قراءة مختلفة للمحاضرة الرمضانية العاشرة

 

– كان نجدت الشاب السوري ابن الـ22 عاماً والذي يعيش مغترباً في النرويج متابعاً مخلصاً للمحاضرات الرمضانية.

– نجدت يدرس الهندسة في الجامعة تعرف أكثر على اليمن من بداية عمليات الانتصار التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية لأجل غزة فلسطين.

توسد نجدت أريكَتَه وهو يبدأ الاستماع للمحاضرة:

“قصة أبينا آدم عليه السلام كما وردت في القرآن الكريم، وتكرّرت فيه من جوانب متعددة، وقدَّمت الدروس والعبر، ذكرت في كتب الله السابقة إلى رسله وأنبيائه، وفيها الدروس المهمة.

لو استوعب البشر الدروس والعبر التي في هذه القصة، لكان واقعهم مختلفاً تماماً عمَّا هو عليه”.

– كأن السيد القائد أعادنا بقية آدم عليه السلام ليعمل لنا فورمة تذكير لما هو آت..

{وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأرض وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قليلًا مَا تَشْكُرُونَ} يأتي الحديث عن نعمة الله سبحانه وتعالى على البشر بهذه الأرض، وما جعل لهم فيها وخلق لهم فيها من النعم الوافرة، الكثيرة، التي لا تحصى ولا تعد، وهذا مدخلٌ مهمٌ بالنسبة للإنسان، لنعرف أن الله سبحانه وتعالى هو مصدر النعم.

أتى بنا الله إلى هذا الوجود، وخلقنا في هذه الأرض في إطار نعمه، ورعايته الواسعة، وفضله الواسع العظيم، مع التكريم الكبير، فيجمع لنا بين النعم المادية، الوافرة، الكثيرة، المتنوعة جِـدًّا، ومع ذلك النعم المعنوية، المتعلقة أَيْـضاً بالجانب الأخلاقي، والقيمي، والديني.

الالتزام العملي في حياة الإنسان، يسمو بالإنسان، ويجعله يتعامل مع تلك النعم بطريقة صحيحة.

التمكين في الأرض له جانبان:

الجانب الأول: ما أودع الله وخلق الله للإنسان في هذه الأرض من النعم الواسعة جِـدًّا.

الجانب الثاني: ما أوضع الله في الإنسان نفسه من مدارك، وطاقات، وقدرات، ومواهب، تساعده على الاستفادة من هذه النعم، والاستخراج لها، والتمكّن من الانتفاع بها بأشكال كثيرة، ضمن التسخير الإلهي.

الله سبحانه وتعالى جعل الإمْكَانات المادية المتوفرة في هذه الأرض تحت تصرف الإنسان، تحت تصرفه، وسخَّرها له، وزوده بالمدارك، والمواهب، والقدرات، والطاقات، التي تساعده على أن يستفيد منها متمكّناً من الانتفاع، والتصنيع، والاختراع، والإبداع، والانتفاع الواسع.

– يا الله كيف قسم التمكين لجانبين واوضحهما لنا… هكذا تحدث نجدت مع نفسه.

“بداية خلق الإنسان، وأنعم على الإنسان في خلق الإنسان، كان من الممكن أن يُخَلَق الإنسان شبيهاً بأي حيوان من الحيوانات الأُخرى، في شكله، في قوائمه في اليدين والرجلين مثلاً، في أشياء أُخرى، وبذلك تصعب عليه الحياة، ويعاني في أشياء كثيرة، ويكون دوره في هذه الحياة دوراً محدوداً، بقدر تلك الكيفية التي خلقه الله فيها.

الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في أحسن تقويم، كما قال جل شأنه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإنسان فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وفعلاً كُـلّ الدواب التي تدب على وجه الأرض، في برها وفي بحرها، ليس شيءٌ منها يشبه الإنسان، وبمستوى خلق الإنسان، الإنسان مميز في خلقه من حَيثُ الشكل والتركيب، والتهيئة للحركة، في طاقاته، في جوارحه وأعضائه، في مداركه، وغير ذلك.

{وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ}، فالنعمة في الخلق نفسها نعمة كبيرة، والله وهبنا الحياة، وأتى بنا إلى الوجود، ومصدر هذه النعمة العظيمة، {ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ}، أعطى الله للإنسان الصورة الجميلة، المميزة عن بقية الدواب على وجه الأرض، وفعلاً هي صورة أجمل من صورة أي حيوان على وجه الأرض، فالله أنعم على الإنسان، وفي الصور نفسها آية عجيبة، آية عجيبة على كثرة البشر”.

– استمع نجدت لهذه الجزئية سعيدا كيف قدم السيد القائد ماهية خلق الإنسان وفسر نعمة الخلق هذه.

{ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ إيمَـانهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أكثرهُمْ شَاكِرِينَ} يقول: أنه سيبذل كُـلّ جهده، ويستخدم كُـلّ الوسائل والأساليب في العمل على إغوائهم، وسيأتي الإنسان من كُـلّ جهة، ليبحث عن ما هو الذي يمكن أن يؤثِّر به على نفسية الإنسان لإغوائه؛ لأَنَّ نفسيات الناس تختلف.

البعض قد تؤثِّر فيه الشهوات، البعض قد تؤثِّر فيه الأطماع، البعض قد تؤثِّر فيه المقامات المعنوية، البعض قد تؤثِّر فيه المخاوف، البعض… وهكذا يبحث عن أية ثغرة يمكن أن ينفذ منها ليؤثِّر على الإنسان لإغوائه في شيءٍ معين، هو المتحمل للمسؤولية في ذلك، ولا على آدم، ولا على بني آدم، هي عقدته هو، إبليس عقدته الكبر.

استخدام نعم الله بطريقة تسيء إلى الله، هو سوء استخدام للنعمة، يترتب عليه أضرار ومفاسد على الإنسان نفسه، وإلَّا فالله غنيٌ عن شكرنا.

– انتهت المحاضرة ونجدت يتذكر أعاد السيد القائد التذكير بمحاولات الشيطان الدؤوبة لإفساد الإنسان ونبه على أهميّة استخدام نعم الله عز وجل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com