شعارُ الصرخة: حُجّـةٌ قرآنية تفرِزُ الولاءات..بقلم/ محمد محسن جلاس

 

من منطلق قوله تعالى: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، أطلق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- شعار الصرخة “الله أكبر -الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود -النصر للإسلام”، مع ثلة من المؤمنين، يوم قال لهم: “ستكونون أنتم أول من صرخ هذه الصرخة التي بالتأكيد -بإذن الله- ستكون صرخةً ليس في هذا المكان وحده، بل وفي أماكن أُخرى، وستجدون من يصرخ معكم -إن شاء الله- في مناطق أُخرى”، وها نحن اليوم نشاهد شعار الصرخة يتردّد في كُـلّ أرجاء المناطق المحرّرة في شمال اليمن، وفي جنوبه الحر، كما هي تُردّد اليوم في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي.

هذا الشعار الذي غير مسار شعبنا من الخضوع والخنوع والذلة والاستسلام لأعداء الإسلام، إلى العزة والرفعة والكرامة وعزيمة التصدي والمواجهة لأعداء الله.

ورغم هذه النقلة النوعية التي أحدثها شعار الصرخة لشعبنا اليمني العزيز الذي بات واضحًا مَـا هو المصير الذي كان سيلحق بهم، لو لم يأتِ شعارُ الصرخة (المشروع القرآني)، إلا أننا لا زلنا نرى البعضَ ممن يدّعون بأنهم مسلمون، يغتاظون ويتلونون عندما نهتف بهذا الشعار، فلمَ لا يهتفون الله أكبر وقد قال في كتابة الكريم: (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا)، ولِمَ تأتيهم الغيرة، عندما يُقال الموت لأمريكا ولإسرائيل، وقد صرح بها جلّ وعلا في قوله: (قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ)، وما هي الدوافع التي تمنعهم من أن يلعنوا اليهود، وقد لُعِنوا في قوله تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ)، (مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا)، وما هي الأسباب التي تعيقهم من أن يقولوا النصر للإسلام، وقد جعل الله تعالى منها سنة إلهية في قوله: (إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ)، وقال أيضاً: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ).

ولأن القرآن الكريم صالحٌ لكل زمان ومكان، يبقى شعار الصرخة في وجه الطغاة والمستكبرين، صالح للزمان والمكان الذي أطلقه الشهيد القائد فيها، وللزمان والمكان الذي نعيشه اليوم، وللزمان والمكان الذي ستعيشه الأجيال المقبلة، ومن لا يقبل به، لا يقبل بالقرآن، فتلك الآيات المذكورة أعلاه، كفيلة بتحريك أي مسلم صادق خالٍ من الأمراض النفاقية ليطلق شعار الصرخة.

ويبقى القرآن الكريم حجتنا جميعاً، فإما أن تقبل به وتكون مؤمناً صريحاً، أَو ترفضه وتصبح منافقاً صريحاً، ولا مجال للحياد في ذلك، ومن لديه رؤية حيادية فليطرح حججه ويدمغ ما ننادي به، أَو ليصمت أفضل من أن يغادر أي مكان يسمع فيه شعار الصرخة؛ لأَنَّه عندما ينزعج ويغادر من أصوات المكبرين، يظهر نفسه وكأنه المعنيّ والمستهدف، وعند هذا المشهد يتضح للجميع بأن هذا الشعار بات يفرز تلقائياً الموالين للمكَبَرين في هذا الشعار من الموالين للملعونين فيه، ولِيَقِسْ كُـلٌّ ولاءَه.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com