العامُ الخامس من العدوان على اليمن.. عامُ توازن الردع والانتصارات الكبيرة!

عملياتٌ عسكريّةٌ واسعةٌ في البر والبحر والجو

 

المسيرة- أحمد داوود:

سطّر أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة خلال العام الخامس من العدوان على بلادنا انتصاراتٍ كبيرةً وملاحمَ بطوليةً سجّلها التاريخُ في أنصع صفحاته، وعَضَّ الخونةُ أكثرَ من مرة أصابع الندم والحسرة؛ بفعلِ الهزائمِ القاسيةِ التي لازمتهم خلال هذا العام.

ويمكن القول إن انتصاراتِ الجيش واللجان الشعبيّة لم تتركزْ على منطقة جغرافية معينة، بل تجاوزت مناطقَ كثيرة، وتوسعت لتشملَ البحارَ والبر والجو.

وسنستعرض في هذا التقرير أبرز هذه الإنجازات:

أولاً: عملياتُ الطيران المسيّر:

خلال هذا العام، اعتمد أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة على استراتيجية قتالية فعّالة، تمثّلت في استخدام الطيران المسيّر كسلاح ردع ضد العدوان ومرتزِقة، حيث أكّـد المتحدثُ باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع مطلع يناير 2019 أن لدى الجيش واللجان الشعبيّة مخزونا كبيرا من الطائرات المسيرة، وكذلك الصواريخ الباليستية الحديثة، مُشيراً إلى أن التصنيع الحربي حقّق خطوات متقدمة في تصنيع الطيران المسيّر، وأن العام الخامس من العدوان على اليمن سيكون عام الطيران المسير.

وبالفعل تحولت الأقوال إلى أفعال، وبدأ الطيران المسيّر يشقُّ طريقَه، متتبعاً تجمعاتٍ المرتزِقة والمنشآت النفطية الحيوية للسعوديّة، وقد حقّق هذا السلاح تحولاً استراتيجياً في مسار المعركة، ونفّــذ الكثير من العمليات الكبرى.

وجاءت تصريحاتُ العميد سريع بعدَ ثلاثة أيام من تنفيذ سلاح الجو المسيّر عمليةً هجوميةً استهدفت عرضاً عسكريًّا لقوات المرتزِقة في قاعدة العند بمحافظ لحج في 10 يناير 2019، وأدّى هذا الهجوم لمقتل وإصابة عدد من القادة والجنود البارزين، بينهم رئيس دائرة الاستخبارات العسكريّة بوزارة الدفاع اللواء المرتزِق محمد صالح طماح، ونائب رئيس أركان قوات المرتزِقة اللواء صالح الزنداني.

وفي ما يلي أَهَــمَّ العمليات للطيران المسيّر اليمني خلال العام الخامس من العدوان على بلادنا.

 

عمليةُ التاسع من رمضان:

في الخامس عشر من شهر مايو 2019، نفّــذ سلاحُ الجو المسيّر عمليةً هجوميةً كبرى استهدفت منشآتٍ حيويةً تابعة للنظام السعوديّ في محافظتَي الدوادمي وعفيف بمنطقة الرياض، وَسُمِّيَت هذه العملية بـ “عملية التاسع من رمضان”.

وفي التفاصيل، نفّــذت العمليةُ بسبع طائرات مسيرة، لأول مرة منذ بدء العدوان على بلادنا في 26 مارس 2015، واستهدفت تلك الطائرات محطتي الضخِ البتروليةَ في خطِ الأنبوب الرئيس للنفطِ 8-7 الذي يربط بين رأسِ التنورة وينُبع والذي يضخُ ثلاثةَ ملايين برميلَ نفطٍ يومياً.

وأدَّت العملية العسكريّة الناجحة التي نُفذت بعد رصد دقيق إلى التوقف الكامل لضخ النفطِ عبر خط الأُنبوب وأثرت بشكل مباشر على اقتصاد المملكة.

