وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ

 

محمود المغربي

منذ اللحظة الأولى لصرخة الشهيد القائد بوجه الهيمنة والغطرسة الأمريكية تحَرّك الوكلاء في شتى المجالات، وقالوا إن أنصار الله شيعة روافض مجوس، وخطر على الدين والوطن أكثر من اليهود ويجب القضاء عليهم.

وفي سبيل ذلك شنوا على صعدة سِتِّ حروب استخدموا فيها جيش الجمهورية اليمنية وكلّ ما تملك من معدات عسكرية بما فيها الطيران الحربي، وأشركوا في تلك الحروب الجماعات التكفيرية والإرهابية، وغرروا على الناس وجاؤوا بهم من كُـلّ المحافظات اليمنية للقتال ضد أبناء صعدة بحجّـة الدفاع عن الدين والصحابة وأُمهات المؤمنين، وارتكبوا المجازر والتهجير بحق قرى كاملة في صعدة.

إلا أن عدالة القضية ومظلومية أبناء صعدة انتصرت على تلك الجيوش، وخرج كُـلّ أبناء الشعب اليمني على شركاء السلطة والظلم والفساد وتم إسقاط تلك الرموز العميلة للخارج، وأمكن الله لمن ظلموا بعد أن تحقّقت عدالة السماء.

إلا أن رموز تلك السلطة الفاسدة والتي فقدت مصالحها وأسيادهم من دول الوصاية والهيمنة لم يقبلوا بالهزيمة وعدالة الله بل استمروا في ترويج الأكاذيب وشيطنة أنصار الله، وأضافوا لهم تهمةَ العمالة والتبعية لإيران حتى يبرّروا فشلهم وعجزهم، وذهبوا لتشكيل تحالف دولي بقيادة أمريكا والسعوديّة التي فقدت الوصاية والهيمنة على القرار اليمني، وشنوا عدوانًا ليس على صعدة فحسب بل على كُـلّ اليمن، وارتكبوا مجازر وجرائم أشنع وأعظم مما ارتكبوا بحق أبناء صعدة، ودمّـروا وحاصروا اليمن وأبنائه لثماني سنوات، إلا أن مظلومية أبناء الشعب اليمني انتصرت، وفشل وخسر أُولئك المجرمون أكثرَ مما خسروا في السابق وزاد الله في التمكين لمن ظلموا، إلا أن مسلسل الدجل والتزوير وتحريف الحقائق وشيطنة الأنصار لم يتراجع وزاد من نشاطه وَأَضَـافَ للأنصار تهمةَ الفساد والعبث بأموال الدولة والتآمر والاتّفاق مع أمريكا و”إسرائيل” التي يهتفون بالموت لهم بكرةً وعشياً.

إن أحداث غزة قد أسقطت الأقنعة وكلّ تلك الأكاذيب والدجل والتزوير وعملت على تعديل وضع تلك الصورة المقلوبة ووضعت النقاط على الحروف، وأظهرت للناس من يدافع عن الدين ومن يعادي أمريكا و”إسرائيل” ومن هو الكاذب والمنافق والعميل لأمريكا وإسرائيل ومن كان يتاجر بالدين ومن هو تابع ذليل ومن خذل شعب فلسطين بما لا يدع مجالاً للشك.

ومع ذلك لا يزال أُولئك المرتزِقة والأدوات مُصرين على استمرار بث ذلك المسلسل الهابط والكاذب وإعادة تلك المشاهد المملة وإطلاق تلك النكات السمجة وتصوير مواجهة إعادة الكرامة والعزة لكل يمني وعربي ومسلم بالمسرحية حتى أصبحوا مثالَ سخرية أهل الأرض والسماء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com