التنفيذُ للفرض والتأكيد اليمني باستهداف سفن الاحتلال الإسرائيلي

 

عبدالجبار الغراب

ظهرت وبوضوحٍ تامٍّ القواتُ المسلحة اليمنية في تأكيدِها الكاملِ والفعالِ على فرضها للقرارات التي أعلنتها ضمن إطارها العام وقاعدتها الوحيدة لدعم وإسناد القضية الفلسطينية بتنفيذها بالقوة العسكرية والاستهداف المباشر وإنجازها للفرض والتطبيق العملي للقرار إذَا لم يتم التعامل والتجاوب والاستجابة لكل ما صدر من تحذيرات بمنعها للسفن والناقلات من المرور والعبور في البحر الأحمر ومضيق باب المندب ومن أية دولة كانت يكون اتّجاهها صوب موانئ الاحتلال الإسرائيلي؛ فالخطوات اليمنية توالت في أخذها للخيارات وأرسلت رسائلها وبمختلف المعاني والدلالات وحملت العديد من المفاهيم والتصورات، والتي ينبغي على الإسرائيليين ومعهم الأمريكان في المقام الأول مراجعتها وإعادة التفكير بالمواقف المتلاحقة إذَا استمروا في عدوانهم الوحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم.

امتلاك الدولة اليمنية للكم الهائل والعظيم من المعلومات التي تخص حركة عبور السفن والبواخر في الممرات والبحار بوجه عام وعلى البحرين الأحمر والعربي على وجه الخصوص، والغزارة غير المسبوقة لكفاءة الاستخبارات القوية لكل ما يتعلق بالسفن والبواخر والناقلات البحرية وما تحمله من بضائع والشركات التابعة والمشغلة لها، تشكيلة للنجاح الذي تمكّنت من خلالها القوات البحرية اليمنية في فرض قوتها في المحافظة على حركة تنقل ومرور السفن بأمان دون عراقيل لها ذكرها قبل السابع من أُكتوبر بالتحديد، رغم ما تعرض له الشعب اليمني من عدوان وحصار وما زال مُستمرًّا إلى الآن، لكنه لم يستخدم هذه الورقة رغم حاجة الشعب اليمني لها وهي مشروعة في ذلك.

لكن كان للمظلومية وفظاعة الإجرام والعدوان الوحشي الإسرائيلي الأمريكي على الشعب الفلسطيني أخذها لهذه الورقة من قبل القيادة اليمنية كحق مشروع لإسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، كُـلّ ذلك ساعد القوات اليمنية في فرضها على التأكيد الجازم لصدور قرار تاريخي لإسناد ودعم ومناصرة الشعب الفلسطيني، لتبدأ بعدها مسارات الأفعال التأكيدية لدعم القضية الفلسطينية من خلال القيام بالعديد من العمليات العسكرية وبضرب الأراضي المحتلّة في مدينة أم الرشراش “إيلات” بالصواريخ البالستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، ليتصاعد الموقف اليمني في حدته ولهجته العسكرية باستخدامه لأوراق خطيرة لكنها مؤثرة ولها شكلها الفعال في خلق المعادلات وإحداث الموازين والمتغيرات، وذلك بمنع السفن الإسرائيلية أَو المملوكة لإسرائيليين من العبور من البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

ليؤثر هذا الفرض التأكيدي والمنفذ بالواقع الفعلي وباحتجاز سفينة جالاكسي ليدر والتزام الشركات والسفن بعدم العبور وتقيدها بأوامر القوات البحرية اليمنية، ليشكل كُـلّ ذلك تهاويًا كبيرًا للاقتصاد الإسرائيلي، ومن التصعيد الإسرائيلي والقتل والحصار الشديد للشعب الفلسطيني، انتقل اليمنيون في إخراجهم لخيار تأريخي وعظيم واضعاً السفن المتجهة إلى كيان الاحتلال ومن أية دولة كانت ستكون معرضة للاستهداف إلا في حالة إدخَال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني، وهنا يمكن تغيير الأمر إذَا رفع الاحتلال الحصار ودخل الغذاء والدواء.

عملية استهداف السفينة النرويجية “استريندا” واندلاع الحريق فيها في البحر الأحمر وعدم مبالاتها بعديد التحذيرات وإصرار طاقمها على الإبحار إلى موانئ كيان الاحتلال الإسرائيلي عرضها للاستهداف من قبل القوات البحرية اليمنية حملت معها رسائل تأكيدية للحماية الحقيقية للقرار اليمني بفرضه لخيار التنفيذ المباشر، وَأَيْـضاً رسالة فعلية لقادم الاستمرار للتنفيذ المباشر والأكيد إذَا ما تكرّر ذهاب السفن والناقلات إلى موانئ العدوّ الإسرائيلي، وعلى هذا النحو تأكّـد القول السديد والفعل الجازم لنجاح اليمن في خلقها لقوة ردع كبيرة وبتوازنات قلبت بها المعادلات، وستلعب دوراً في إنهاء العدوان على الشعب الفلسطيني.

فما صدر من بيانات معلنة من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي من وجهة نظر الجميع غير مسبوقة، وبالتحذيرات والتهديد والوعيد الذي أرسله اليمنيون باتخاذهم هذه الأفعال دعماً وإسناداً لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية في قطاع غزة، وبوضع كافة السفن والشركات التي تحمل البضائع الإسرائيلية ومن أية دولة كانت طريقها للإبحار للموانئ الإسرائيلية تعرض نفسها للاستهداف من قبل القوات المسلحة اليمنية، لتعكس جدية الأقوال المتخذة والصادرة من الجيش اليمني والقيادة السياسية والثورية في ترجمتها بالواقع الفعلي والعملي والتي سرعان ما صرحت بها مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن السفينة المستهدفة كان مقرّرًا وصولها وإفراغ حمولتها في ميناء أسدود الخامس من يناير القادم من العام الجديد، لتكون لرسالة الاستهداف الكبير إدراك العدوّ الإسرائيلي بجدية التنفيذ اليمني وقدرته المتتالية على استهداف المزيد إذَا ما خضع العدوّ الإسرائيلي لمعادلة إدخَال الغذاء والدواء للشعب الفلسطيني، وهنا يمكن إغلاق هذا التهديد لتنفيذ باقي الشروط اليمنية، وما الاجتماع الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة والتصويت الذي حصل على موافق 153 عضوًا مقابل رفض 10 أعضاء وامتناع 23 من الأعضاء إلَّا دليل كبير لتهاوي وعزلة أمريكا والتي سرعان ما شعر بها الرئيس الأمريكي بايدن، ووصف ذلك بالعُزلة الأخلاقية التي تعيشها حَـاليًّا الولايات المتحدة الأمريكية، وَأَيْـضاً إرساله لمستشار الأمن القومي إلى كيان الاحتلال لمناقشة إمْكَانية فتح معبر كرم أبو سالم المغلق والسماح بدخول الشاحنات والمساعدات لغزة، وهذا مؤشر يدخل تحت نوع من الاستجابة برفع الحصار وإدخَال الغذاء والدواء التي اشترطتها حكومة صنعاء لإيقاف الاستهداف للسفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية مع بقاء معادلة منع مرور السفن الإسرائيلية من البحر الأحمر ومضيق باب المندب مرهون بإيقاف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com