وأكّـدت وزارة الدفاع بصنعاء حينها أن عملية التاسع من رمضان تأتي تدشيناً لعمليات عسكريّة قادمة تستهدفُ من خلالها القواتُ المسلحة بنكَ أهداف للعدوان السعوديّ الإماراتي يضم 300 هدف حيوي وعسكريّ.

من جهته، قال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام: إن ما بعد عملية التاسع من رمضان ليس كما قبلها، مؤكّـداً أن توقفَ الرد اليماني مرهونٌ بتوقف دول العدوان عن قصف اليمن.

 

استهدافُ معسكر الجلاء بعدن:

وواصل الطيرانُ المسيّرُ استهدافَه للمرتزِقة خلال العام الخامس من العدوان على بلادنا، حيث نفّــذ الطيرانُ المسيّرُ في الأول من شهر أغسطُس 2019 عملية مشتركة على معسكر الجلاء في محافظة عدن جنوبي البلاد، استهدفت عرضاً عسكريًّا لمليشيا الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، وقد أسفرت هذه العملية عن مقتل منير اليافعي -قائد اللواء الأول في الحزام الأمني والذي يُدْعَى أبا اليمامة-.

ونتج عن هذه العملية مقتل وإصابة العشرات من تلك القوات، كما تسببت في حالة إرباك كبيرة في صفوفهم.

وأعلنت وسائل تابعة للمرتزِقة يومَها عن مقتل 40 عسكريًّا وإصابة 15 آخرين.

وشهدت عدن بعد هذه العملية مواجهات دامية بين مليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي ومرتزِقة عَبدربه منصور هادي، حيث اتهمت قوات الانتقالي حزبَ الإصلاح بأنه متورط في هذه العملية وخطط لها.

 

استهدافُ حقل الشيبة النفطي بالسعوديّة:

وتوالت عملياتُ الطيران المسيّر للقوات المسلحة اليمنية بعد عملية التاسع من رمضان بشكل تدريجي، وبدأ الطيرانُ المسيّرُ يبحثُ عن أهدافٍ أكثرَ حيويةً؛ بهَدفِ ثني السعوديّة عن مواصلة عدوانها على اليمن.

وجاء استهداف حقل ومصفاة الشيبة التابعة لشركة “أرامكو” في 17 أغسطُس آب 2019، بعشر طائرات مسيّرة في عملية أطلق عليها “توازن الردع الأولى”.

وقال المتحدثُ باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في بيان يومها: إن “عمليةَ توازن الردع الأولى تأتي في إطار الردع والرد المشروع على التحالف وحصاره للشعب اليمني”، متوعداً السعوديّةَ بعمليات أكبر وأوسع.

وبعد العملية، بساعات ألقى قائد الثورة السيد عَبدالملك بدر الدين الحوثي خطاباً قال فيه: إن استهداف المنشآت النفطية في السعوديّة يحملُ رسائلَ مهمةً إلى دول العدوان، وأنه “درسٌ مشتركٌ وإنذارٌ مهمٌّ للإمارات”.

وأضاف السيد عَبدالملك الحوثي أن هذه العملية هي أكبرُ عملية تستهدفُ دول العدوان منذ عام 2015.

وعقب هذه الضربة مباشرةً اعترفت السعوديّة بها، لكنها قلّلت منها، مشيرةً إلى أن ثلاث طائرات مسيّرة قصفت منشآت نفطية في السعوديّة ولم يكن له أي تأثير على الموظفين وإنتاج النفط والعمليات في الحقل وأن القصف أسفر عن اندلاع حريق صغير في الحقل تمت السيطرة عليه.

 

استهدافاتٌ متكرّرة لمطارات أبها ونجران وجيزان وقاعدة خالد:

ونشط الطيرانُ المسيّرُ خلال شهرَي يوليو وَأغسطُس 2019، بشكل مكثّـف في استهداف المطارات السعوديّة جنوب المملكة، بالإضافة إلى استهداف قاعدة خالد الجوية بالطيران المسيّر.

