سقوطُ الغطاء الدولي عن التحَرُّك الأمريكي: حلفاءُ واشنطن يتجنّبون ورطةَ البحر الأحمر

– فرنسا وإيطاليا وإسبانيا تؤكّـد أنها ليست جزءاً من العملية الأمريكية

– هولندا والنرويج تكتفيان بإرسال 12 ضابطاً إلى البحرين

بعد تحذيرات قائد الثورة:

 

المسيرة | خاص

لم تمضِ أَيَّـامٌ على إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوة مهام مشتركة لمواجهة الهجمات اليمنية المؤثرة على حركة الشحن من وإلى الكيان الصهيوني، حتى انكشف خواء هذه القوة التي حاولت واشنطن استخدامها كغطاء دولي لعسكرة البحر الأحمر؛ الأمر الذي أكّـد عدم وجود دعم دولي حقيقي للتحَرّك الأمريكي العدواني، كما أكّـد وصول الرسائل التحذيرية التي وجهها قائد الثورة لدول العالم بخصوص التورط مع الولايات المتحدة.

ونشرت وكالة “رويترز” السبت، تقريرًا كشف تحفُّظاتٍ واعتراضاتٍ واضحةً في مواقف الدول التي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انضمامها إلى قوة المهام المشتركة في البحر الأحمر، كما كشف عن تفاعل ضعيف جِـدًّا مع التحَرّك الأمريكي.

وذكر التقرير أن فرنسا أكّـدت في بيان لوزارة دفاعها أن سفنها تعمل بالفعل في المنطقة وأنها ستبقى تحت القيادة الفرنسية ولن تعمل تحت قيادة الولايات المتحدة، وهو ما يعني أن إعلان انضمام فرنسا إلى قوة المهام المشتركة مُجَـرّد دعاية لتصوير وجود تحالف دولي، فيما على الواقع لم يتغير أي شيء.

وكما نقل التقرير عن وزارة الدفاع الإسبانية قولها إنها “لن تشارك من جانب واحد في أية عملية بالبحر الأحمر ولن تنخرط إلا في مهمات يقودها حلف شمال الأطلسي أَو ينسقها الاتّحاد الأُورُوبي” وهو ما مثل رفضًا واضحًا للانخراط في التحَرّك الأمريكي.

وحتى إيطاليا التي ذكر التقريرُ أنها أرسلت فرقاطةً إلى المنطقة، فقد قالت في بيان أن إرسال الفرقاطة لا يأتي ضمن ما يسمى عملية “حارس الازدهار” الأمريكية، وهو ما أشار بوضوح إلى اعتراض واضح على العمل مع الولايات المتحدة وتحت قيادتها في البحر الأحمر.

واقتصرت مشاركة كُـلٍّ من هولندا والنرويج بحسب التقرير على إرسال الأولى ضابطَين، والثانية عشرة ضباط إلى مقر قيادة ما يسمى القوات البحرية المشتركة في البحرين التي لا يتجاوز دورها كما يبدو استضافةَ هذه القوات.

بهذه الاعتراضات والتحفظات الواضحة، والمشاركة المحدودة جِـدًّا، بدا بوضوح أن العمليةَ الأمريكية في البحر الأحمر قد “وُلدت ميتةً” بالفعل، بحسب تعليق سابق لناطق أنصار الله محمد عبد السلام؛ إذ بات واضحًا أن الولايات المتحدة أرادت فقط أن تصنعَ غطاءً دوليًّا لتحَرّكها العدائي في البحر الأحمر، بعد فشلها في صنع تحالف حقيقي، وقد فشلت حتى في المحافظة على هذه الغطاء متماسكًا لأيام.

ويرى مراقبون أن اعتراضاتِ وتحفظات الدول المشاركة في العملية الأمريكية ومشاركتها الباهتة جِـدًّا تفسر وصول الرسائل الواضحة التي وجّهها قائدُ الثورة الأربعاء الماضي في كلمته التأريخية التي حذر فيها دول العالم من الانجرار وراء مساعي الأمريكيين لتوريطها؛ مِن أجل حماية كيان العدوّ الصهيوني والتصعيد في المنطقة.

وقالت “رويترز”: إن مواقفَ الدول المشاركة في العملية الأمريكية تمثل “دعمًا محدودًا” في إشارةٍ واضحةٍ إلى أن العمليةَ جاءت أقلَّ بكثيرٍ من مستوى الدعاية التي أحاطت بها قبل وأثناء إعلانها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com