تمنَّيتُ، ولكن…!

 

بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.

وأنا أرى اليوم شعبنا العربي الفلسطيني يسطر اليوم أنصع صفحات البطولة والتضحية والفداء..

وأنا أراهم يعيدون من جديد نسج خيوط الأمل في نفوس ومخيلات أمتنا بعد أن تبددت وذهبت أدراج العمالة والخيانة والتطبيع.

وأنا أراهم يُلقِّنون الكيان الصهيوني الغاصب دروساً قاسية في العزة والكرامة والمقاومة والاستبسال..

وأنا أراهم اليوم يمطرون (تل أبيب) وَ(حيفا) وَ(بئر السبع) وَ(إسدود) بمئات الصواريخ والمسيَّرات التي لم يعتدها هذا الكيان المجرم من قبل.

وأنا أراهم يقتحمون المستوطنات الصهيونية ويقتادون قطعان الصهاينة قتلى وأسرى..

وأنا أرى كُـلّ ذلك أمامي اليوم.

كم كنت أتمنى أن أشكر بعد الله -سبحانه وتعالى- في هذه اللحظة السعوديّة مثلاً أَو دولة الإمارات أَو أَيًّا من الدول العربية المقتدرة الأُخرى على ما (تفضَّلت) به وَ(قدَّمته) من رعايةٍ ودعم معنوي وتكنولوجي وعسكري سخي لحركات المقاومة الفلسطينية أوصلها إلى هذا المستوى من الاستعداد والجاهزية العسكرية والقتالية الضخمة..!

كم كنت أودُّ اليوم أن أغبط أيَّاً من هذه الدول أَو بعضاً منها أَو جميعها على استحقاقها ونيلها هذا الشرف العظيم الذي ما بعده شرف ولا يطاوله منصبٌ ولا مالٌ ولا جاهٌ ولا سلطان..!

تمنيت في الحقيقة..، ولكن..!

أماني، ما لنا غير الأماني..!

وكيف أشكر من ثبت لدي أنه لم يقدم للشعب الفلسطيني وحركاته المقاومة طوال أكثر من سبعين عاماً، هي عمر الصراع العربي الإسرائيلي، شيئاً سوى الخيانة والعمالة والخذلان..؟!

كيف أثني على من ظل ولا يزال يرى في قوى وحركات المقاومة والممانعة الإسلامية والعربية والفلسطينية حركات ومنظمات إرهابية يسعى دوماً إلى محاربتها والنيل منها..؟!

صعب جِـدًّا..!

إن لم يكن هو المستحيل بعينه..!

يعني تركوا وراءهم فراغاً كَبيراً وذهبوا هناك يغوصون في بحر الخيانة والعمالة والتطبيع، لتتقدم إيران (المجوسية) وَ(الرافضية) وَ(الصفوية) بحسبهم، وتقفز عليهم جميعاً خاطفةً من بين أيديهم هذا الشرف وتتكفل وتحمل على عاتقها وحدها تكاليف وأعباء ملء هذا الفراغ..!

ثم بعد ذلك يأخذون علينا وعلى الفلسطينيين وكل العرب المقاومين أن شكرنا إيران..!

هل رأى الدهر أسخف وأجبن من هؤلاء..؟!

على أية حال،

بعيدًا عن الأماني وأمام هذا الواقع المشرف لا أملك الساعة إلا أن أقول:

هنيئاً.. لإيران ومحور المقاومة استحقاقهم بكل جدارة ونيلهم هذا الشرف الرفيع..

ولا عزاء لفلسطين بكم أيها الأعراب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com