النظرةُ القرآنية للأحداث في فكر الشهيد القائد

 

محمد الضوراني

القرآنُ الكريمُ هو كتابُ الله وهو مصدرُ الهدى والنور للإنسان المؤمن، وهو منهجٌ يمشي من خلاله الصادقون في إيمانهم، المخلِصون في توجّـهاتهم ومواقفهم وقيمهم ومبادئهم، وهو يحفَظُ للأُمَّـة الإسلامية ارتباطَها بالله -عز وجل- وارتباطها برسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- وارتباطها بأعلام الهدى من عباد الله الصالحين المتقين.

تحَرّك الشهيد القائد وفي مرحلة حرجة وخطيرة من واقع هذه الأُمَّــة وتكالب الأعداء عليها، بل وتحَرّكهم في وسط هذه الأُمَّــة لزرع الفرقة في أوساطها وحرف البُوصلة نحو الداخل الإسلامي بل واستهداف المسلمين وإبعادهم عن القضية المركزية والأَسَاسية وهي القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية وحماية القيم والأخلاق والمبادئ الإيمانية، تحَرّك وهو يعي أهميّة تحَرّكه وجدوائية هذا التحَرّك من منطلق الإيمان الواعي ووفق ثقافة قرآنية جعلت من الحقائق جليةً أمامه.

كانت نظرته للأحداث وتجلياتها بنظرة قرآنية كشفت وعرت الأعداء وعلى رأسهم أمريكا و”إسرائيل” ومن تحالف معها وساندها من المنافقين ومدعي الإيمَـان، وكانت نظرة السيد القائد للأحداث بعيون مفتوحة وببصيرة ثاقبة عين على الأحداث وعين على القرآن الكريم، مصدر الهداية الحقيقية، والتي من خلالها تحَرّك الشهيد القائد في القيام بدوره كعَلَمٍ من أعلام الهدى وامتداد للرسالة المحمدية، ومن سار من خلالها وحافظ عليها بزكاء وطهارة وصفاء واستشعر هذه المسؤولية والتحديات والمخاطر التي تحاك لهذه الأُمَّــة من قبل الشيطان الأكبر أمريكا وربيبته “إسرائيل” فتحَرّك في الجانب التوعوي والثقافي بكل اهتمام وقدم المحاضرات القرآنية، التي وضحت للجميع جماعات وأفراد دورهم المهم والصحيح وبنظرة قرآنية ومفهوم قرآني يجعل من يسير من خلاله في حالة من الوعي والاستقامة، من خلالها يتبنى المواقف الصحيحة ويسعى إليها ويساهم فيها، ومن خلال هذا الوعي والثقافة القرآنية تصبح الأُمَّــة الإسلامية أكثر قوة وتماسكاً وترابطاً ويفشل الأعداء في استهدافها، بل وتكون أُمَّـة كما يريد الله أن تكون معتصمة بحبل الله جميعاً، متوكلة على الله، ووفق توجيهات الله وأوامر الله -عز وجل- الذي من خلاله تنال العزة والكرامة والتمكين بل والفوز العظيم في الدنيا قبل الآخرة.

إن النظرة الواضحة والجلية للسيد القائد للأحداث وامتدادها وأسبابها ونتائجها كانت نظرة صحيحة وواضحة، وجعلت من الشعب اليمني المؤمن أكثر وعياً واهتماماً، ومن خلال هذه النظرة تجلت الحقائق أمام الجميع، وكشفت المخطّطات والمشاريع التي تقودها أمريكا تارة باسم مكافحة الإرهاب وتارة باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكلّ هذه الشعارات التي استخدمت لاستهداف هذه الأُمَّــة وإبعادها عن مصدر الهداية الحقيقية وهو القرآن الكريم، نجد اليوم بركات هذا المشروع القرآني في حفاظه على هذا الشعب اليمني؛ ليكون هو الشعب الذي يتبنى الحق بكل عناوينه وبكل أهدافه، بل ويكون نموذجاً للحق، للعالم بكله.

إن الأحداث المتسارعة جعلت النظرة التي تبناها الشهيد القائد وفق ثقافة قرآنية هي النظرة الصحيحة والتي تحقّقت على أرض الواقع برؤية قرآنية لا يمكن أن يشوبها أي شك، في كُـلّ مرحلة من مراحل الصراع بين الحق والباطل نجد أن المشروع القرآني وكلّ من تبنى هذا المشروع هم الثابتون في مواقفهم وفي مشاريعهم الحق ومع القضايا الحق وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والتي باعها وتاجر فيها مُدَّعو الحق وهم في واقعهم يتحَرّكون مع الباطل بسياسته وتوجّـهاته وأهدافه وأصبحوا مُجَـرّد أدَاة للمشروع الأمريكي.

نحن اليوم نشهدُ قوةَ الحق في ضرب واستهداف العدوّ الصهيوني وفق منطلق الحق والعدل ونصرة وتأييد ومساندة الشعب الفلسطيني صاحب القضية الحق، هذا الموقف الذي سار من خلاله الشعبُ اليمني بقيادته وجيشه هو نتاجٌ حقيقي للمشروع الحق وهو المشروع القرآني، وهو ثمرةٌ من ثمرات الشهيد القائد في تنمية الوعي لدى المجتمع اليمني، ومن خلالهم يمتد هذا الوعي لكل الأُمَّــة الإسلامية ويقدم نموذجاً يحافظ على هذه الأُمَّــة التي تواجه هجمة كبيرة عليها وعلى أبنائها وعلى الأجيال القادمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com