الشهيدُ القائدُ قدّمَ رؤيةً قرآنيةً لتحصين الأُمَّــة وفضح العدو

 

عبدالحكيم عامر

لا شك أن الشهيدَ القائدَ -رضوان الله عليه- يعتبر إحدى الشخصيات البارزة في تاريخنا الحديث، حَيثُ قدَّمَ صورةً جلية للمشروع القرآني العظيم، الذي حمله وجسّده بمبادئه وأخلاقه وقيمه.

يعد مشروع الشهيد القائد، مشروعًا ثقافيًّا قرآنيًا متميزاً، حَيثُ ركَّزَ على أهميّة القرآن الكريم وجعله قاعدة تصحيحية، حَيثُ قيَّمَ واقعَ الأُمَّــة وشخَّص الأخطاءَ والثقافات المغلوطة، والأفكار الخاطئة، التي أَدَّت إلى تدهور الأُمَّــة الإسلامية على مر العصور، وقدَّمَ الفهمَ العميق للقرآن الكريم والرؤى القرآنية التي تعطي الأمّة الوعي الكامل لتوجيههم نحو طريق الجهاد، والنهوض، والتغيير، وتحرير الأُمَّــة من الطواغيت والرضوخ للأعداء التي تعيش فيه.

فالشهيد القائد كان بحق حليف القرآن، فمن خلال القرآن الكريم قدم للأُمَّـة رؤية فريدة مسددةً جمعت بين العمق والوضوح، والمصداقية وسعة الأفق، الفاعلية والتأثير، وكشف بها زيف الأعداء ومكائدهم ومؤامراتهم، وقدم الحل في زمن اللا حل، في عصر الحيرة، وعزز الأمل في دنيا اليأس وفي زمن الإحباط.

ويعكس المشروع القرآني خطوات عملية حكيمة، تجمع بين تعميق فهم الناس للقرآن الكريم، وروح الانتماء الإيماني، والمسؤولية الدينية، وإحياء روح الجهاد والاستشهاد، وتحصين الساحة الداخلية، والتعبئة العامة، وتهيئة النفوس لنقلات وتحديات عظيمة، وفضح زيف الأعداء ومخطّطاتهم ومكرهم.

ويعزز النجاح والمرونة لهذا المشروع إلى الوعي الديني والوعي الشامل للمؤمنين، ففهم القرآن الكريم وتطبيقه على جميع المستويات يعد أمرًا ضروريًا لمواجهة التضليل الذي يحاول الأعداء ترويجه باستخدام العناوين الدينية المزيفة، سواءً من خلال التكفيريين أَو المنبطحين للهيمنة الأمريكية، يوفر الفهم الديني الصحيح من خلال القرآن الكريم حماية من هذا التضليل ويعزز الوعي الشامل، حَيثُ يتيح الوعي الشامل تقييم الأعداء وكشف مؤامراتهم وخططهم، بالإضافة إلى فهم عوامل القوة والضعف وأسباب النهضة.

وبالتالي، فَــإنَّ القرآن الكريم يلعب دورًا شاملاً في عملية التحصين الداخلي على مختلف المستويات، بما في ذلك الوعي، والجهاد، والأخلاق، والتربية، والتعبئة، وهي أَسَاسية في مواجهة التحديات الداخلية والحفاظ على الاستقلال والكرامة.

وبفضل هذا المشروع، أصبحت الأُمَّــة أكثر وعيًا بدينها وتاريخها وقضاياها، وأكثر تلاحمًا وتضامنًا في مواجهة الأعداء وفي مقدمتهم العدوّ الأمريكي.

وفي الأخير، كان للشهيد القائد روح قوية من الانتماء الإيماني، حَيثُ أدرك أهميّة الخطر المحدق على الأُمَّــة الإسلامية، واستشعر المسؤولية القرآنية التي تقع على عاتقه في نشر المنهج القرآني.

ومن هنا، كان الشهيد القائد رمزًا للنجاح والتضحية والعزة والكرامة، وكوسيلة لتحقيق هذه المسؤولية وتوعية الناس بأهميّة القرآن في فضح الأعداء وفضح مؤامراتهم والتصدي لهم.

وبفضل هذا الانتماء الإيماني والوعي الديني، استطاع الشهيد القائد أن يلهم الآخرين ويحثهم على تحمل المسؤولية والعمل؛ مِن أجل رفعة الإسلام، وأن إرثه العظيم سيظل مُستمرًّا في إلهام الأجيال القادمة وتشجيعها على العمل؛ مِن أجل العدل ونهضة الإسلام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com