الملاحةُ في البحرَين الأحمر والعربي في مأمن عدا…!

 

ابتسام وجيه الدين

إن الإجراء الإنساني الذي قامت به الحكومة اليمنية في باب المندب مساندة لأهل غزة كان لا بُـدَّ منه، وحريٌ بباقي الدول العربية والتي تمثل أُمَّـة التوحيد وأمة الإسلام أن تكون سبّاقة ليس فقط للتضامن مع أهل غزة بل للدفاع عنهم وعمل المستحيل الذي سيوقف الحرب الهمجية تلك.

ومع ذلك فَــإنَّ خارجية صنعاء خاطبت منظمة البحار (IMO) والاتّحاد العالمي لعمال النقل (ITF) وطمأنت جميع دول شركات الشحن، وأكّـدت بشكل وثيق على سلامة وأمن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي إلى جميع الوجهات ما عدا الكيان الصهيوني، لقد أخذ اليمن على عاتقهِ، الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومظلومية أطفال غزة، وليس تحدياً لأحد.

فكما سمحت أمريكا لنفسها أن تساند إسرائيل بتشكيل تحالف دون أي مسوغ؛ فاليمن لها كامل المشروعية لمواصلة عملياته الداعمة لغزة والحق كُـلّ الحق لكافة شعوب المنطقة أن تساند غزة.

فأمريكا هي من تريد توسيع دائرة الصراع بتشكيل هذا التحالف سواء أدخلت إسرائيل في التحالف أم لم تدخلها فهو لأجل حمايتها فلتتحمل عواقب ذلك أمريكا وحدها، بينما اليمن فعلت ذلك من منطلق إنساني ووقوفاً إلى جانب غزة، وليس تحدياً لأحد أَو استعراضاً للقوة أَو تهديداً لأمن العالم؛ بدليل أن القوات المسلحة البحرية اليمنية تقوم بالاتصال المسبق والمتكرّر لتلك السفن بالعودة وتجنب الصدام.

ولأ‌‎ول مرة نرى أن الخيار العسكري فقط هو المطروح من قبل أمريكا.. وليس سبيل المفاوضات والدبلوماسية كما حدث قبل اندلاع حرب روسيا وأوكرانيا…!

فأقرب الطرق لسلامة مرور السفن التي تخدم إسرائيل هو التوقف عن استهداف غزة وَإيقاف الحصار عليها، أما حشد القوى إلى البحر الأحمر فسوف يزيد الطين بلة وربما تتطور الأمور إلى حرب عالمية، والخاسر فيها أمريكا بدليل أنه ‌‎لم تجرؤ أية دولة على مواجهة اليمن منفردة بل ضمن تحالفات، وعلى الدول العربية المتحالفة أن تفعل بنصيحة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، إن لم تفعلوا بعروبتكم وإسلامكم بمساندة غزة فعلى الأقل لا تكونوا دروعاً تتصدى لضربات موجهة للكيان، وإن أردتم أن ترقصوا وتصفقوا فافعلوا ذلك، ودعونا نواجه العدوّ وجهاً لوجه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com