الأمم المتحدة تذرف دموع التماسيح فقط.. تقديم الدعم لليمن لمواجهة كورونا خارج الحسابات

 

المسيرة – عباس القاعدي

لأكثرَ من مرة تناشد حكومةُ الإنقاذ الوطني بصنعاء، الأمم المتحدة لتقديم المساعدات العلاجية والوقائية لمواجهة فيروس كورونا المستجد كوفيد19 وتوفير احتياجات مراكز الحجر الصحي بصورة عاجلة، غير أن الكثير من المسؤولين يرون أن الأمم المتحدة لم تقم بواجبها على أكمل وجه.

ويقول وزير الصحة الدكتور طه المتوكل: إن الأمم المتحدة تتباكى على الشعب اليمني، ويتساءل ماذا صنعت أمام ما تدّعيه من أرقام؟ وماذا قدمت من مساعدات؟ مُشيراً إلى أن مسئولية الأمم المتحدة هي تقديم المساعدة للشعوب لا ذرف الدموع كما تفعلُ في اليمن.

ويشير الوزير المتوكل، إلى أن الأمم المتحدة تتحدّث عن توقع أسوأ كارثة في اليمن نتيجة كورونا وتتجاهل قتل اليمنيين لخمس سنوات وتضرب بعرض الحائط تقاريرها منذ بداية العدوان والحصار.

وخلال الأيّام الماضية، شاركت الأمم المتحدة في مؤتمر عقد بدولة العدوّ السعودي وسمي بمؤتمر المانحين للتسول باسم الإنسانية في اليمن، لكن الأمم المتحدة كما يقول الكثيرون لم تقدم شيئاً لليمن، سواء للقطاع الصحي أَو غير ذلك، وكان حرياً بها أن تساعد اليمن ولا سيما في ظل ما يعانيه من انتشار لوباء كورونا.

 

ميزانية غير مرصودة

ويقول وزيرُ الإعلام ضيف الله الشامي: إن الأمم المتحدة لم تقدّم شيئاً يمكن أن يذكر للشعب اليمني، بل تتاجر بمعاناة الشعب وتخادع المانحين بشكل واضح، لافتاً إلى أن كُـلّ المساعدات المقدمة باسم اليمن تذهب أكثر من ٧٠ % منها نفقات تشغيلية وسيارات مدرعة ورحلات مكوكية عبر الطيران، وذلك كلُّه على حساب المساعدات الممنوحة لليمن.

ويشير وزير الإعلام، إلى أنه تمّت مخاطبة منظمة الصحة العالمية بوسائل عديدة ولقاءات متكرّرة من قبل الحكومة ورئاستها وعبر وزارة الصحة والهيئات المعنية للقيام بدور ملموس بشأن مواجهة فيروس كورونا، لكنها كانت تعتذر وتقول إنه لا ميزانية مرصودة للمواجهة، بحجّـة أن الوباء لم يصل بعدُ إلى اليمن، وكأنهم ينتظرون الوباء وهم يوزعون الوعود المتكرّرة بأنه متى ما وصل الوباء فسيكون لهم دور بارز، وبعد أن وصل كورونا أصبحت وعودهم كاذبة.

ويضيف وزير الإعلام أنه لولا التعامل الحكيم للقيادة والشعب مع جائحة كورونا بخلاف ما كانت تريده المنظمة من التهويل والتخويف وخلق الرعب وإعلان الأرقام والإحصائيات، سواءٌ أكانت صحيحة أَو غير صحيحة، ولهذا أؤكّـد لكم أن الصحة العالمية لم توفِ بوعودها ولم تقدم شيئاً لمواجهة الوباء.

من جانبه، تقول مدير الإعلام بالمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية هناء الوجيه: إن الصحة العالمية في اليمن مثّلت دوراً سلبياً للغاية في مواجهة وباء كورونا، وكانت شريكة فيما صنعه العالم من تهويل في صناعة الخوف في وسائل الإعلام حول كورونا، وكان ذلك له دور كبير في حصول حالات الوفيات في العالم.

وتؤكّـد الوجيه أن الصحة العالمية لم تقم بالدور المطلوب منها في تحسين الوضع الصحي المنهك؛ بسَببِ العدوان والحصار المستمر على الشعب اليمني، فكان من أبرز ما قامت به هو تعليق عملها في مناطق الشمال حَــدّ تعبيرها؛ بسَببِ إخفاء حالة الإصابة بكورونا حَــدّ زعمها، موضحة أنها كانت تريد مزيداً من التهويل والرعب وبث الخوف والهلع في النفوس، وكان الأجدر بها أن تعمل بعيدًا عن ذلك المسار ليكون هدفها التحسين في الوضع الصحي وتوفير أهم المستلزمات لمواجهة الوباء بدلاً عن الضغط الذي يهدفُ لخدمة العدوان وتحقيق الأهداف التي لم يستطع تحقيقها خلال خمس سنوات من الحصار والعدوان.

