الكبر ذروة العصيان لله أسبابها استحواذ الشيطان على الإنسان

 

علي عبد الرحمن الموشكي

هذا المرض الخبيث الذي يصيب الإنسان نتيجة لتراكم المعاصي من الغرور والبعد عن الواقع واستشراء حالة الأنانية والحسد والطمع والجشع وتعاظم حالة التعالي وطغيان التي يصل إليها الإنسان فيكون نتيجته أن يتحَرّك في واقع الحياة وهذه الصفات تسبق تصرفات وتحجب عنه النظرة الصحيحة تجاه الآخرين وتجاه الواقع فيكون نتيجة ذلك الطغيان وانتشار حالة الظلم وضياع الحقوق والواجبات، وبالتالي يتحَرّك من يصيبه داء الكبر في ظلم الآخرين؛ لأَنَّه يكون من حزب الشيطان الرجيم في تنفيذ حالة الوعيد التي توعد بهم أمام الله في استحالة أن يفارق بني آدم إلا من كان مخلصاً لله في الطاعة والعبادة والتسليم والانقياد والتمسك بمنهجية الله.

والنموذج الأول من عصرنا الحالي اليهود (بني إسرائيل) الذين أصابهم داء الكبر؛ بسَببِ استحواذ الشيطان عليهم فأصبحوا يرثون حالة الكبر المعتق الذي يزرعونه في أوساطهم من خلال ثقافتهم التي يربون بها أجيالهم ويطبقونها في واقعهم من خلال استحقار بني آدم وهذا ما يدرسونه في مناهجهم بأن البشر جميعهم عبيد لهم، وهذه حالة من الكفر تجذرت في نفسيتهم وتصدر منهم تصرفات وجرائم كبيرة وكارثية بحق البشرية والواقع يشهد بذلك من خلال نشرهم للفساد الأخلاقي والقيمي والتحكم بالتجارة العالمية؛ لأَنَّ نفسيتهم وسلوكهم مبني على ذلك ومبادئهم ومنطلقاتهم بنيت على ذلك التوجّـه.

النموذج الثاني من عصرنا الحالي، من يحركهم اليهود ويتحكمون بهم في الواقع وهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول العالمية التي تتحكم بها الصهيونية العالمية وتحَرّكها من خلال السياسيات والمخطّطات التي تكون غايتها تطويع البشر لأفكارهم الشيطانية التي تنشر فيهم حالة الظلم والطغيان والفساد الأخلاقي حتى يجعلون الإنسان مُجَـرّداً من القيم والمبادئ التي كرمه الله بها وأحسن خلقة وأسجد له الملائكة وهذا هو ما يريده الشيطان الرجيم أن يفقد الإنسان كرامته ويعيش في هذه الدنيا مهان ذليل كالحيوان.

النموذج الثالث من عصرنا الحالي، من يدعون الإسلام ويتظاهرون بالدين والأخلاق والقيم والمبادئ القرآنية، وهم الجماعات الدينية المتطرفة التي تدار سياسيًّا من أنظمة طبعت السلام مع اليهود وتولوا أعداء الله حزب الشيطان الذين ينفذون أجندة الشيطان في الواقع البشري، ويتفرجون ويكونوا اليد الأولى في فرض حالة العداء على أبناء الأُمَّــة الإسلامية وهم يحاصرون ويقتلون ويموتون جوعاً.. وأدواتهم الرخيصة المرتزِقة والعملاء الذين كانوا هم الأيادي التي تواجه نور الله بعد استشراء حالة الطغيان والإجرام من الذين اشتروا بآيات الله ثمن قليل مقابل تصدرهم صد منابع المنهجية القرآنية الصحيحة الذين يتحَرّكون بمنهجية الله الحقة وفق منهجية الله التي ترفض الظلم والطغيان وتسعى في محاربة رأس الشر والغدة السرطانية في واقع الأُمَّــة الإسلامية.

كل هذه النماذج الشيطانية جنود الشيطان وحزبه هم من استطاع الشيطان السيطرة عليهم والاستحواذ والتحكم بهم ومن يسير وفق طريقتهم يضاف في قاعدة بيانات إبليس ضمن جنوده.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com