الناطق باسم أنصار الله محمد عبد السلام في حوارٍ مع قناة “روسيا اليوم”: الجيلُ الصاعدُ من بين الأنقاض اليوم سيكون “حماس” وسيكون “الجهاد” وسيكون “فلسطين” وسيكون “المقاومة”

 

إذا قصفت “إسرائيل” أَو واشنطن مواقعَ يمنية سيكون هذا عدواناً خطيراً للغاية وسيكون هناك رد في أماكنَ لا يتوقعونها

المسيرة – تغطية خَاصَّة

أفردت قناة “روسيا اليوم”، الخميس الماضي، مقابلةً مع المتحدث باسم أنصار الله رئيس الوفد الوطني، الأُستاذ محمد عبد السلام، تحدث فيها حول أبرز المستجدات على الساحة الفلسطينية والعدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والموقف اليمني مع هذا العدوان وسبب دخول اليمن الرسمي لمساندة إخواننا في قطاع غزة.

ولأهميّة المقابلة، تُعيدُ صحيفةُ “المسيرة” نشرَها:

 

– بدايةً من الهُدنة بين “إسرائيل” وحركة حماس.. برأيكم هل خضعت “إسرائيل” أمام هذه الصفقة؟

بالتأكيد أن الهُدنةَ الحاصلةَ تمثل استجابةً لمطالب المقاومة الفلسطينية؛ لأَنَّ الأهداف الإسرائيلية التي وضعها الكيان الغاصب وهي القضاء على حماس والإفراج عما يسمّيهم بـ”المخطوفين” والسيطرة على قطاع غزة لم يتحقّق منها شيئاً.

في المقابل صحيح قتل الأبرياء، قتل الأطفال، قتل النساء دمّـر البنية التحتية والمساكن لكن هذا لا يمثّل انتصاراً، بل يمثل جرائمَ حرب إبادة بشعة يندى لها جبين الإنسانية.

والدخول في هذه الهدنة وتبادل الأسرى بصفقة يخرج منها فلسطينيون من سجون الاحتلال هذا هو انتصارٌ كبيرٌ للمقاومة الفلسطينية المتمثلة بحماس والجهاد الإسلامي وكلّ الشعب الفلسطيني.

 

– برأيكم: هل نتجه لوقف إطلاق النار في ظل الهُدنة الجارية لإرساء وقف دائم وشامل للنار؟

هذا ما نأمله، وهو أن يكون هناك اتّجاه لوقف إطلاق نار دائم، ونحن نعتقد أن وضع الكيان الصهيوني في هذه المعركة صعب جِـدًّا على المستوى الداخلي، وهناك فشل كبير في إدارة المعركة من قبل الكيان الصهيوني، ولا نستبعد أن يذهب مجدّدًا إلى التصعيد العسكري، لكن نحن نعتقد أن 57 يوماً من الأيّام التي مرت إلى هذه اللحظة تثبت أن الخيارَ العسكري هو خيار فاشل للكيان، وَحتى لو عادت الحرب؛ فالمقاومةُ الفلسطينية وكلّ أحرار المقاومة بكل توجّـهاتها وإمْكَاناتها ووسائلها قادرةٌ بإذن الله على تحقيق نصر واضح وصريح للشعب الفلسطيني المظلوم.

 

– “إسرائيل” قالت إنها لن تنهي أعمالها العسكرية إلا بالقضاء على حماس وفصائل المقاومة.. ما هي خطوطكم الحمراء هنا؟ وهل ستمنعون سقوط حماس في غزة؟

أولاً: دعني أؤكّـد أن حماس ليست مسألة بهذه البساطة، بل المقاومة الفلسطينية سواءٌ أكانت حماس أَو بقية الفصائل هي فكرة جذرتها الدماء ولها أصول متجذرة في التربة الفلسطينية، في الأرض الفلسطينية، والجيل الصاعد من بين الأنقاض اليوم هو سيكون حماس، وسيكون الجهاد وسيكون فلسطين وسيكون المقاومة، والحديث عن القضاء على مجموعة كبيرة ممن يمتلكون قضية عادلة، هذا كلام غير واقعي وغير منطقي سواءً بالعلوم العسكرية، أَو السياسية والاجتماعية.