وتوقف مطار أبها عن الخدمة في معظم تلك الغارات، ولم تتمكّن الدفاعاتُ الجوية أَو الرادارات من اكتشاف الطيران المسيّر اليمني.

وقد أسفرت تلك الضربات إلى اتِّخاذ السلطات السعوديّة قراراً بإغلاق مطار أبها ليلاً من الساعة السادسة مساء وحتى الساعة السادسة صباحاً، بعد أن عجز دفاع بن سلمان عن حماية المطار من قصف الطيران المسيّر المتكرّر.

 

استهدافُ مصفاتي بقيق وخريص شرقي السعوديّة:

ومع استمرار نشاطِ الطيران المسيَّر خلال العام الخامس من العدوان على بلادنا، جاءت العمليةُ الكبرى للجيش واللجان الشعبيّة ضدَّ المنشآت النفطية السعوديّة، حيث نفّــذت 10 طائرات مسيّرة يوم 14 سبتمبر 2019 هجوماً استهدف حقلَي نفط بقيق وخريص في المنطقة الشرقية بالسعوديّة.

وأسفرت هذه العملية عن توقفِ نصفِ إنتاج السعوديّة من النفط، أي خسارة السعوديّة ما يقارب 5 ملايين برميل من النفط يومياً.

وذكر بيانٌ صادرٌ عن القوات المسلحة وقتَها، أن سلاح الجوِ المسيِر نفّــذ عملية هجومية واسعة بعشرِ طائرات مسيرة استهدفت مصفاة بَقيقٍ وخريٍص التابعتينِ لشركة أرامكو في المنطقة الشرقية، وكانت الإصابة دقيقةً ومباشرة، وقد سُمِّيَت هذه العملية بعملية توازن الردعِ الثانية”.

وأضاف البيان: “تعتبر هذه العملية إحدى أكبر العمليات التي تنفّــذها قواتنا في العمقِ السعوديّ وقد أتت بعد عملية استخباراتية دقيقة ورصد مسبقٍ وتعاونٍ من الشرفاء والأحرار داخل المملكة”.

وتابع: “نعد النظام السعوديّ أن عملياتنا القادمة ستتوسع أكثرَ فأكثرَ، وستكون أشدَّ إيلاماً مما مضى طالما استمر في عدوانه وحصاره، ونؤكّـد أن بنكَ أهدافنا يتسع يوماً بعد يوم وأنه لا حَـلّ أمام النظامِ السعوديّ إلا وقف الحرب والحصار على بلدنا”.

من جانبهم، ظهر الإرباك بشكل كبير لدى المسؤولين في السعوديّة، وقد قال المتحدث الأمني التابع لوزارة الداخلية السعوديّة: إن حريقين اندلعا في معملين تابعين لشركة أرامكو نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار.

وألقت السعوديّةُ باللوم حيال هذه العملية على الجانب الإيراني، ولم تعترف بأن الطيران المسيَّرَ جاء من اليمن.

 

استهدافُ المخاء بـ 20 طائرة مسيَّرة:

ونفّــذ الطيرانُ المسيّرُ هجوماً واسعاً على معسكراتٍ تابعةٍ للعدوان في مدينة المخاء بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، والتي تقعُ تحت سيطرة الاحتلال الإماراتي

وسميت هذه العملية بـ “وإن عدتم عدنا”، وَاستهدفت معسكرات المرتزِقة والعدوان في منطقة المخاء؛ رداً على انتهاكاتهم في الساحل الغربي لليمن.

وتمت العملية بتسعة صواريخ باليستية وأكثر من 20 طائرة مسيرة استهدفت معسكرات دول العدوان في المخاء”.

وبحسب المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، فَإنَّ العملية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 350 فرداً من تلك القوات، منهم جنسيات سعوديّة وإماراتية وسودانية، وتدمير مخازن أسلحة وعدد من الآليات والمدرعات في المعسكرات المستهدفة في المخاء”.

 

استهداف شركة أرامكو وأهدافٍ أُخرى في ينبُع:

وأعلن المتحدثُ الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن “تنفيذ عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعوديّ، وذلك في بيان تلاه يوم الجمعة، 21 فبراير 2020.

