زعماءُ الخنوع إلى أين؟!

 

عبدالسلام عبدالله الطالبي

(سياسات وأفعال حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني) محمود عباس.

(بالإمْكَان خروج الفلسطينيين من غزة إلى صحراء النقب حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها مع حماس) السيسي.

بهكذا تصريحات سخيفة تنطلق من زعامات عربية ذات صلة وثيقة بما يدور من أحداث مؤلمة ويندى لها الجبين في غزة أودت بحياة آلاف الضحايا من المدنيين في قطاع غزة، ماذا تنتظر من هؤلاء وأمثالهم من الزعامات العربية، التي بدت للأسف خانعة وعاجزة عن اتِّخاذ أي موقف مشرف، يدفع عن الغزاويين خطر ما حدث وما زال يحدث من مآسٍ وجرائم هي الأشدُّ فظاعةً وعنجهيةً في تاريخ العروبة.. والله المستعان.

كم من القمم قد تم انعقادها تارةً لرؤساء الدول العربية وأُخرى لوزراء الخارجية، فما هي النتائج والمخرجات العملية التي دفعت ولو جزءًا يسيرًا مما يقوم به البطش الإسرائيلي الهمجي بحق أبناء غزة.

بالأمس القريب تعقد قمة عربية وإسلامية في الرياض تجردت في محتواها من كُـلّ القيم العربية والإسلامية، وكأنها عقدت لتبارك للإسرائيلي إكمال مهمته في استهداف ما تبقى للمنشآت الصحية والتنكيل والترويع بمن لجأوا إليها مما تبقى من مواطنين غزة، الذين هرعوا إليها ظنًّا منهم أنها ستدفع عنهم الخطر من الوحش الإسرائيلي، الذي لم يراعِ لا حقوقاً إنسانية ولا منظمة عدل دولية، ففي الوقت الذي انعقدت فيه القمة بدا أكثر وحشية لعلمه بأنه لا موقف يمكن للمنعقدين الخروج به لتوقيفه عن غيه، وأن عليه إكمال مهمته في أمن وأمان، فليس هناك من يأبه أَو يتألم مما يحدث.

ما الذي حصل، وما الذي أوصل هكذا زعامات عربية وإسلامية إلى هكذا ذل وخنوع والأطفال والنساء في غزة يذبحون على مرأى ومسمع بسكاكين المحتلّ الغاصب!.

ليتصدر اليمن وحزب الله والعراق مواقفَ مشرفة وشجاعة مقابل الصمت المطبق والمهين، وكلهم ثقة بأن الله هو المسدد وهو المعين، وأنه ما على الإنسان إلا أن يبادر باتِّخاذ موقفه الصادق والناصر للمستضعفين، وبذل ما يستطيع عليه، وبالفعل ها هو الرعب يضرب ويخيم كُـلّ الارجاء التي يتواجد فيها العدوّ والمجرم الإسرائيلي المحتلّ.

ولا ضير مما ترتب على ذلك من تضحيات جسيمة أودت بحياة الآلاف، لكنها تضحيات؛ مِن أجل الله وفي سبيله، والعاقبة للمتقين، والآخرة خير وأبقى.

والخزي والعار لكل من تقلد الصمت والخنوع من زعامات العرب وغيرهم ممن هم متواطئون ومساندون، كما هو حال المصري الذي سارع بمروحياته لإطفاء الحرائق في إسرائيل جراء قصف الأحرار، وحال الإماراتي المتكفل بتكاليف جراحات الجرحى الإسرائيليين.

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com