قراءةٌ في فكر الشهيد القائد من البداية حتى وضعية اليمن اليوم

 

يحيى صلاح الدين

تميز الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- بقدرته على تشخيص واقع الأُمَّــة تشخيصاً دقيقاً عرف الداء والدواء، كان عالماً ربانياً وقائداً ثورياً ذا نظرة ثاقبة، تأمل في واقع الأُمَّــة الذي تعيشه ووجد أنها في وضعية خطيرة أمام الله، وضعيفة مقهورة أمام أعدائها نتيجةً لتلقيها ثقافات مغلوطة جاءت من خارج الثقلين كتاب الله وأهل البيت.

عندما غيب العمل بالجهاد مع أنه ذكر في القرآن الكريم في أكثر من خمسمِئة آية تسلط عليها أعدائها، وأصبحت مكبلة وسقطت الأُمَّــة ضحية لمؤامرات ومكائد من صنع اليهود وضعوها منذ عشرات السنين، ولكي تنجو الأُمَّــة من محنتها لا بُـدَّ لها من إيمَـان يبدأ من الله وينتهي بإعلان المواجهة والعداء للكافرين الظالمين، المجرمين، لأمريكا واليهود، وكبداية لهذا التحَرّك دعا الناس إلى إطلاق شعار الصرخة في وجه المستكبرين، شعار البراءة المتمثل في “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

نتيجةً لذلك تعرض الشهيد القائد ومن معه لحملات تشويه كبيرة وممنهجة وألصقت بهم سيل من التهم والشتائم والصفات المعروفة للجميع، مجوس، روافض، شيعة، باطنية، ادعاء النبوة، يريد إعادة الإمامة والعمالة للخارج وغير ذلك، حتى شنت السلطة الظالمة ست حروب بكل حقد ووحشية وبدعم أمريكي سعوديّ إسرائيلي، ووقفت معظم الشعوب العربية والإسلامية بين مصدق لرواية السلطة الظالمة وبين صامت متفرج.

في تلك المرحلة الحرجة والخطيرة على اليمن والأمّة بشكل عام كانت أمريكا هي من تحكم اليمن بشكل كامل عبر السلطة العميلة في اليمن وتحكم قبضتها وَالسيطرة على الشعوب العربية والإسلامية وثرواتها، واحتلت العراق وأفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وَصرح الرئيس الأمريكي جورج بوش وقال: “من لم يكن معنا فهو ضدنا”، وكان الجو السائد للأُمَّـة الصمت والسكوت المطبق أَو الخيانة والعمالة والسير في الفلك الأمريكي.

حينها بدأ الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -سلام الله عليه- على إعادة تثقيف الأُمَّــة بالمشروع القرآني لتتمكّن الأُمَّــة من الوقوف من جديد ومواجهة أمريكا واليهود والعمل على الخروج من الوضع السيء الذي تعيشه، حتى صار الوضع على ما هي عليه اليمن اليوم في وضعية وموقف مشرف للشعب اليمني، الذي يتقدمه أنصار الله في التضامن والمساندة لغزة بالقول والفعل في معركة “طُـوفان الأقصى”؛ اتضحت الصورة، وانكشف زيف كُـلّ تلك الحملات والدعايات والشائعات التي قيلت بحقهم، وعرف الناس من الكاذب، المطيع، العميل، الخائن، وَمن هو العربي الأصيل والمسلم الصادق.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com