فلسطين أصحاب قضية عادلة ومنصفة، ألم نسمع العالم بأسره يتآمر على القضية الفلسطينية باستثناء بعض الدول الشقيقة والصديقة، إلى ذلك حجم الدعم الغربي والأمريكي للكيان الصهيوني كبير جِـدًّا، ومع كُـلّ ذلك لم يستطع القضاء على حماس، بل زادت ألقاً وزادت حضوراً وزادت شعبيّةً على المستوى الداخلي وعلى المستوى الخارجي، ولذلك نحن نؤكّـد أن هذه الفكرة غير ممكنة، كما أن شعوب الأُمَّــة ومنها نحن أَيْـضاً لا يمكن أن نقبل أن يتم مصادرة القضية الفلسطينية، كما أن أية قضية عادلة ومحقة لا يمكن في أي حال من الأحوال مصادرتُها عسكريًّا على الإطلاق، وهناك من يتمسك بخيار الجهاد وخيار المقاومة وخيار الاستبسال، وخيار التضحية؛ فهذا سيستطيع تحقيق النصر؛ لأَنَّ لديه قضية عادلة.

 

– يتحدث الناس في قطاع غزة أن سقوط حماس خطٌّ أحمرُ بالنسبة لجماعة أنصار الله؟

أولاً: هو واقع لن يتم بإذن الله تعالى، ثانياً: وقوفنا إلى جانب القضية الفلسطينية ليس أمامه خطوط معينة يمكن أن نسمح بها، ونحن مع القضية الفلسطينية إجمالاً، ولا نقبل باستهداف فلسطين ولا باستهداف حماس، فضلاً عن أن ننتظر للقضاء على حماس أَو القضاء على المقاومة، وهذا ما بدا به الشعبُ اليمني بقيادته الحكيمة في موقفٍ مساند وواضح من اللحظة الأولى عبر المساندة المباشرة للقضية الفلسطينية.

 

– إلى أية درجة ترون أن احتجازكم للسفينة “غالاكسي ليدر” يشكل عامل ضغط على “إسرائيل” في ظل أن “تل أبيب” أكّـدت أنه لا يوجد على متنها أيُّ مواطنين إسرائيليين؟

لا، بالعكس، مثّل ضغطاً كَبيراً على الكيان الصهيوني، بدليلِ أن شركاته أعلنت اليوم بأنها ستحوّل مسارها من مياه البحر الأحمر إلى اتّجاهٍ آخر، أضف إلى ذلك أن السفن الإسرائيلية أَو المملوكة لإسرائيل، وإن كانت بغطاء التمويه فهي توقف أجهزة التعارف والاتصال منذ أن تدخل قناة السويس إلى أن تصل إلى باب المندب، وهو ما يعني أنهم في حالة غير طبيعية، وَأضف إلى ذلك ارتفاع التأمين وما تمثّله هذه الخطوة من ضغط على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى العسكري أَيْـضاً، وأعتقد أن أي قارئ بسيط يدرك أن هذا الممر الدولي والمياه اليمنية تمثل أهميّةً كبيرةً جِـدًّا لأية دولة تعتمد على هذا الخط التجاري الحيوي.

 

– الناطقُ العسكري باسم كتائب القسَّام أبو عبيدة أثنى عليكم في كلمته المصوَّرة وقال: “نُحَيي قوى أمتنا في اليمن ولبنان والعراق وفي كُـلّ جبهة تعمل على ضرب العدوّ”.. أُستاذ محمد هل هناك تنسيقٌ مباشرٌ مع كتائب القسام وفصائل المقاومة أَو حزب الله حسب وحدة الساحات أم أنكم تتحَرّكون بشكل منفرد وبخطط يمنية بحتة؟

إذا كان هناك من تحية وشُكر وعرفان وإجلال وإكبار؛ فهي لأُولئك المقاومين الأبطال في كتائب القسام وسرايا القدس وكُـلّ الشرفاء في الضفة وغزة، الشكر والتحية هي لهؤلاء الأبطال الذين يقفون أمام أعتى قوة عسكرية متجبرة ومتغطرسة ومدعومة أمريكياً وغربياً، وما نقوم به هو دورنا المطلوب، واجبنا الحتمي الذي نتحَرّك فيه، وبالتأكيد نحن نتحَرّك بالتنسيق مع محور المقاومة، وهذا ما أعلنه السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي في الأيّام الأولى لهذه المعركة، وأؤكّـد أن هناك تنسيقاً في إطار محور المقاومة لمواجهة التحديات القائمة على الشعب الفلسطيني؛ ولهذا هناك خطوات مرحلية ومدروسة يتم فيها مواجهة هذا التحدي، والتنسيق على مختلف المستويات، العسكرية والسياسية، وبكل مستوى مع الذي يقابله.