وحول المجال الصحي تطرقت الوجيه إلى أنه ضعيف في اليمن، مما جعل الشعب اليمني يمرُّ بكوارث كبيرة وفتكت به الأمراض والأوبئة خَاصَّة في المحافظات المحتلّة، وَالتي ساهم وجود المرتزِقة وقوات الاحتلال في تفاقم الوضع الذي زاده سوء الإهمال والعمالة، ولهذا لم نسمع صوتاً من الأمم المتحدة ولا منظمة الصحة العالمية.

وتوضح الوجيه أن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، تتسول كذباً باسم معاناة اليمنيين لتجني الأموال التي لا يرى منها الشعب اليمني إلّا الفتات، وتتباكي باسم ضحايا كورونا الذين تريد أن توهم الناس والمجتمع بوجودهم رغم أنها تغاضت عن ضحايا مدنيين قُتلوا بالآلاف تحت ركام القصف والعدوان، وهذه هي الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وَأُولئك هم المرتزِقة والمتسولون الذين لم ولن يعول عليهم الشعب اليمني الصامد والمكافح والمتسلح بالإيمان والوعي الصحيح.

 

المساعدات لا ترقى إلى 1 %

وَيؤكّـد الناطقُ الرسمي باسم وزارة الصحة يوسف الحاضري، أن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لم تقدّم شيئاً على الإطلاق فيما يخصُّ مواجهة كورونا، وما قدمته هي أمور لا ترتقي إلى نسبة 1 % من احتياجات اليمن، في ظل العدوان والحصار وَالوضع الصحي المتعب والمدمّـر من قبل العدوان الأمريكي السعودي، وكذلك في ظل تعهداتها بأن تكون شريكة، وَأَيْـضاً في ظل ترويج المنظمات عن مأساة اليمن كما رأينا في مؤتمر المانحين الفاشل والمضحك.

ويشير الحاضري، إلى أن الأجهزة الموجودة التي تصل إلى 70 أَو 60 جهازاً، كان قد قدمته منظمة الصحة العالمية لقسم التغذية في الوزارة قبل ظهور وباء كورونا، وعندما جاءت موجة كورونا تم تحويله إلى كورونا.

وحول الملابس الوقائية التي يستخدمها الأطباء عند استقبال حالات كورونا، أوضح الحاضري أن الملابس التي قدمت تبلغ خمسة آلاف بدلة في ظل أن احتياجنا اليومي لها أكثر من عشرة آلاف؛ لأن لدينا أكثر من ثلاثة آلاف فريق استجابة في جميع المديريات، حيث كُـلّ طبيب يستخدم يوميًّا أكثر من أربع بدلات، وهي حسب الحالات الموفدة إليه، علماً أننا قد استهلكنا أكثر من هذه الكمية بعشر مرات.

وبخصوص الفحوصات التي قدمت فيقول الحاضري: إنها تصل إلى سبعة آلاف فحص، رغم أن احتياجنا اليومي أكثر من عشرة آلاف فحص، علماً أن معظمها غير دقيق وغير سليم، وقد سبق أن تحدّث عنها وزير الصحة في مؤتمرات سابقة، مُشيراً إلى أنها لم تقدم غير التباكي وذرف دموع التماسيح لا أكثر ولا أقل، ولم تقدم للشعب اليمني أيَّ شيء ملموس.

ويشيد الحاضري بجهود الجانب الإعلامي الوطني الذي حقّق في جانب التوعية 90 %، وكل ذلك بجهود وطنية محلية، لافتاً إلى أن الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية لا فضل لها ولا دور ولا ذكر على الإطلاق، ورغم وعودهم المستمرة لم يقدموا حتى ريالاً واحداً.

وعلى صعيد متصل، يؤكّـد مدير عام مكتب الصحة بالأمانة مطهر المرواني، أن كُـلَّ ما قدمته الأمم المتحدة ومنظماتها لشعب اليمني هو إيجاد الذرائع والمبرّرات، موضحًا أن المنظمات الأمريكية التي كانت تدعم وتمون المنظمات التي تعملُ في المراكز الصحية باليمن وتابعة للأمم المتحدة أوقفت نشاطها وتمويلها لهذه المراكز بعد ظهور وباء كورونا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com