وقال سريع في البيان: “بعون من الله تعالى نفّــذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر عملية توازن الردع الثالثة في العمق السعوديّ بـ12 طائرة مسيرة من نوع صمَّـاد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى”.

وأوضح سريع أن “عملية توازن الردع الثالثة استهدفت شركة أرامكو وأهدافاً حساسة أُخرى في ينبع وأصابت أهدافها بدقة عالية بفضل الله”، مؤكّـداً أن “العملية ردٌّ طبيعي ومشروع على جرائم العدوان والتي كان آخرها جريمة الجوف”، وتوعد “النظام السعوديّ بضربات موجعة ومؤلمة إذَا استمر في عدوانه وحصاره على بلدنا”.

 

ثانياً: العملياتُ العسكريّةُ في البحر:

وخلال العام الخامس من العدوان على بلادنا، كان للقوات المسلحة اليمنية انتصاراتٌ وإنجازاتٌ نوعيةٌ في البحر، حيث احتجزت قواتُ خفر السواحل اليمنية مساء الاثنين، 18 نوفمبر 2019، ثلاثَ سفن دخلت مياه اليمن الإقليمية، في تَحَدّ واضح لكل القوانين الدولية البحرية وخرق للسيادة اليمنية.

وقالت قوات خفر السواحل اليمنية في بيان يومها: إنه تم ضبط 3 سفن إحداهن سعوديّة تحمل اسم “رابغ 3” على بعد 3 أميال من جزيرة عقبان اليمنية دخلت المياه الإقليمية اليمنية دون إشعار مسبق.

وأوضحت قوات خفر السواحل في بيان أن طواقمَ العائمات المضبوطة لم يتجاوبوا مع دورية خفر السواحل بعد مناداتهم على القناة الدولية 16.

وأضافت “عدم تجاوب طواقم السفن المضبوطة تَحَدٍّ واضحٌ لكل القوانين الدولية البحرية وخرقٌ للسيادة اليمنية”.

وقد أفرج بعد أيام من الحادثة عن سفينتين كوريتين.

 

ثالثاً: العملياتُ العسكريّةُ في البر:

 

وحقّق أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة الكثيرَ من الانتصارات خلال المواجهات العسكريّة مع المرتزِقة في الميدان العسكريّ، غير أننا في هذا التقرير سنركِّزُ على أبرز العمليات الكبرى التي كان لها الأثرُ الكبيرُ والموجِعُ على المرتزِقة والعدوان، وتسببت في إحداث نقلةٍ كبيرة في سير المعارك.

 

تحريرُ جبل ناصة الاستراتيجي:

وتمكّن أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة في 28 مارس 2019 من السيطرة على جبل ناصة الاستراتيجي المطلِّ على مدينة دمت بمحافظة الضالع جنوبي اليمن، بعد هجوم واسع استمر لأكثر من أسبوع.

وَخلال شهرَي إبريل ومايو 2019، سيطر الجيشُ واللجان الشعبيّة اليمنية على مساحة تُقَدَّرُ بـ1500 كيلو متر في محافظة الضالع.

وفي 20 مايو 2019، أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن الجيش واللجان الشعبيّة سيطرا على 70 % من مدينة قعطبة أكبر مديريات محافظة الضالع جنوبي البلاد، في عملية هجومية واسعة أَدَّت إلى مقتل وإصابة أكثر من 150 من المرتزِقة بينهم قيادات، بالإضافة إلى إحراق وتدمير عشرات الآليات والمدرعات التابعة لتلك القوات.

 

مديريةُ ذي ناعم بالبيضاء تعودُ إلى حضن الوطن:

وأعلنت القواتُ المسلحة يوم 20 إبريل 2019 عن تحرير مديرية ذي ناعم بالبيضاء بالكامل، من عناصر “داعش والقاعدة”، إثر عملية نوعية وبمساندة أبناء ومشايخ قبائل المديرية.

