هجوم (بالستي – جوي) نوعي يضرب مواقعَ عسكرية في مطار نجران وقاعدة “خالد”

تزامناً مع تحَرّك دبلوماسي أمريكي لإنقاذ السعوديّة ومرتزقتها:

 

المسيرة | خاص

واصلت القواتُ المسلحة ضرباتِ الردع الاستراتيجية ضد العمق السعوديّ، رداً على استمرار العدوان والحصار، وتأكيداً على التمسك بشروط السلام الحقيقي، في الوقت الذي تحاولُ فيه الولاياتُ المتحدة والسعوديّة الالتفافَ على هذه الشروط من خلال مقايضة الملف الإنساني بمكاسبَ سياسية وعسكرية.

وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة، العميد يحيى سريع، أمس الاثنين، أن القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير نفذا عمليةً هجوميةً مشتركةً بأربع طائرات مسيرة من نوع “قاصف 2k” وصاروخَين بالستيين من نوع “بدر”.

وأوضح سريع أن العملية ضربت مواقعَ عسكرية في مطار نجران وقاعدة خالد الجوية بخميس مشيط، مؤكّـداً أن الإصابات كانت دقيقة.

وكان نشطاءُ سعوديّون قد أبلغوا، فجرَ أمس، عن سماعِ دوي انفجارات كبيرة في نجران تزامناً مع العملية الهجومية.

كما أظهرت مواقعُ رصد الملاحة الجوية ارتباكا كَبيراً في حركة الطيران في الأجواء السعوديّة في الوقت نفسه.

ويستخدمُ النظامُ السعوديّ مطار نجران، كقاعدة عسكرية من ضمن القواعد التي تنطلق منها عملياته العدائية على اليمن، إلى جانب مطاري أبها وجيزان وقاعدة خميس مشيط التي وصفها تقرير أمريكي بأنها “العمود الفقري” لإسناد مرتزِقة العدوان في مأرب.

ويأتي هذا الهجومُ المشتركُ في إطار ضربات متواصلة تنفذها القوات المسلحة بشكل شبه يومي على المواقع العسكرية والحيوية داخل العمق السعوديّ، رداً على استمرار العدوان والحصار.

وكان قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قد توعَّد خلال خطابه في ذكرى يوم الصمود الوطني هذا العام، بـ”زخم عسكري” كبير سيشهده العام السابع، في حال استمرار العدوان والحصار.

توقيتٌ حساس:

ويرسِل الهجوم المشترك بدوره رسائل سياسية مهمة للنظام السعوديّ وللولايات المتحدة؛ كونه يأتي في توقيت تحشد فيه واشنطن والرياض جهودهما لإقناع صنعاء بإيقاف ضرباتها وعملياتها العسكرية في مأرب، “تحت يافطة وقف إطلاق النار”.

وفي هذا السياق، وصل كُـلٌّ من وزير الخارجية السعوديّ والمبعوثين الأمريكي والأممي لليمن، هذا الأسبوعَ، إلى العاصمة العُمانية مسقط (مقر إقامة الوفد الوطني المفاوض)، ضمن جولة لقاءات جديدة، تأتي تزامنا مع تصاعد القلق الأمريكي حيال تزايد خسائر المرتزِقة في مأرب.

وترسل الضرباتُ الصاروخية والجوية الأخيرة رسالة تأكيد على تمسك صنعاء بمتطلبات السلام الحقيقي والشامل، وعلى رأسها وقف العدوان ورفع الحصار، وفصل الملف الإنساني عن الملفات العسكرية والسياسية.

ويتمحورُ الطرحُ الأمريكي السعوديّ المعلن حتى الآن حول “التخفيف من بعض قيود الحصار مقابل وقف تقدم قوات الجيش واللجان في مأرب ووقف الضربات الصاروخية والجوية على السعوديّة“، وهو أمر وصفته صنعاء سابقًا بـ”الابتزاز” وأعلنت رفضَه تماماً.

ويبدو أن الولايات المتحدة ما زالت متمسكة بهذا الطرح، وإن بدا أنها تحاول “إظهار” تغييرات في موقفها من خلال إرسال عضو الكونغرس، كريس مورفي (الذي كانت له تصريحات منتقدة لاستمرار الحرب على اليمن)، برفقة المبعوث الأمريكي، هذا الأسبوع إلى مسقط.

هذا ما يؤكّـده أَيْـضاً تصريح جديد للخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، أكّـد على تمسك المبعوث الأمريكي تيم ليندركينغ بمسألة “وقف الهجوم على مأرب” وَ”وقف إطلاق النار”، بدون وقف العدوان ورفع الحصار، الأمر الذي يعني أن واشنطن لم تبارحْ موقعَها السياسي، كما لم تبارح موقعها العسكري، بشأن اليمن.

بل وأشَارَت الخارجية إلى إصرارٍ أمريكي على المضي أكثر في محاولة “ابتزاز” صنعاء، حَيثُ قالت: إن “مجموعة الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن عازمة على حَـلّ النزاع”، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً على محاولة “فرض” الأجندة الأمريكية من خلال مجلس الأمن، للضغط على صنعاء، إلا أنها خطوة لن تكون مؤثرة بشكل كبير على الواقع الميداني الذي تتحكم صنعاء بمجرياته.

وبصرف النظر عن أية احتمالات، فَـإنَّ الهجومَ الصاروخي الجوي الأخير للقوات المسلحة على العُمق السعوديّ يؤكّـد بوضوح على أن موقف صنعاء لن يتغير عسكريًّا وسياسيًّا بالمثل، ما لم يتغير موقف الولايات المتحدة والسعوديّة باتّجاه وقف العدوان ورفع الحصار، وأن أيةَ حيل دبلوماسية جديدة أَو مكرّرة لن تفلح في إيقاف العمليات العسكرية اليمنية سواء في الداخل اليمني، أَو في العمق السعوديّ.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com