انتصارٌ حقيقيٌّ للمقاومة التي استطاعت أن تُخضِعَ العدوَّ وتُملِيَ شروطَها عليه

المسيرة | متابعة خَاصَّة

في اليوم الـ50 لمعركة “طُـوفان الأقصى” البطولية التي خاضتها فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب، يشعر الكيان بهزيمة بدت واضحة في عدة أمور: منها منع الأسرى وعوائلهم من الاحتفال، إلى جانب إلقاء الصحافة “الإسرائيلية” باللائمة على بنيامين نتنياهو بما قدمه للمقاومة الفلسطينية من انتصار حقيقي، حَيثُ استطاعت أن تخضعه وتملي شروطها عليه.

وأفَاد مراقبون بأن الشعور فعلاً بالهزيمة بدتا واضحًا في عدة أمور، منها أن العدوّ منع الفلسطينيين حتى من الاحتفال بالإفراج عن أبنائهم، حَيثُ تم إخطار كُـلّ الأسرى أن من المحظور عليهم أن يقوموا باحتفالات أَو استقبال مهنئين في بيوتهم، وحتى يمنع الفلسطينيون من استقبال أبنائهم الأسرى قام بإطلاق القذائف عليهم، حَيثُ كانت هناك 18 إصابةً في هذا الجانب بالتحديد.

 

الوضعُ في القطاع ثاني أَيَّـام التهدئة:

دخل العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزةَ، السبت، يومَه الـ 50 تواليًا، تزامنًا مع ثاني أَيَّـام التهدئة الإنسانية المؤقَّتة مع توقف الغارات الجوية، وحدوث خروقات إسرائيلية بإطلاق النار في الأطراف الشرقية، مع ترقب الإفراج عن دفعة إضافية من الأسرى في إطار صفقة التبادل الجزئية.

وأفَادت مصادر فلسطينية، بأن أهالي قطاع غزة، باتوا لأول مرة منذ 7 أُكتوبر الماضي، ليلتَهم دون قصف جوي ومدفعي ودون تحليق واضح للطيران الحربي.

وَأَضَـافَ أن غالبية المواطنين من سكان محافظات جنوب وادي غزة عادوا إلى منازلهم وقضَوا ليلتَهم فيها أَو قرب منازلهم المدمّـرة، فيما بقي في مراكز الإيواء مئات آلاف النازحين من محافظتَي: غزة وشمالها.

 

تطوُّراتٌ ميدانية:

وفي حين اختفى صوتُ القصف الجوي والمدفعي، سُمِعَ في بعض المناطق إطلاقُ نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا سِـيَّـما شرق خانيونس ورفح والوسطى، وفي بعض أحياء غزة.

وتحدثت مصادر محلية عن خروقات “إسرائيلية” لاتّفاق التهدئة عبر تحليق لطائرات الاستطلاع “الإسرائيلية” على ارتفاعات كبيرة مساء الليلة الماضية.

وأفَادت مصادر عائلية بارتقاء المواطن هلال أسعد صالح الأغا متأثرًا بإصابته في غارة “إسرائيلية” سابقة على خانيونس.

والليلة الماضية، أعلنت مصادرُ طبيةٌ في قطاع غزة، وصولَ جثامين سبعة شهداء متفحمين ومتحللين إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، بعد انتشالهم من المنطقة القريبة من جنوب وادي غزة.

 

تبادُلُ الأسرى:

ويترقَّبُ الفلسطينيون الإفراجَ عن المزيد من أسراهم في سجون الاحتلال “الإسرائيلي” فيما من المرتقَّب أَيْـضاً إفراجُ كتائب القسام عن دفعةٍ ثانية من الأسرى الصهاينة المحتجزين لديها.

وكانت قطر هي الوسيط الرئيسي إلى جانب مصر وأمريكا في اتّفاق الهدنة، الذي ينص على تبادل 50 أسيرًا “إسرائيلياً” محتجزاً بغزةَ، مقابل الإفراج عن 150 أسيراً فلسطينياً لدى الاحتلال.

وقالت سلطات الاحتلال “الإسرائيلية”: إنها “تلقت لائحةَ المحتجَزين الذين سيتمكّنون من مغادرة غزة السبت”، لكنها لم تحدّد عددهم أَو الوقت المتوقع للإفراج عنهم.

وذكرت وسائل إعلام عبرية بالقول: إن “إسرائيل تلقت قائمة بأسماء الأسرى المحتجزين الذين من المقرّر أن تفرج عنهم حركة حماس في غزة اليوم السبت”.

وأفرجت “إسرائيل”، أمس الجمعة، عن 39 فلسطينيًّا، هم 15 طفلًا و24 امرأة، في حين أفرجت كتائب القسام عن 24 محتجزًا، منهم 13 إسرائيليًّا و10 تايلنديين وفلبيني واحد.

وسبق أن أعلنت كتائب القسام أنها احتجزت نحو 200 أسير منهم ضباط كبار وجنود ومستوطنون ومزدوجو جنسية، في عملية “طُـوفان الأقصى” في السابع من أُكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى جانب نحو 50 آخرين لدى فصائل أُخرى، وأعلنت أن بعضهم قتل نتيجة الغارات “الإسرائيلية”.

في المقابل، فَــإنَّه وفقًا لآخر إحصاءات “نادي الأسير الفلسطيني”، وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى أكثر من 7000 أسير، بينهم أكثرُ من 200 طفل، و78 أسيرة، ومئاتُ المرضى والجرحى، بعضهم بحاجة لتدخل طبي عاجل، ومن بين هؤلاء الأسرى أكثر من 3 آلاف فلسطيني اعتقلتهم قوات الاحتلال منذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أُكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وابتهج الفلسطينيون، الجمعة، بعودة الأسرى المحرّرين بموجب الاتّفاق، كما حصل في بيتونيا ومخيم نابلس للاجئين، حَيثُ استقبلت حشودٌ كبيرة الأسرى المحريين عند نزولهم في بيتونيا، وسط هتافات تحيي المقاومة وغزة، ورفع المشاركون عدداً من المفرج عنهم على أكتافهم ولوحوا بأعلام فلسطين ورايات حماس، في حين حظرت قواتُ الاحتلال أي احتفال في القدس المحتلّة.

وعلى صعيد إدخَال المساعدات، قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني: إن 196 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والمياه والإمدَادات الطبية، تم تسليمُها عبر معبر رفح، أمس الجمعة، وهي أكبر قافلة مساعدات إلى غزة منذ بدء العدوان “الإسرائيلي” على القطاع، وأضافت أن نحو 1759 شاحنة دخلت القطاع منذ 21 أُكتوبر الماضي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com