رئيسُ شركة “ميرسك” العملاقة يكشفُ اعترافاً أمريكياً بالفشل في البحر الأحمر

الشركاتُ التي أجبرتها واشنطن على تعليق حركتها بالكامل تواجهُ نتائجَ مقلقة

 

المسيرة | خاص:

كشف الرئيسُ التنفيذي لشركة “ميرسك” الدنماركية العملاقة للشحن البحري عن اعترافٍ أمريكي فاضحٍ بالفشل والتخبط في البحر الأحمر.

وقال فينسنت كليرك، رئيسُ شركة “ميرسك” التي تحتلُّ المرتبة الثانية عالميًّا في قطاع الشحن البحري في تصريحات للصحفيين الخميس: “أخبرتنا البحريةُ الأمريكية أنها غيرُ قادرةٍ حَـاليًّا على ضمان سلامة ملاحة كُـلّ السفن في البحر الأحمر”.

ويمثل هذا التصريح إقراراً واضحًا بفشلِ الولايات المتحدة في حماية السفن المرتبطة بكيان العدوّ الصهيوني والمتوجّـهة نحو موانئ فلسطين المحتلّة.

كما يوضح هذا التصريحُ حالةَ التخبُّط الكبيرةِ لدى الولايات المتحدة التي كانت قد حاولت سابقًا إقناعَ بعض شركات الملاحة العالمية بمواصلة الإبحار نحو موانئ فلسطين المحتلّة تحت حمايتها؛ لتصطدم بأن الحظرَ اليمني البحري لا يمكن تجاوُزُه.

وكانت الولايات المتحدة قد أوعزت للعديد من الشركات، وعلى رأسها ميرسك الدنماركية، بوقف الإبحار عبر البحر الأحمر بشكل كامل بدلاً عن وقف الرحلات إلى موانئ فلسطين المحتلّة؛ وذلك بغية خلق أزمة عالمية تمثل غطاءً لفتح جبهة دولية ضد اليمن، لكن النتيجة كانت عكسية، حَيثُ رفض العالَمُ الاشتراكَ مع الولايات المتحدة في عسكرة البحر الأحمر.

ولم تسلم شركاتُ الشحن كما يبدو من نتائج العبث الأمريكي، حَيثُ أكّـد كليرك أن “الشركةَ تشعُرُ بالقلق على أرباحها بعد أن حوَّلت مسارَ الإبحار حول إفريقيا، وأن الوضعَ أخذ في التصعيد باتّجاه حالةٍ من عدم اليقين”.

وتؤكّـدُ صنعاءُ والقواتُ المسلحةُ بشكلٍ مُستمرٍّ أن الملاحةَ عبر البحر الأحمر آمنةٌ لكل الوجهات باستثناء الكيان الصهيوني؛ وهو ما يعني أن الحَلَّ الأوضحَ لشركة “ميرسك” هو تحويلُ مسار السفن المرتبطة بكيان العدوّ، واستئنافُ بقية رحلاتها عبر البحر الأحمر، لكن يبدو بوضوح أن التدخلاتِ الأمريكية في قرارات شركة الشحن العملاقة قد عقَّدت الأمرَ بالنسبة إليها.

وعلى العكس من الشركات التي استجابت للضغوطِ والتدخلات الأمريكية، تفيد العديدُ من التقارير بأن شركاتِ الشحن الآسيوية التي أعلنت وقفَ الإبحار إلى “إسرائيل”، والتي تضعُ في بياناتها رسالة “لا علاقة لنا بإسرائيل والولايات المتحدة” تحقّق مكاسبَ كبيرةً في البحر الأحمر، حَيثُ تقوم بتعويضِ غياب الشركات التي أجبرتها واشنطن على تحويل مسارها حول إفريقيا؛ الأمر الذي يؤكّـد أن إصرارَ شركات الشحن العالمية على مواصلةِ تعليقِ حركتها بالكامل في البحر الأحمر هو قرارٌ لا علاقة له بطبيعة العمليات اليمنية.

وقد أقرَّ الرئيسُ الأمريكي جو بايدن والمتحدِّثُ باسم البنتاغون، وَأَيْـضاً وزير الحرب البريطاني، بالعجز عن وقف عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر وباب المندب، من خلال التحَرّك العسكري العدواني ضد اليمن، وهي اعترافاتٌ تضعُ شركاتِ الشحن أمام ضرورة عدم الوثوق بالولايات المتحدة وبريطانيا، والتوجّـه للتفاعُل مع القرار اليمني بمنع حركة الملاحة المرتبطة بالعدوّ الصهيوني فقط بدلًا عن مغادَرةِ البحر الأحمر بشكل كامل.

وقد وَجَّهَ قائدُ الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، في خطابه يوم الخميس رسالةً لكافة دول العالم بهذا الخصوص، حَيثُ قال: “بمزيدٍ من التنسيقِ معنا، يمكنُ لكل الدول أن تطمئنَ أكثرَ وأكثرَ في حركتها التجارية، ولا تسمعُ أبداً للتشويشِ الأمريكي”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com