هزيمة “كورونا” لن تكون إلا بالتوعية وتطبيق الإجراءات وخطابُ قائد الثورة يعتبر موجهات كاملة وشاملة

المتحدث باسم وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري لصحيفة “المسيرة”:

 

 

المسيرة – حاورته: أمل مطهر

جدّد المتحدّثُ باسم وزارة الصحة الدكتور يوسف الحاضري، التأكيدَ على خلوِّ اليمن من أية إصابة بفيروس “كورونا” المستجد حتى اليوم، مؤكّـداً أن وزارةَ الصحة تعاملت بجديةٍ منذُ إعلان منظمة الصحة العالمية هذا الوباء كـ”جائحة عالمية”.

وأكّـد الدكتور الحاضري، أن بلادَنا وعلى الرغم من شحة الإمْكَانيات، إلّا أنها جهزت المحاجرَ الصحية، ووفرت المحاليلَ الطبية، لتصبح أولَ دولة توفر هذه التجهيزات قبل انتشار الوباء إليها.

ودعا الحاضري المواطنين إلى عدمِ الهلع والخوف، والتعامل بجدية مع الشائعات التي تُدار من مطابخ دول العدوان، منوّهاً بأن العدوانَ والمرتزِقة تساهلوا مع الوباء بقصد انتقاله إلى بلادنا.

إلى نص الحوار:

 

  • لنبدأ معكم دكتور يوسف الحاضري من وباء “كورونا” الذي شغل العالم وانتشر بشكل كثيف.. ما الاستعداداتُ التي قمتم بها لمنع انتشار هذا الوباء خَاصَّة أن اليمن لم تعلن تسجيل أية إصابة حتى اللحظة؟

في الحقيقة، لقد تعاملت وزارةُ الصحة “بجدية” منذ إعلان منظمة الصحة العالمية هذا الوباء “جائحة عالمية”، وتحَرّكت فوراً في الثلاثين من يناير الماضي، وشكّلت لجاناً فنية، وتواصلت مع قيادة الدولة ممثّلةً بالمجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ.

يعني، تحَرّكت الوزارةُ في جميعِ الاتّجاهات، وشكّلت فريقَ الاستجابة وفريقَ الترصد في جميع المديريات، وَأَيْـضاً جهزت المحاجرَ الصحية، ووفّرت محاليلَ الفحص، كأول دولة توفر المحاليل الطبية قبل دخول الوباء، وإن كانت قليلةً لكنها توفرت ولله الحمدُ.

ولم تكتفِ الوزارة بهذا، فقد عملت على إغلاقِ المنافذ خَاصَّةً بعد أن رأينا الاستهتارَ واللامبالاةَ من قبل حكومة المرتزِقة في جنوب البلاد والواقعة تحت سلطات الاحتلال الإماراتي والسعوديّ، وخَاصَّةً في المطارات، وإدخال المسافرين دون فحص، وقد رأينا كيف أن جميعَ الدول أغلقت مطاراتها خوفاً على شعوبها من انتشار الوباء، وكيف فتحت حكومةُ المرتزِقة مطارَ عدن، ورفعت عددَ الرحلات في تهاون واضح بأرواح أبناء الشعب اليمني جنوباً وشمالاً، وتساهل المرتزِقة في منفذ الوديعة الذي يعتبر بؤرةً لإدخال هذا الوباء؛ لأَنَّ السعوديّةَ أصبحت بؤرة “للكورونا”؛ ولذلك اتّخذنا كافة الاحتياطات لمنع دخولهم إلينا.

 

  • هل لديكم ميزانية مخصصة لفرق الاستجابة السريعة لتجهيز الأجهزة والمواد الخَاصَّة بالفحوصات وتغطية احتياجات الفرق؟

حسب معرفتي، وربما لا أكون دقيقاً في هذه الملاحظة، أنه لم يصل إلى هذه اللحظة أيُّ شيء من قبل الصحة العالمية، وإنما تم توفيرُ جزء منها عن طريق دعم الحكومة؛ ولهذا ندعو اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بسرعة الاستجابة لتوفير متطلبات فرق الاستجابة السريعة.

 

  • لوحظ في الفترة الأخيرة اختفاء الكمامات والمواد المعقمة من الصيدليات.. هل لديكم حلول بديلة لتغطية هذا النقص؟

بالفعل لدينا حلولٌ بديلةٌ، مثل دعم مصنع الغزل والنسيج لإنتاج الكمامات، ويعتبر المصنعُ مؤسّسةً إنتاجية وطنية، حيث كان يعتبر أوّلَ مصنع غزل في الوطن العربي، لكن للأسف توقف إنتاجُه منذُ سنوات، كما توقفت الكثيرُ من الإنجازات في عهد الحكومة الفاشلة الفاسدة السابقة.

 

  • تتردّد شائعاتٌ هنا وهناك عن وجود حالات كورونا في اليمن.. ما مدى صحتها.. وما مصدرها برأيكم؟

لا يوجدُ كورونا حتى هذه اللحظة، التي أتحدّث فيها معكم -بفضل الله وبرحمته بنا-، ثم بجهود الجميع (وزارة الصحة، وزارة الداخلية، والتربية والتعليم، وزارة الاوقاف، وزارة التعليم العالي، وزارة الإعلام، والنقل) وغيرها، الجميعُ تحملوا المسؤولية، وتحَرّكوا بإخلاص واستشعروا المسؤولية.

وبالنسبة للشائعات، فالجميعُ يعرف أن بعضَ قاصري الوعي، والمرتزِقة، من الذين طالما تلذذوا بمأساة الناس، وخوفهم، وهلعهم هم وراءها.