وأوضح العميد سريع أن قوات الجيش واللجان الشعبيّة كبّدت عناصر القاعدة وداعش خسائرَ فادحةً في الأرواح والعتاد، واغتنمت أسلحةً ومعداتٍ عسكريّة كثيرة، وبسطت سيطرتها على أكثرَ من 20 موقعاً عسكريًّا كانت تسيطرُ عليه تلك العناصر.

وأشَارَ سريع إلى أن ذلك تم بمساعدة من أبناء ومشايخ قبائل ذي ناعم.

ومديرية ذي ناعم، كانت تعتبر أحد أوكار تنظيمي القاعدة وداعش، الذين كانوا يفرضون سيطرتهم عليها، وسبق أن دارت اشتباكاتٌ عنيفة بين القبائل من جهة والتنظيمات فيما بينهم من جهة أُخرى.

 

عمليةُ نصر من الله:

وفي واحدةٍ من أكبر العمليات العسكريّة لأبطال الجيش واللجان الشعبيّة منذ بدء العدوان على بلادنا سنة 2015، أعلنت القواتُ المسلحة بصنعاء في سبتمبر 2019 عن أكبر عملية ميدانية لها، وذلك في وادي آل أبو جُبارة بمحافظة صعدةَ شمالي البلاد.

وَتمكّنت قواتُ الجيش واللجان الشعبيّة من محاصَرة ثلاثة ألوية عسكريّة تتبعُ اللواء ردّاد الهاشمي.

وأَدَّت العمليةُ إلى سقوط ثلاثة ألوية عسكريّة تابعة لمرتزِقة العدوان مع فصيلٍ كاملٍ من الجيش السعوديّ، وسقط في العملية 500 قتيل ومصاب من عناصر التحالف؛ نتيجةَ العملية، و200 قتيل بغارات الطائرات السعوديّة على مقاتليها على الأرض لمنعهم من الفرار.

ووثّقت مشاهدُ عرضها الإعلام الحربي أسرَ أكثر من 2000 جندي وضابط مرتزِق، مع تحرير 350 كم2 والسيطرة على كامل المواقع العسكريّة والمعسكرات فيها.

وتميّزت العمليةُ بدقة التخطيط ودقة الرصد والاستطلاع، إلى جانِبِ براعة التنفيذ وكثافة النيران، رغم اتِّساع المساحة الجغرافية، بأهداف نوعية، كما تميَّزت بعنصر المباغتة والتفوق الاستخباري مع مشاركة مختلف الأذرع العسكريّة.

ونفّــذت القوةُ الصاروخية اليمنية خلال العملية الضخمة 9 عملياتٍ، فيما نفّــذ سلاح الجو المسيّر 21 عملية، استهدفت إحداها موقعاً حساساً في الرياض.

وشاركت وحداتُ الدفاع الجوي في العملية، إلى جانب وحداتٍ ضد الدروع والهندسة والمدفعية ووحدات متخصصة من القوات البرية، فيما بدأت وحداتُ المشاة والدروع والهندسة والمدفعية بشن عمليات هجومية واسعة من قلب منطقة العمليات.

وقالت القوات المسلحة اليمنية في مؤتمرها الصحفي: إن عدد غارات طيران العدوان خلال العملية وصل إلى 400 غارة.

 

البنيانُ المرصوص:

وفي تطوُّرٍ كبيرٍ لمسارِ المعارِكِ العسكريّة مع مرتزِقة العدوان، تمكّن أبطالُ الجيش واللجان الشعبيّة من انتزاع انتصارٍ تاريخي، وذلك بتحرير مديرية نهم بالكامل والتي شهدت خلال السنوات الماضية معاركَ عنيفةً ومواجهاتٍ معقدةً جداً.

وأعلن المتحدثُ باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، أن الجيشَ واللجان الشعبيّة تصدوا لمسار عدواني كبير كان يستهدفُ العاصمةَ صنعاءَ، مضيفاً أن قوات الجيش واللجان شنت بعد ذلك هجوماً معاكساً أَدَّى إلى تحريرِ كافة مناطق نهم وتكبيدِ قوات العدوّ خسائر فادحة في العتاد والأرواح”.

