لنَفِدَ البحرُ قبلَ أن تنفَدُ كلماتِ ربي

 

علي رقبان

– أهل المدد:

هم أهل اليمن، أهلٌ لنصرة الحق، وأهلٌ لنصرة دين الله في أي زمان ومكان، وأصبحت من جينات هذا الشعب، وقد وصف النبي -صلوات الله عليه وعلى آله- أهل اليمن بأنهم أهل المدد والنصرة في قوله: “الله أكبر جاء نصرُ الله وجاء الفتح وجاء أهل اليمن”، ومن هذا المنطلق الأصيل والمتجذر في دم وكيان كُـلّ يمني، هب اليمنيون لنصرة الدين والأرض والعرض في غزة العزة، ولم يتخذوا لهم عُذراً يتخلّفون به أَو حجّـة يتناجون بها، بل أخذوا صفاً يحبه الله وهو صف الجهاد والحرب على العدوّ المحتلّ مباشرةً وعلى كُـلّ من دعمه منذ اليوم الأول لبدء معركة “طُـوفان الأقصى”، حَيثُ باركت القيادة والشعب العملية منذ الساعات الأولى وسعت لدعمها، ثم نزلت الحشود المليونية في مختلف المحافظات اليمنية إلى الميادين لجمع الدعم والتبرعات وإرسال موقف داعم، وتفويض للقيادة في اتِّخاذ إجراءات عملية ضد المحتلّ، ثم تسلمت القيادة الرسالة من الجماهير الشعبيّة المتشوقة للجهاد، وأعلنت عن خيارات عسكرية نفذتها منذ اليوم الأول من إعلان الخيارات، وذلك باستهداف المناطق المحتلّة بالصواريخ البالستية والمسيرات، ثم استهداف سفن العدوّ أَو من يسانده في البحار اليمنية أَو الإقليمية وأصبحت أهدافاً مشروعة إما بالسيطرة أَو بالتدمير، وأصبح العدوّ مهدّدًا جواً وبحراً، حتى يأتي جند الله براً، وما ذلك على الله بعزيز.

والعدوّ وإن غرته قوته على المدنيين فقد سلط الله عليه اليمنيين يسومونه سوء العذاب، فلن يجد له غير موت يقطع دابره، حتى يفنى ويكون في زمرة الضحايا من البأس اليمني.

قال تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ، فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ صدق الله العظيم.

 

– جغرافياً البحار اليمنية تاريخياً:

والمطلع على أحداث استهداف اليمن لسفن العدوّ الصهيوني وحلفائه في بحر القلزم “الأحمر” وبحر العرب لا يجده مستغرباً؛ كون اليمن قد استخدمت تلك البحار من قبل في الدفاع عن نفسها وعن قضايا الأُمَّــة، وكلّ من حاول الاعتداء خاب وخسر.

ففي عام 1513م فرض ألفونسو دي ألبوكيرك، الحصار على عدن لمحاولة السيطرة طرق التجارة البحرية لصالح البرتغال، لكنه اضطر إلى التراجع نتيجة الهجمات البحرية اليمنية وطاف البحر الأحمر عائداً بذيل الهزيمة.

ويقال إن باب المندب جاء ذكره في المساند الحميرية، وإن اسمه من ندب أي: جاز وعبر، وهناك رأي يقول إنه من “ندب الموتى”، حيثُ إن أرض اليمن مقبرة الغزاة وبحارها مندب لكل غازٍ.

وفي رواية أُخرى، سمي بباب المندب؛ لأَنَّ اليمنيين قديماً كانوا إذَا غزوا الأفارقة أخذوهم كعبيد ينقلونهم إلى الجزيرة العربية عبر هذا المضيق، فكانت أُمهات العبيد يبكين ويندبن على فقد أولادهن هناك والتاريخ قد يعيد نفسه في حال قامت دول أفريقية بتقديم تعاون للسفن والقواعد الصهيونية.

وفي أوائل القرن الثامن عشر تنافست بريطانيا للسيطرة على المنطقة مع كُـلّ من الإمبراطورية العثمانية وفرنسا، لكن خاب كُـلّ غازي واندحر من أرض اليمن وبحارها بغير رجعة.

وفي عام 1973م قامت القوات اليمنية بإسناد القوات البحرية المصرية في إغلاق مضيق باب المندب أمام السفن الصهيونية منذ اليوم الأول لحرب السادس من أُكتوبر المجيد.

وما هذا إلَّا جزء من تاريخ فخر البحار اليمنية، ولن تعجز القوات اليمنية على السيطرة على بحارها ومضيق باب المندب؛ لأَنَّ الغاية هي نصرة الحق وجعل كلمة الله هي العليا ولن تنفد كلمات ربي.

﴿قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ صدق الله العظيم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com