 

– رئيس الوزراء الإسرائيلي حمّل طهران مسؤوليةَ اختطاف جلاكسي ليدر واعتبرها نزوة إيرانية.. ما تعليقكم على اعتباركم أدَاةً إيرانيةً وأنكم كما يقول الإسرائيليون تتحَرّكون بتعليمات إيرانية؟

الخطابُ الصهيوني ليس جديدًا، وحتى للأسف خطابُ بعض من يجري ويدور في الفلك الصهيوني، تجاه محور المقاومة هم يقولون حتى حماس والجهاد، وفلسطين كلهم أدوات إيرانية ويتناسون أن للشعب الفلسطيني قضايا كبرى أبرزُها أن أرضهم محتلّة مغتصبة، شعبه يقتل، نساؤه يقتلن، وأطفاله يقتلون، وعشرات الآلاف في السجون، ويتناسى أن هناك قضية، ليس لإيران علاقةٌ بما يجري، حتى نحن في اليمن لدينا قضايانا وهمومنا ومشاكلنا، ولدينا حوارات مع الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي والجميع يعرف ذلك، ولكن ما قمنا به ونقوم به هو واجب ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية، وهو واجب كُـلّ مسلم عربي حر غيور وإنسان في هذه الكرة الأرضية، وهو يرى ما يجري بحق شعبنا الفلسطيني من ظلم سيتحَرّك، وَإذَا كانت إيران تقف إلى جانب محور المقاومة وتقدم لهم الدعم في فلسطين ولبنان أَو في اليمن، أَو في العراق، فلإيران الشكرُ أنها وقفت إلى جانب قضايا الأُمَّــة، وإيران هي التي وقفت إلى جانب الفلسطينيين، هي التي وقفت إلى جانب القضايا الأُخرى بما فيها اليمن.

 

– هناك من يقول إذَا كنتم تتخذون قرارَكم بمفردكم كما تحدثتم قبل قليل.. ألا يضر هذا بحليفتكم إيران كما تحدث نتنياهو بأنكم تتحَرّكون بتعليمات إيرانية أَو بتوجيهات إيرانية؟

إذا كان هو يتصوّر من هذا الطرح فليذهب إلى إيران وليتفق مع إيران! نحن نقول سواءٌ أكان على الشأن اليمني، أَو الشأن الفلسطيني، أَو في أية قضية أُخرى، هل إذَا وقفت إيران وقالت: نحن لا نتدخل في دعم القضية الفلسطينية، نحن لن نتوقف، ولن نصادر القضية الفلسطينية، من ينصر القضية الفلسطينية تجاه شعوب الأُمَّــة التي تتحَرّك اليوم، وليس اليمن فقط، هل هؤلاء إيرانيون! هل الشعوب التي تخرج في العالم العربي والإسلامي إيرانيون! هل الشعوب التي تخرج في الغرب وداخل أمريكا إيرانيون! هل الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم وأطفالَهم ونساءَهم وتضحياتهم هم إيرانيون! هذا تسطيحٌ مبالَغٌ فيه ويجري في إطار الدعاية، وليس في إطار الواقع.. هناك قضية كبيرة جِـدًّا، هل نحن مستعدون لنضحي باليمن؛ مِن أجل طرف هنا أَو هناك مقابل أن يقولوا توجّـهوا واستهدفوا وافعلوا، هذا غير صحيح، ألا تعلم أن الشعب اليمني خرج كأكبر جماهير خرجت في العالم تقريبًا لتطالب الحكومة اليمنية والقوات المسلحة اليمنية بأن تساند القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، هذا هو الشعب اليمني وليس الإيراني، وليس أي طرف آخر، ونحن نمتلك الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية، وهذه القضية تهم شعبنا.