وأضاف “استمرت قواتنا في تقدمها إثر انهيارات قوات العدوّ وصولاً إلى غرب مدينة مأرب، وتحرير مديريات بمحافظتَي مأرب والجوف”.

العميد سريع أشار إلى أن عملية “البنيان المرصوص” حرّرت مساحةً إجماليةً تقدر بأكثر من 2500 كم2 طولاً وعرضاً.

كما ذكر أنه سقط الآلافُ من المرتزِقة ما بين قتيل ومصاب وأسير في عملية البنيان المرصوص، فضلاً عن اغتنام عتادِها بالكامل.

ولفت إلى دحر لواءَين مما يسمى بالمنطقة الثالثة المتمركزة في مديرية صرواح بمأرب و3 ألوية مما يسمى المنطقة السادسة المتمركزة في الجوف.

في السياق، قال سريع: إن الجيش واللجان الشعبيّة سمحوا للمئات من المرتزِقة بالفرار؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادة وحفاظاً على دماء من قرّر ترك المعركة.

وذكر أنه تم استهدافُ شركة أرامكو في جيزان ومطارات أبها وجيزان وقاعدة خميس مُشَيط وأهدافٍ حساسة في العمق السعوديّ بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة.

من جهته، قال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام: إن العملية “جاءت رداً على استمرار العدوان والحصار خصوصاً بعد هجوم واسع للمرتزِقة في جبهة نهم وسيطرتهم على عدة مواقعَ”.

ونوّه عبدالسلام إلى أنّ “سرَّ قوة شعبنا في وحدة كلمته ورفضه التبعية وتصدِّيه لمشاريع الهيمنة والاستكبار وتلك رسالة عملية البنيان المرصوص”.

وتابع قائلاً: “يمكن للقيادات المؤيدة للعدوان أن تظلَّ أداةً رخيصةً في يد الطامعين في خيرات البلاد، لكنها لن تستطيع أن تجعلَ اليمن أداةً تابعةً للاحتلال”.

ولاقت هذه العملية ارتياحاً كبيراً لدى شعبنا اليمني، فقد أمّنت أمانةَ العاصمة بشكل كامل، كما أن المعاركَ انتقلت بعد ذلك إلى محافظة الجوف لتحقّق انتصاراتٍ أُخرى.

 

عملية فأمكن منهم:

وكشف متحدثُ القوات المسلحة العميد يحيى سريع، عصر الثلاثاء، 17 مارس 2020، تفاصيلَ العمليةِ العسكريّة الواسعة “فأمكن منهم”، مؤكّـداً تحريرَ كافة مديريات محافظة الجوف عدا بعض المناطق في مديرية خب والشعف وصحراء الحزم خلال العملية.

وأوضح العميد سريع في بيان أن عملية “فأمكن منهم” أَدَّت لدحر ما يسمى بالمنطقة العسكريّة السادسة التابعة للمرتزِقة بجميع ألويتها العسكريّة ووقوع المئات من قوات العدوّ بين قتيل وأسير ومصاب.

وأضاف أن القوةَ الصاروخيةَ وسلاح الجو المسيَّر شاركا بعملية “فأمكن منهم” بأكثرَ من 50 عملية استهدف بعضُها عمقَ العدوّ السعوديّ رداً على تصعيده الجوي.

وحيّا متحدثُ القوات المسلحة الدورَ البارزَ والمشرِّفَ لقبائل الجوف في تحقيق هذا الإنجاز الكبير، مؤكّـداً الاستمرارَ في العمل على تحرير كافة أراضي الجمهورية.

وتُعَدُّ هذه هي أبرز الإنجازات الكبيرة التي تحقّقت خلال العام الخامس من العدوان على اليمن، وتؤكّـدُ القيادةُ العسكريّةُ أن العامَ السادسَ سيكونُ أقسى وأشدَّ إيلاماً على العدوّ إذَا استمر في عدوانه وطيشه.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com