شعارُ الصرخة من الاستضعاف إلى التمكين..بقلم/ فهد شاكر أبو رأس

 

ابتداءً من تلك الخطوة العملية المهمة في العام 2000م، وفي ظل تلك الظروف الصعبة والحرب الأمريكية على الأُمَّــة العربية والإسلامية، بمختلف أشكالها، أعلن شعار البراءة من أعداء الله، وانطلق المشروع القرآني برؤيته السامية والكاملة، المعتمدة على القرآن الكريم كمصدر للهداية والنور، الظروف آنذاك كانت معروفة للجميع ولا زالت، ولم تكن خفية على أحد بكل ما مثلته من أخطار كانت ولا زالت تتربص شراً بالأمّة الإسلامية وتهدّد كيانها ووجودها.

في ظل الهجمة الأمريكية الشرسة على أمتنا الإسلامية، وفي ذروة الاعتداءات الإسرائيلية المفرطة على الشعب الفلسطيني المسلم، وما رافقتها من اعتداءات على مناطق وبلدان أُخرى في المنطقة، خَاصَّة تلك المناطق والبلدان المحاذية لدولة فلسطين بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر من العام 2000م، حين أطبقت حالة الصمت الشديدة على الكثير من أبناء الأُمَّــة الإسلامية، واتجهت معظم الأنظمة الرسمية في الوطن العربي نحو التحالف المعلن والصريح مع أمريكا لمواجهة الإرهاب حسب زعمها، وبعد أن وظفت أمريكا تلك الأحداث المصطنعة في الحادي عشر من سبتمبر من العام 2000م إلى أبعد مدى؛ بهَدفِ السيطرة المباشرة والشاملة على الأُمَّــة الإسلامية، وبدأت على إثرها في تنفيذ مخطّطاتها الشيطانية والتدميرية في أوساط الأُمَّــة الإسلامية، انطلق المشروع القرآني، وأتى هذا الشعار، وهذه الصرخة كاسمها بالفعل “صرخةٌ في وجه المستكبرين” بقيادة الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-، ومنذ ذلك اليوم إلى اليوم، نمى هذا المشروع وتعاظم يوماً بعد يوم، على الرغم من كُـلّ تلك الجهود المبذولة في حربه من قِبل الأعداء، المتمثلة بمختلف أشكال الحروب والاستهداف، بغية القضاء على هذا المشروع، وإسكات هذا الصوت، ولكن بفضل الله وتأييده، باءت جميع محاولاتهم وحروبهم بالفشل.

فاليوم وبعد مضي عَقدَين من الزمن على انطلاق شعار الصرخة في وجه المستكبرين، أصبحت الصرخة رمزاً لثورة إسلامية عالمية، ومشروع تحرّر عالمي أثبتت سنوات الصراع عظيم أثره في مواجهة التحديات وصناعة المتغيرات والمعادلات.

ومواكبة للتطورات الراهنة فقد خرج شعبنا اليمني في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين بمظاهرات ثورية حاشدة، الأسبوع الماضي، أسمع فيها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- الأعداء في خطابه؛ ألا مكان أبداً لأنصاف الحلول، أَو أية تنازلات عن حقوق الشعب اليمني المحقة والمشروعة، وأن حالة اللا حرب واللا سلم لن تدوم طويلاً، ولا سبيل للسعوديّ وهو العدوّ الأكثر عدواناً وعدوانية على اليمن أن يجعل من نفسه اليوم وسيطاً في حربٍ يقودها وينفذها بالنيابة عن الأمريكي منذ بداية العدوان على اليمن.

وعلى أن السعوديّة هي من تحملت تكاليف هذه الحرب وأنفقت في سبيلها مليارات الدولارات، وتفاخرت بذلك أمام العالم على امتداد سنوات العدوان الثماني على اليمن؛ عليها أَيْـضاً أن تتحمل اليوم التزامات السلام، وأن تتوقف عن المماطلة وشراء الوقت، فليس بمقدورها أبداً أن تتملص من تداعيات حربها العدوانية وآثارها في اليمن، ولا الخروج منها دون التزام.

لأن اليمن إن نفد صبره لن يدع الحال على ما هو عليه، بل سيتحَرّك بكل قوة في شتى مجالات المواجهة مع العدوّ، المتعددة، والمختلفة، عندها لن يكون بمقدور النظام السعوديّ الانخراط في مشاريعه التنموية والاقتصادية، ويترك اليمن خلفه يكابد معاناة حصاره وحربه عليه لسنوات طويلة بأمن واستقرار، فاستقرار المملكة مرهوناً باستقرار اليمن، ولا يمكن أبداً أن تُمحى جرائم ومجازر ثماني سنوات من العدوان على بلدنا، لمُجَـرّد زيارة سفير سعوديّ إلى صنعاء أَو اتصال أمير من أمرائها، فتلك حرب دمّـرت اليمن وقضت على مقدراته، جرت على إثرها أنهار من الدماء، وعلى النظام السعوديّ أن يدفع الثمن سلماً أَو حرباً، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com