمة الأطفال “تمت محاصرتنا وحرماننا من كُـلّ حق لنا في الحياة والبقاء والنماء والمشاركة والتعليم والصحة وقبل هذا كله حُرمنا من الأمان ولم نعد نجد ملاذاً نلجأ إليه حتى أحضان أُمهاتنا اللواتي قتلن؛ بسَببِ غارات العدوان السعوديّ الأمريكي”.

وتطرقت الكلمة إلى بعض الجرائم الوحشية التي ارتكبها العدوان بحق الأطفال، ومنها جريمة ضحيان وجريمة جمعة بن فاضل وعرس سنبان ومدرسة الفلاح وبثينة عين الإنسانية، مشيرة إلى معاناة الأطفال نتيجة ما سببه العدوان والحصار من أوبئة وسوء تغذية وتشوهات خلقية، مؤكّـدة أن العدوان استهدف 21 % من المدارس بعضها دمّـرت بشكل كلي وبعضها الآخر يدرس الأطفال فيها على أنقاضها.

وأشَارَت الكلمة إلى الحصار الاقتصادي وآلاف الجرحى والمرضى المحتاجين للسفر للخارج للعلاج في ظل موقف مخز للأمم المتحدة يمنع الأطفال من العلاج والدواء، مؤكّـدة أن التحالف الأمريكي هو من يقتلهم ويرتكب المجازر بحقهم، مستنكرين صمت الأمم المتحدة تجاه تلك الجرائم التي راح ضحيتها آلاف الأطفال، لافتة إلى أن ملايين الأطفال شردوا من منازلهم وحرموا من الأمان؛ بسَببِ قصف العدوان المباشر لمنازلهم، وبالإضافة إلى معاناتهم نتيجة نقص الغذاء والدواء؛ بسَببِ الحصار، وكذا حرمانهم من التعليم؛ بسَببِ قصف عشرات المدارس وانقطاع الرواتب.

وأكّـدت كلمة الأطفال، أن الأمم المتحدة تقتل الأطفال تماماً كما يقتلهم السلاح، معبرة عن الأمل في أن يصحوَ ضمير العالم، وأن يعيش أطفال اليمن بسلام.

رئيس النقابة العامة للمهن التعليمية، الدكتور عصام العابد، قال: إن خروج أطفال اليمن في هذه المسيرة هو للتعبير عن حقهم في التعليم والحصول على الدواء وفي كُـلّ مناحي الحياة، مُشيراً إلى أن العالم اليوم ينظر إلى أطفال اليمن بنظرة سلبية، وأن الأطفال أرادوا من خلال هذه المسيرة التعبير عن استيائهم من قرارات الأمم المتحدة تجاه أطفال اليمن التي لا تهتم بحقوق الإنسان والطفل.

من جانبه، قال الأُستاذ عبد الرحمن فايع، مدير عام إذاعتي الشهداء والتعليمية: إن الأطفال أرادوا من خلال هذه المسيرة إيصال رسالة بأنهم يعانون كَثيراً جراء المجازر التي ارتكبت بحقهم في ضحيان وسنبان وغيرها، واستنكار قرار الأمم المتحدة بتصنيف أنصار الله ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال في اليمن.

ولفت فايع إلى أن العار هو ما تمارسه الأمم المتحدة بصمتها وسكوتها على جرائم التحالف بحق الأطفال في اليمن.

من جانبه، أوضح نائب وزير الثقافة رئيس اللجنة المنظمة للفعالية، محمد حيدرة، أن أطفال اليمن قد خرجوا في هذه المسيرة ليقولوا للعالم بأن أطفال اليمن الذين قُتلوا وذُبحوا في منازلهم ومدارسهم لا زالوا صامدين وسيخرجون من هذه المحنة وهم أشد وأقوى.

واستنكر بيان أطفال اليمن الهرولة الأممية نحو المال الخليجي والإصرار على تجريم المظلوم وتبرئة الظالم وغض الطرف عنه والتواطؤ معه.

وأدان البيانُ الرضوخ الأممي لضغوط دول الاستكبار التي خضع لها الأمين العام للأمم المتحدة لتبييض صفحة الجاني على الرغم من وحشيته، مؤكّـداً أن الأمم المتحدة نصّبت نفسها خصماً لأطفال اليمن، وجعلت المنظّمات المنضوية تحت مظلّتها شريكاً في كُـلّ جريمة ارتكبت بحق الأطفال بسكوتها.

وَأَضَـافَ البيان “نحن نعلم يقيناً من هو القاتل الذي يسعى لحربنا وقتلنا وحصارنا وتجويعنا وأنك أيها الأمين العام للأمم المتحدة في نظرنا شريك أَسَاسي وأحد أبرز المتسببين لنا بكل هذه المعاناة”.

 

حجّـة.. مسيرة موازية

واستبق مسيرة صنعاء، عدد من المسيرات المشابهة لأطفال اليمن في الحديدة، حَيثُ عبر الأطفال عن امتعاضهم الشديد لتعامل الأمم المتحدة مع الوضع في اليمن، والكيل بمكيالين، والتعامي لما يتعرضون له من إبادة وحشية متعمدة من قبل العدوان الأمريكي السعوديّ خلال السنوات الست الماضية.

وبالتوازي مع ذلك، أطلق أطفال محافظة حجّـة، صوتاً هاداً موجهاً إلى أروقة الأمم المتحدة، لعلها تفيق من سباتها وتنظر إلى معاناتهم جراء العدوان على بلادنا.

وخرج المئات من أطفال محافظة حجّـة في مسيرة غاضبة، يوم أمس، بالمدينة وعدد من مديرياتها، مندّدين بالقرار الأممي المنحاز لتحالف العدوان، ضد الشعب اليمني، والمساندة الوقحة للجلادين ضد الضحية.

واستنكرت المسيرات جرائم العدوان بحق الطفولة في اليمن، محملةً الأممَ المتحدة المسؤولية إزاء ذلك إلى جانب تسبب العدوان والحصار في انتشار الأمراض والأوبئة، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة بقرارها تصنيفَ أنصار الله من منتهكي حقوق الأطفال تسعى لتزوير الحقائق لصالح العدوان، لكنها لن تستطيعَ الاستمرار في كذبها؛ لأَنَّ جرائم العدوان مشهودة وموثقة.

وثمّنت المسيراتُ التضحياتِ التي يقدمها الأبطال في الجبهات؛ دفاعاً عن الوطن، داعية أحرار العالم للقيام بدورهم في الوقوف إلى جانب اليمن لرفع الحصار وإيقاف العدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com