 

– مقاطعاً.. أنت تحدثت عن الشعوب.. ما رسالتُك لها خَاصَّةً أنه كان هنالك قبل أَيَّـام القمة العربية الإسلامية التي عقدت في الرياض.. كيف تعلقون على كُـلّ ما جرى وما هي رسالتكم؟

نحن أصدرنا بياناً عبَّرنا فيه عن أسفنا الكبير والبالغ من هذه القمة الكبيرة التي تمت ولم يصدر عنها سوى بيانات مطالبة وهو أن افعلوا وافعلوا دون أن يكون بيدها خطوات تقوم بها وهناك خطوات ليس بالضرورة أن يقوموا بحرب عسكرية، لكن هناك خطوات كالمقاطعة الاقتصادية وطرد السفراء، ومنعهم من التصدير للبضائع والغاز والنفط إلى هذه الدول المساندة لكيان الاحتلال، ونحن نعتقد أن هذه القمة لن تخرج بنتيجة تلبِّي مطالب الشعوب التي تخرج في الشعوب وهي تَئنُّ وتتألم تجاه ما يجري في فلسطين؛ ولهذا نطلب من بقية الدول العربية والإسلامية وبقية الأحرار في العالم أن يقفوا لمساندة الشعب الفلسطيني ومظلوميته الكبيرة.. ألم نشاهد أن دعوى الإنسانية سقطت، وأن دعوى الحقوقية والحرية والعصر الحديث الذي يتم فيه مراعاة الطفل والمرأة والإنسان سقطت هذه العبارات وسقطت هذه العناوين وتلاشت للأسف، ولهذا نحن نقول لأمتنا العربية والإسلامية دولاً وشعوباً وجماعات أن تقف بقوةٍ؛ لأَنَّ هذه القضية تمثل الخط الأول للأمن القومي للأُمَّـة العربية والإسلامية وأي تهاون فيها سيكون هناك ضربات كبيرة جِـدًّا، وإن لم تكن من قبل الله سبحانه وتعالى فستكون هناك ضربات تثبتها السنن الإلهية.

 

– زعيم أنصار الله توعَّد باستهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر الذي تمر عبره 10 % من التجارة العالمية سنوياً، وقال “في البحر الأحمر وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية عيوننا مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أية سفينة إسرائيلية”.. ألا تخشون أن تؤدي هذه التحَرّكات لاحتجاز السفن وإطلاق الصواريخ إلى حرب شاملة في المنطقة؟

السيدُ عبدالملك يتحَرّك وفقاً لمبادئه وكذلك الشعب اليمني وكلّ من يقف وفق هذه المبادئ الدينية والأخلاقية والإنسانية، ونحن نعتقدُ أنه من الواجب علينا أن نقوم بخطوات، وَإذَا حسبنا الحسابات، وأردنا أن ندخلَ في الحسابات؛ فسنجد أن كُـلّ خطوة ستكون مؤثرة، والعدوّ فتح صراعًا، وعليه أن يتحمل تبعاته، ولسنا من فتح هذه الحرب الظالمة الغاشمة حتى كردة فعل كما يدعي الصهيوني، ليست بهذا الشكل؛ لأَنَّ هناك اغتصاباً لأرض واحتلال لفلسطين ولهذا موقفنا نحن مستعدون أن نتحمل فيه النتائج؛ لأَنَّنا نؤكّـد أننا ذهبنا إلى الخيار الصحيح والطبيعي والطريق الصحيح الذي أولاً ينسجم مع مبادئنا الدينية والأخلاقية والإنسانية ومع مطالب شعبنا اليمني، والله سبحانه وتعالى يقول: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ]، ونحن نقول إن “إسرائيل” غدة سرطانية، وكيان صهيوني غاصب، ويجب على الأُمَّــة أن تلتف لمواجهته، فلما جاءت المواجهة يجب أن نكون نحن أول من يتحَرّك ويبادر، ونحن ندرك أنه قد يكون لهذا تبعات، ولا يمكن أن نكون مقاومة وجهادًا بلا تبعات، لا يمكن على الإطلاق في أي بلد تحرّر في العالم في فيتنام، في أُورُوبا، في أي بلد في العالم، هل تحرّرت وهل واجهت شعوب معينة واجهت الاحتلال وآمنت بقضيتها، ثم لم يكن لها ردة فعل، هناك سجون، وهناك قتل وهناك ضغوط وهناك الكثير من القضايا التي تأتي تبعاً لذلك، ولكن المهم هو أن قضيتك التي تتحَرّك فيها هي قضية عادلة، ومحقة، فأنت لست في المكان الخطأ، أنت قي المكان الصحيح، الذي ستحقّق فيه نتائج إيجابية في الدنيا والآخرة.