وهذا ما تريده وتسعى إليه “مطابخ العدوان”، لكن ما أود قوله إننا كشعب يمني قد أصبح لدينا تحصين ضد هذه الشائعات؛ ولذا أدعو جميعَ المواطنين ألا يكونوا ضحايا للمرجفين، وعليهم أن يتحرّوا الحقيقة، ويبحثون عن المعلومات من مصادرها الحقيقية، ووزارة الصحة هنا هي مصدر موثوق للأخبار، فنحن نصدر كُـلَّ يوم بيانات وأخبار وقرارات لها علاقة “بالكورونا”، ونحن نرى أن هناك ارتباطاً واضحاً بين وزارة الصحة والمواطن، وأنه لا توجد مسافة بيننا؛ ولذا أتعجب حين يسقط البعضُ في فخ الشائعات!!

 

  • كيف تقيمون دورَ الإعلام في مساندتكم لمواجهة ومنع انتشار هذه الجائحة؟

في الواقع، إن الإعلامَ يعلب دوراً مهمًّا في التوعية والتثقيف، وخَاصَّة هذه الأيّام، وَإذَا ما تم فتحُ محاجر، أَو انتشر الوباء -لا قدر الله- لا يوجد لدينا وسيلة سوى الإعلام والإعلاميين.

 

– منظمة الصحة العالمية أصدرت بياناً أبدت فيه قلقها من انفجار قريب للفيروس في اليمن على الرغم من عدم وجود أية أدلة لوجود الفيروس بها؟ برأيكم ما خفايا هذا التصريح؟ وهل ستقوم هذه المنظمة بواجبها فيما إذَا حدث انفجار لا سمح الله؟

للأسف الشديد، فإن منظمةَ الصحة العالمية إن صحَّ هذا البيان منها فهو فاضح لها، وهو غير موفق وغير مسؤول على الإطلاق، ويعتبر وصمة عار في جبينها.. أقولها بصراحة كناطق رسمي في هذا الجانب، وعليها نفيُ هذا البيان.

أما بالنسبة لما تقوم به المنظمةُ حتى اللحظة، فهي لم تقدم إلّا الشيءَ القليل جِـدًّا، رغم إعلانها فيروس كورونا بأنه أصبح “جائحة عالمية”، لكن تحَرّك المنظمة وعملها في اليمن لا يرتقي إلى هذا الجانب، ودعمها محدود جِـدًّا؛ لذلك ندعوها إلى أن يكون دعمُها أكثرَ وأوسعَ وأسرعَ.

 

– هل يستطيع الشعبُ اليمني هزيمة كورونا؟

نعم، يستطيع اليمنيون هزيمةَ هذا الفيروس بعون الله، فقد هزموا فيروسات السعوديّة، وأمريكا، وفيروسات الأسلحة البيولوجية، وفيروسات الـ إف ١٦، وفيروسات كثيرة، ولن يعجزهم هزيمةُ فيروس كورونا بفضل الله، غير أن هذا لن يتحقّق إلّا بالتعاون مع المجتمع، فكما تعاون المجتمعُ مع الجيش وشكّل اللجان الشعبيّة، وتعاون في البذل والعطاء والإنفاق والصبر والمصابرة، وَفي دعم الأجهزة الأمنية، فإن هذا الشعبَ سيتحَرّك معنا من خلال التوعية وتنفيذ القرارات وتطبيق الإجراءات، والالتزام بكلِّ ما تصدره وزارةُ الصحة، واللجنة العليا للأوبئة، وسننتصر بإذن الله وبحكمة اليمانيين وإِيْمَانهم.

 

– يجزم الجميع بل ويؤكّـدون أن للأمريكيين دوراً في نشر هذا الفيروس.. ما تفسيركم لهذا؟

بطبيعة الحال، فكما هو معروف فإن أمريكا هي عدوةُ الشعوب، أمريكا ليست عدوةَ الإسلام فقط، بل الإنسانية، وكما قال الإمامُ الخميني -سلامُ الله عليه-: “أمريكا هي الشيطان الأكبر”.

وبالفعل من هو عدونا؟ الشيطان، لا يوجد عدو سواه لبني البشر (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)، ومن هذا المنطلق فإن أمريكا عدوةُ الإنسانية والشعوب، وهي من أنتجت هذا الفيروسَ ونشرته في الصين بعد أن عجزت عن مواجهتها عسكريًّا؛ ولذا حاربتها بيولوجياً، كما هي عادتها، لتهدم اقتصادَها وتضعفها، ولكن يبدو أن الأمرَ خرج عن نطاق سيطرتها وأصبح الوباء جائحة عالمية، لم تنجُ منها حتى أمريكا نفسها.

 

– كلمة أخيرة تودون إضافتها في ختام هذا الحوار؟

دعوة وكلمة أخيرة هي للمجتمع، حيث نرجو من المواطنين بأن يكونوا عند حُسْنِ التحَرّك والمستوى، وأن لا يكونوا مبالين وَمفرطين وَمتساهلين، وأن يكونوا كما يقال: (لا إفراطَ ولا تفريط)، كما وضّح السيدُ عَبدالملك في كلمته الأخيرة التي تعتبر موجهاتٍ كاملةً وواسعة وشاملة لنا للعمل وفقَها نحن والمواطنين في هذا الجانب، وشكراً جزيلاً لصحيفةِ المسيرة لإتاحةِ الفرصة لنا عبر منبرها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com