أمريكا تاريخ من الإجرام وكتلة من الشر سوف تتحطم على جبال اليمن

 

محمد علي الحريشي

نشأت أمريكا على إبادة السكان الأصليين “الهنود الحمر” في الأرض الجديدة التي أطلقوا عليها اسم “أمريكا”، الطبقة الحاكمة في الولايات المتحدة الأمريكية هم أُورُوبيون هاجروا إلى “أمريكا” بعد القرن السادس عشر الميلادي بحثاً عن الذهب والثروات الأُخرى، غالبيتهم من الإنجليز والإيرلنديين والألمان، تراكمت لديهم الثروات التي نهبوها من الأرض الجديدة، وتكونت طبقة رأس مالية جشعة لم تكتفِ بما نهبته من ثروات الأرض البكر التي أبادوا سكانها الأصليين، بل وصل بهم الجشع إلى ما وراء البحار.

لنرجع قليلًا إلى الوراء لمعرفة حقيقة الطبقة السياسية التي تحكم أمريكا وتهيمن على عدد كبير من بلدان العالم، وتثير الحروب والفتن والمفاسد في العالم، معظمهم من طبقة النبلاء من أصول إنجليزية وأيرلندية وألمان، طبقة النبلاء في أُورُوبا بشكل عام لديهم معتقدات وطقوس دينية وثنية توارثوها من عصور ما قبل الميلاد، من عهود إمبراطوريات الإغريق والرومان التي نشأت في أُورُوبا، يعتقدون أن دماءهم زرقاء وجيناتهم الوراثيّة تختلف عن جينات كُـلّ البشر، وهم يعيشون في وهم أنهم أرقى الجنس البشري ووحدهم من يحق لهم امتلاك ثروات العالم والتحكم بمصير البشر، وبقية الشعوب لهم عبيداً وخدامًا.

ومن طبقة النبلاء ظهر ملوك وأباطرة أُورُوبا، ومنهم ظهرت الطبقة الدينية الكنسية المسيحية الذين كانوا يتحكمون بحياة شعوبهم، جزء من هؤلاء هم الذين خرجوا من أُورُوبا مهاجرين مستعمرين نحو الأرض الجديدة التي أبادوا سكانها الأصليين، كانوا في البداية تحت حكم التاج البريطاني، فلما اشتد عودهم وقوي نفوذهم وتراكمت ثرواتهم، انفصلوا عن وطنهم الأم وأنشأوا دولتهم التي أطلقوا عليها مسمى الولايات المتحدة الأمريكية، نسبةً إلى مستعمر بريطاني اسمه “أمريكو”، من هذه البداية المزورة ظهرت دولة الزور والشر أمريكا، قامت على إبادة عشرات الملايين من السكان الأصليين، جمعوا في نفوسهم كُـلّ تراكمات الأحقاد والشر، ويعتنقون مذهبًا مسيحيًّا متشدّدًا وهو المذهب الإنجليكاني البروتستانتي، هذا المذهب لديه معتقدات مشتركة مع اليهود تتلخص بوجوب تمكين اليهود من إقامة دولة لهم في فلسطين “مملكة بني صهيون” حتى تتهيأ لنزول الروح القدس المخلص يسوع “عيسى بن مريم” -عليه السلام- أتباع الكنيسة الإنجليكانية البروتستانتية يعتقدون أن يسوع المخلص لن ينزل الأرض إلا بعد قيام مملكة بني صهيون في فلسطين، وبعد أن يعم الفساد والقتل في الأرض، وأنه سوف يحكم بتعاليم مذهبهم البروتستانتية، اليهود يعتقدون أن المسيح سوف ينزل الأرض لكنه سوف يحكم بشريعتهم التلمودية ويقيم مملكة داوود التلمودية التي تحكم العالم.

وعلى أسس هذه المعتقدات الباطلة نشأت في أمريكا ما يسمى بطبقة المحافظين الجدد وهي طبقة تتكون من المتشدّدين المسيحيين أتباع الكنيسة الإنجليكانية البروتستانتية، ومن اليهود الصهاينة، جماعة المحافظين الجدد هم الطبقة الحاكمة في أمريكا في كلا الحزبين الجمهوري والديموقراطي، وهم مخاض طبيعي انتجته الصهيونية والماسونية ونتاج للنظام الليبرالي الرأس مالي الذي يقوم على الربا ونهب ثروات الشعوب، تيار المحافظين الجدد لم يقتصر وجوده داخل الطبقة الحاكمة في أمريكا وبريطانيا، لكنه للأسف تمدد وانتشر مع موجة المد الماسوني حتى أصبح متواجداً في قمة هرم معظم الأنظمة السياسية العميلة والتابعة لأمريكا، ومنها بعض الأنظمة العربية.

ماذا نسمي رأس النظام الحاكم في أبو ظبي؟ وماذا نسمي السياسات التي يتبناها على مستوى علاقاته مع الكيان الصهيوني؟ هذا مثال واحد فقط يبين الحدود والأبعاد التي وصلت إليها الصهيونية والماسونية والمشاريع الإبراهيمية التي تنبع من مصدر واحد وهو المذهب الإنجليكاني البروتستانتي الذي يمهد لقيام مملكة بني صهيون الكبرى التي تحكم العالم أجمع تمهيداً لنزول يسوع المخلص، الهجمة الأمريكية الصليبية على الشعب الفلسطيني التي تتمثل اليوم في المذابح الجماعية في قطاع غزة، الهدف منها إنهاء الوجود الفلسطيني وطمس المعالم العربية والإسلامية من القدس الشريف، بعد تدخل اليمن لنجدة الشعب الفلسطيني ونجاح وصول السلاح الجوي اليمني إلى جنوب الكيان المحتلّ ونجاح اليمن في فرض حصار بحري على السفن الواصلة إلى موانئ العدوّ الصهيوني.

تتجه أنظار أمريكا والكيان الصهيوني وتحالفهما إلى اليمن؛ لأَنَّ اليمن أفشل مخطّطاتهم، هناك مخطّطات عدوانية تعد لها أمريكا ضد اليمن، ومحاولتها إنشاء تحالف عسكري بحري ضد اليمن هي مرحلة أولى فقط وسوف تستمر المحاولات الأمريكية، فلا بد من الاستعداد والعمل على تبني مخطّطات مضادة لمواجهة المؤامرات الأمريكية، نعم أمريكا انهزمت في اليمن وتحطمت على صخور جبالها الشامخة خلال عدوانها مع تحالفها الذي استمر 7 سنوات، لكن ذلك ليس معناه أن نكل أو نمل أَو يهدأ لنا بال، لا بُـدَّ أن يتفاعل الشعب اليمني.

مع المرحلة الراهنة التي تتطلب التعبئة العامة على كافة المستويات وما يتطلب ذلك من إعداد للمقاتلين وتحشيد شعبي وفتح ميادين الشرف في كُـلّ مكان، مصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ”، هذه المرحلة تتطلب الاستعداد الواسع والاستنفار الكبير وتسخير كُـلّ الطاقات والجهود لمواجهة المؤامرات الأمريكية والصهيونية، وسوف يتحطم رأس الشر والإجرام أمريكا على صخور جبال اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com