 

– أُستاذ محمد سبق أن استضاف هذا البرنامج قبل أسابيع أَو ربما أسبوعين محمد علي الحوثي، ونعيد السؤال الآن مرةً أُخرى واقتبس ما جرى عن هيئة البث الإسرائيلية التي قالت بأن شركة زيم الإسرائيلية ستحول مسارها عن قناة السويس؛ بسَببِ الوضع في بحر العرب والبحر الأحمر.. هل ستعملون على إغلاق مضيق باب المندب في حال عودة القتال في غزة؟ وهل أنتم قادرون على اتِّخاذ مثل هكذا خطوة؟

هذا ما يقدّره العسكريون في الميدان، ونحن نعتقدُ أن الخطوات التي تتم الآن هي خطوات تدريجية، وليست خطوات نهائية، وهذا يقدره العسكريون من خلال قدرات القوات المسلحة اليمنية بقواتها البحرية –الجوية –الصاروخية -الطيران المسيَّر – الأمن السيبراني، العمليات بشموليتها تقدرها غرفة عمليات عسكرية لديها الخبرات ولديها المعرفة الكاملة، ولديها التجربة لمثل هذه العمليات وهذا يفرضه الواقع في الميدان، وكلّ الخيارات التي ستهب إليها القوات اليمنية ستكون منسجمة مع متطلبات الواقع وضروراته.

 

– أنا أعرف أنك لست عسكريًّا أُستاذ محمد لكن هناك من يشكك في قدرة الصواريخ التي يطلقها الحوثيون للوصول إلى الأراضي الفلسطينية المحتلّة.. هل ستواصلون استهداف وضرب المدن الإسرائيلية بالصواريخ ربما أبعد من إيلات “أم الرشراش”.. هل لديكم القدرات العسكرية الكافية للوصول إلى عمق الكيان؟

أولاً: بالنسبة للطيران المسيَّر والقوة الصاروخية فقد وصلت إلى إيلات “أم الرشراش” وأعلن الإسرائيلي ذلك، وأعلن أنه قام بدفاع جوي لصواريخ باليستية قادمة من الغلاف الجوي، وكذلك طائرات مسيَّرة قادمة من جهة البحر الأحمر.. صحيح في كُـلّ الحروب ما كُـلّ الصواريخ والطائرات تصل إلى أهدافها، حتى في كُـلّ الحروب التي تمت في السنوات الماضية، كانت هناك طائرات تصل إلى أهدافها وطائرات يتم إسقاطها، ولكن مع الوقت والتجربة، والاستمرار في التطوير، بالتأكيد ستصل إلى أهدافها بنسبة أكبر وتتسع هذه النسبة، وهذا ما سيثبته الواقع، وما أثبته الماضي والواقع من قبل؛ فمن كان يصدق أن صواريخَ يمنية قادرة أن تقطع 2000 كم من اليمن إلى “إسرائيل”، إلى فلسطين المحتلّة!

 

– ألا يهدّد احتجازُ السفن الممراتِ الاقتصادية العالمية؟ أضف إلى ذلك أُستاذ محمد أنه سيدفع تأليب المجتمع الدولي ضدكم، حتى مجموعة السبع طالبتكم بالتوقف عن ذلك والإفراج عن السفينة المحتجزة وهناك إجراءات تشهدونها في المرحلة المقبلة؟

