مواقفُ المحور المقاوِم يحرقُ بياناتِ القمم الباهتة

 

ردفان العطاب

في اليوم الثاني من عملية “طُوفان الأقصى” ظهرت مواقف ميدانية مشرفة ليست مكتوبة بحبر على ورق فوق طاولة ذات قوائم أربع، بل مواقف ميدانية مكتوبة بدماء زكية عطرة على طاولة الأرض والعرض والقضية المركزية، وَتتبناها حركات مقاومة عجزت عن مثلها دول كبيرة وصغيرة، عربية منها وأُخرى إسلامية، باستثناء دولة واحدة لها موقف مشرف معلن وهي اليمن.

أما عن الدول العربية والإسلامية فقد حاولت أن تشغل حيّزاً من الفراغ أَو تُظهِر صوتاً خافتاً بعد سكوت مقصود وتأخر ملحوظ وتكتم مكشوف وانطباع معروف، ممَّنْ هم يمثلون شعوبهم وَينطقون بلسانها وَيقفون مواقفها ويُسمون أنفسهم بزعمائها، فكان كُـلّ ما استطاعوا أن يفعلوه هو عقد قمة أولى في مصر، والتي لم تسمن ولم تغن من جوع، وخرجت خالية الوفاض من أي موقف يحسب لصالح الشعب الفلسطيني، بل إنها كانت في مثابة الدعم للكيان الغاصب من خلال مواقف من حضرها.

ولم ينته الخزي إلى هذا المستوى فحسب بل تعالى صوت -يطعن في القضية الفلسطينية منذ سنوات- ينادي بعقد قمة للدول العربية والإسلامية، والغريب في الأمر أن مَن ترأَّس هذه القمة هي مملكةٌ ووليُّ عهدها من أكبرِ داعمي الاحتلال الصهيوني ومن أكبر محاربي محور المقاومة، بل من وصل بهم الأمر إلى اعتقال أفراد المقاومة استرضاء للكيان الإسرائيلي، واعتقال كُـلّ من يرفع العلم الفلسطيني في المملكة، وحتى من يدعو لهم بلسانه مُجَـرّد الدعاء، فكيف كانت هذه القمة وبيانها وَ(الجواب باين من عنوانه) كما يقال، فتم إضافة هذه القمة من خلال بيانها إلى سابقاتها من القمم، التي لم تسجل ولو موقفاً واحداً قوياً وعملياً، إلّا القمة التي كانت لإعلان الحرب ضد اليمن العربية الإسلامية، وهذا في صالح إسرائيل وأمريكا، أما في ما يختص بالمعركة ضد العدوّ الإسرائيلي فلم يرتفع لها صوت، وغابت أنياب ومَخَالب كانوا يُظهِرونها أمام شعوبهم وبُلدانِهم، وخرجت في الأخير كسابقاتهِا حبر على ورق، لم توقف العدوان ولم تستطع فتح المعبر الوحيد لغزة وهو معبر رفح؛ لإخراج الجرحى وإدخَال المساعدات الغذائية والطبية كونه أضعف الإيمَـان، ولم تقطع هذه الدول باستثناء الجمهورية الإسلامية الإيرانية علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي والداعم الأمريكي، وَلم تقطع على العدوّ المشتقات النفطية وهو الخيار السهل وَالممكن وَالمتاح والمؤثر، ولم تحَرّك ساكناً، ناهيك عن أن تقف أي موقف يرقى إلى مستوى موقف حركة مقاومة واحدة في ضرب واستهداف العدوّ وقواته وتكبيده الخسائرَ في العدد والعتاد، فهي قمم لم تغير شيئاً في الواقع، وانعِقادُها ضارٌّ وليس نافعًا.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com