مجزرةُ القرن وحربُ الإبادة

 

فضل فارس

“طُوفان الأقصى” عملية بطولية بمثابة الضربة القاصمة لجذور الكيان الغاصب، فما دوامها الزمني إلَّا ساعات قلائل من بعد طلوع الشمس في 7 أُكتوبر إلَّا وفي غمضة عين أصبحت الأزقة وَالشوارع، كذا الثكنات العسكرية والمستعمرات مليئة بالقتلى والجرحى الصهاينة.

في هذه العملية الخاطفة على أيدي أبطال الأقصى كان انهيار الكيان وتعرى جيشه المزعوم بالوهم، حَيثُ تم قتلهم وأسرهم بالمئات في أبشع صور الخزي وَالذلة والمهانة.

عُمُـومًا ما إن صحت الصهيونية من سكرها -بعد هذه العملية الخاطفة التي وصفتها هي ووصفها الإعلام الغربي بالنكبة والمأساة الصهيونية- حتى غدت تصيح وتستنجد بالغرب الكافر ليغيثوها ويحموها من هذا التوغل والمستنقع الموحش والموجع الذي أوقعها فيه رجال المقاومة الأحرار.

وفي هذا الوقت التاريخي الذي ما حطت في العالم أجمع سحب المشاهد وَالأخبار رحالها عن هذه النكبة المفاجئة والضربة القاصمة للصلف العبري في ضواحي القطاع وغزة، حتى غدت، وفي فشل وحيرة واستهجان دول الغرب الكافر، وعلى رأسها العقل المدبر والداعم والمنفذ لهذا العدوان الإدارة الأمريكية ومعها بعض الأنظمة العربية المطبعة مع الكيان بلفلفة هذا الفشل الذريع والتعري الكامل لصنيعتهم في جسم هذه الأُمَّــة بشن عدوان إجرامي غاشم على أطفال ونساء وشيوخ مجتمع غزة والقطاع.

هذا العدوان الذي -وفي وحشية واستهجان رهيب- عبر بما في تلك الصور الإجرامية من مضمون بحق الأبرياء من أبناء فلسطين عن مدى وقع الضربة القاضية التي نالته في الصميم.

وتجاه ذلك هَـا هو -وبطبيعته الإجرامية- هذا الكيان، قد هرب من الميدان وملاقاة أسود الإسلام، إلى ضرب واستهداف النساء والأطفال.

وذلك أَيْـضاً على مرأى ومسمع أنظمة الأعراب، الأغلبية منهم الذين وفي خزي وعار وانحطاط راحوا فقط يستنكرون ما حصل على الصهيوني في يوم النكبة.. غير آبهين أَو مهتمين بما يجري في غزة بحق أبناء دينهم وَجلدتهم من إبادة جماعية وإجرام لا متناه، حق بها أن تسمى وبلا هوادة ومزايدة وبكل لغات العصر “مجزرة القرن” في زمن العالم المتفرج وَالصامت.

لكن ذلك أَيْـضاً لا يشمل أبناء الأُمَّــة جميعهم، فالحق يقال إن فيهم وفي نخوتهم وحميتهم، كذلك إبائهم للضيم ونجدتهم للمظلوم من أبناء هذه الأُمَّــة، من والله يقارن أن عرضت في المزاد الإيمَـاني والأخلاقي تلك الأمم بألف شعب والف أُمَّـة.

ومن تلك الشعوب الحية والتي ما وقفت تنعَى وتطقطق بلسانها وذاك كان حسنًا أن فعلوه، شعوب ودول محور المقاومة في الأولوية، وكذا أبناء شعوب عربية وإسلامية لهم القول الناعي والمستنكر ذلك.. ويشكرون عليه رغم أَيْـضاً ما يواجهون من صد ونكران من حكوماتهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com