نعم القوات البحرية والقوات المسلحة اليمينة أعلنت رسميًّا أن الممرات المائية الإقليمية هي ممنوعة على الإسرائيلي فقط ومن يتعاملون معه أَو يرتبط بتلك السفن وهذا الذي يتم، والممرات المائية آمنة، ونحن لا نمثل أي تهديدٍ للمياه الإقليمية سواءً المحاذية لليمن أَو في أي مكانٍ آخر، ونحن لسنا طرفاً غيرَ معنيٍّ بالأمن الدولي، ونحن نؤكّـد أننا جزءٌ من هذه المنظومة لحماية المياه السيادية بشكل كامل في اليمن؛ ولهذا نعلن عن أية عملية نقوم بها، وتم اشتباك جديد في المنطقة أعلن السيد القائد في الأيّام الأولى أننا سنشارك، ثم أعلن أننا سنستهدف السفن؛ ولذلك لا نعمل أعمالنا العسكرية في مكان مظلم أَو نتهم أحداً، أَو نمارس ممارسات الجماعات المنفلتة، بل نحن نمارسُ أعمالاً رسمية، من حق الشعب اليمني في مياهه وفي سيادته أن يعمل ما يريد، فمن جاء ليدعم الكيان الغاصب ويمده بجسر من الأسلحة لقتل الأطفال والنساء، ووجد لنفسه الحق أن يؤمِّن هذا المكانَ؛ فنحن لدينا الحق بأن نستهدفَ هذا العدوّ على الأقل في مياهنا اليمنية الإقليمية الاقتصادية، فضلاً عن مسؤوليتنا الكبيرة، ونحن نؤكّـد من على شاشتكم أن جميع السفن في العالم هي آمنة باستثناء السفن “الإسرائيلية”، وأعلنا ذلك، وعلى الإسرائيلي إذَا أراد التجنب أن يبتعد عن هذه المياه اليمنية بشكل كامل.

 

– وحتى الأمريكي.. ألا تخشون من الصدام مع واشنطن لا سِـيَّـما حين أعلنتم قصفكم لإحدى بوارجها بصواريخ بالستية قادمة من اليمن.. هل هذا ينطبق فقط على الإسرائيلي أم على الأمريكي أيضاً؟

هم من يجب أن يتجنَّبوا الصدامَ مع اليمن، نحن نؤكّـد أننا نستهدفُ السفن الإسرائيلية ومن يرتبط بها، ويتعاملُ معها، ومن سيأتي ليضع نفسه مصداً للمواجهة، أية أعمال تستهدف الكيان الغاصب هو من يتحمل المسؤولية، لكن حتى الآن لم يتم أي استهداف إلا للسفينة الإسرائيلية، وقد اعترفت بأن السفينة المحتجزة تتبعها، وهذا الذي يتم في هذا الإطار حتى هذه اللحظة ما لم تحصل تطورات أُخرى تفرض واقعاً.. هذا سيفرضه واقع آخر وسنتحدث عنه في وقته.

 

– لماذا برأيكم أعلن البنتاجون الأمريكي أن ما حدث بشأن “سنترال بارك” نفذه صوماليون وليسوا أنصار الله في حين اتهمت وسائل الإعلام تورطكم في هذا الحادث؟

أية عملية عسكرية تتم في ساعاتها الأولى تقوم القوات المسلحة بالإعلان عنها في ساعاتها الأولى، نحن لا نخشى ذلك، وأصبح يزور هذه السفينة أغلبُ المهتمين من المواطنين اليمنيين، ونحن نتحَرّك في إطار رسمي، ونقوم بأعمال رسمية هدفها أن يتوقف العدوان على غزة، ونحن لا نستبعد أن يقومَ الأمريكي بمسرحيات وعمليات وهذه عادتهم هم من صنعوا ما يسمى بالإرهاب واحتلوا العراق تحت مسمى النووي، ربما هذا جزء من محاولةٍ لتشويه الموقف اليمني وتصوير اليمن بأنها أصبحت خطراً، وأن هناك قراصنةً آخرين، وللعلم أن الإسرائيليين هم أول من أعلن أن هناك اختطافًا، بينما في المرة الأولى لم يعلن الإسرائيلي إلَّا بعد أن تم الإعلان من القوات المسلحة.

 

– تقول إن هناك مؤامرةً أمريكية.. هل تعتقد أن ما حدث سيدفعُ الأمريكيين لإعلانكم جماعة إرهابية وكيف سيكون موقف أنصار الله في حالة اتِّخاذ واشنطن لهذه الخطوة؟

نحن نعتقد أن مسمى الإرهاب أصبحت تهمة سَمِجَة وغير واقعية وقد تم استنفاد هذا المصطلح، والإرهاب يُستخدَمُ لمصالح أمريكا والغرب، أصبحت الدول التي تدافع عن حقوقها تصنف بالإرهاب، وأية وسائلَ إعلامية لديها خطابٌ راقٍ تصنف بالإرهاب، أية شخصيات تعارضُ السياسات الأمريكية تُصنَّفُ بالإرهاب، وبالتالي لا نعتقد أن مثلَ هذا العمل سيكون له أي تأثير، لا سِـيَّـما أن موقف أمريكا من اليمن كما أعلنوا أن اليمن إرهاب وهو تحت البند السابع، ويحاصر من قبل أمريكا، فما الذي سيجري، اليمن للأسف يعيش حالة حرب عقابية وعدوانية كما لو كان تحت هذه المسميات، ولذلك نحن لا يثنينا هذا الموقف، وبالتالي الأمريكي هو من سيتأثر.

 

– كيف ستردون أُستاذ محمد في حال قصفت “إسرائيل” أَو واشنطن مواقعَ يمنية؟

نحن سنعتبر هذا عدواناً خطيراً للغاية وستقرّر القيادة والقوات المسلحة الموقف، وأعتقد أنها قد أخذت ذلك بالحسبان وسيكون هناك رد لا يتوقعه هؤلاء، سواءً على مستوى المياه البحرية، ليس على مستوى البحر الأحمر ولا البحر العربي، ولا في خليج عدن بل سيتم استهدافهم من حَيثُ لا يشعرون، وفي أماكن لا يتوقعونها، ولهذا نحن نحذرهم من على شاشتكم الانتباه من الدخول في أية مواجهة مع الشعب اليمني؛ باعتبار إذَا كنتم لا تريدون لهذا التصعيد أن يتوسع، فعليكم إيقاف العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني، أَو إذَا قمتم بتوسيع هذه المعركة، أَو توسيع المواجهة فأنتم من ستتحملون الآثار الكارثية التي ستتحملونها بالدرجة الأولى.

 

– برأيكم الأحداث الأخيرة وما جرى في غزة من مواجهة بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.. إلى أية درجة أعاقت التوصل إلى اتّفاق سلام بين اليمنين والمملكة العربية والسعوديّة؟ حين أخذت غزة كُـلّ الأضواء من بين كُـلّ القضايا الأُخرى وأنتم من ضمن من زرتم المملكة السعوديّة؟

نحن نعتقد أن القضيةَ اليمنية من خلال الحوار الذي نقوم به مع الجانب السعوديّ، أَو مع الأمم المتحدة هو مرتبط بهذا الشأن، وهو في هذا الإطار، وفي هذا الحدود، ونحن نعتقد أن الذين يسعَون لتأخير العملية السياسية في اليمن مع أنها قد وصلت إلى إطار متقدم، هم من يريدون أن يربطوا الأحداث، ويحاولون الضغطَ على الشعب اليمني؛ نتيجةَ موقفه؛ ولهذا نقولُ: مسارنا في التفاوض مع السعوديّة مُستمرّ وكذلك مع الأمم المتحدة وفقاً للسياقات، ووفقاً لخارطة الطريق التي وصلنا إليها في الزيارات الأخيرة للمملكة العربية السعوديّة، وفي زياراتنا إلى مسقط، وناقشنا كُـلّ هذه التفاصيل ومُستمرّون في هذا الإطار، كذلك خفض التصعيد ما يزال موجوداً في اليمن، ونحن ننبه دول الجوار وخَاصَّةً السعوديّة من أي خرق لهذه الهدنة.

 

– هل من اتّفاقٍ قريبٍ يلوحُ في الأفق؟

نعم هناك اتّفاقٌ قريبٌ والذي يؤخِّرُ هذا الاتّفاق المملكة العربية السعوديّة، والولايات المتحدة الأمريكية، هم من يماطلون في محاولةٍ لكسب الوقت، أما نحن فموقفنا الذي يتطلب أن نقدمه لإنقاذ الوضع ولخدمة شعبنا اليمني وللأمن والاستقرار فقد قدمناه بشكل كامل منذ فترات طويلة، ومع هذا نحن مُستمرّون في نضالنا السياسي، ومفاوضاتنا مع الأطراف الأُخرى، مع السعوديّة والأمم المتحدة، والمجتمع الدولي برعاية سلطنة عُمان؛ للوصول إلى حَـلٍّ نهائي ومستدامٍ في اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com