أهدافُ الهُــدنة الخفية..بقلم/ أمة الملك الخاشب

 

عندما جاءت الهُــدنة بطلب من العدوّ ووافقت القيادة على ذلك فلم تكن قيادتنا غافلة عن مخطّطات وأهداف العدوّ الباطنة من الهُــدنة التي ظاهرها سلام وانفراج واستقرار وباطنها هو حرب من نوع آخر تستهدف في الدرجة الأولى قوة الإرادَة والعزيمة وقوة الإيمَـان التي تفوق بها الشعب اليمني برجاله ونسائه على كُـلّ الشعوب وواجه بها أعتى أنواع الأسلحة المدمّـرة حتى صنع المعجزات والأساطير التي تم الحديث عنها في مواقع دولية وجامعات غربية،

فكّر العدوّ كَثيراً وأدرك تماماً أنه لن يستطيع هزيمتنا بقوة السلاح مهما طال أمد الحرب؛ لأَنَّه كلما زاد عدد شهدائنا كلما زادت عزائمنا واشتدت بصائرنا وتوحد كُـلّ اليمنيين على بشاعة ووحشية عدوهم وزادهم ذلك توحدا واتّفاقا مهما اختلفت توجّـهاتهم ورؤاهم الفكرية والسياسية، ولكن يظل السخط الأكبر موجه نحو عدو واحد وهو من يقتل اليمنيين ومن يدمّـرهم ويستهدف مقدراتهم ويعتدي عليهم، وكلما طالت مدة الحرب زاد أَيْـضاً الصبر والصمود والبذل والعطاء والإصرار على تحقيق النصر وكسر العدوّ وإعادة كرامة اليمني وقيمته بين الشعوب، فكانت القوافل الشعبيّة تخرج من كُـلّ المديريات والمحافظات المختلفة في تنافس شعبي غير مسبوق من سيقدم أكثر ومن سيجود أكبر وبكرم وعطاء وسخاء منقطع النظير، تنامى الوعي الشعبي وتضاعف أكثر وأكثر وإلتف الشعب حول القيادة واستمر التحشيد والتثقيف في معركة الوعي التي هي أهم معركة قد يخوضها الشعب مع كُـلّ وسائل التضليل والغواية والشائعات وكل الثقافات المغلوطة التي دمّـرت المجتمعات الإسلامية سنوات طوال، وانهارت كُـلّ تراهات الثقافات الوهَّـابية التي بنوّها في سنين طويلة في سنين العدوان وبشكل سريع جِـدًّا، وبالمقابل أَيْـضاً كُـلّ هذا الدعم والاسناد الشعبي حول القيادة ساهم بشكل كبير في تطوير وبناء قدرات الجيش اليمني الذي لقن أل سعود دروسا واستهدف أهم منشآتهم النفطية التي يقوم عليها عصب الاقتصاد السعوديّ، فخرج اليهود الذين يديرون العدوان من وراء الكواليس بفكرة الهُــدنة وهم ينوون في داخلهم اللاهُــدنة بمعنى هذه الحالة اللاسلم واللاحرب التي أشتغل فيها العدوّ بشكل كبير وفعال وفي عدة جوانب لإثارة السخط ونشر البلابل والفوضى واشغالنا بالمشاكل الداخلية، السيد قائد الثورة يحفظه الله كان على علم ودراية بكل ما يخططون له ولكنه ومن باب التوجيهات القرآنية حريص أن يقبل بالهُــدنة؛ لأَنَّ الله تعالى يقول (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)، حَيثُ شرح السيد القائد في محاضرات العهد التي كانت 12 محاضرة تفصيلية شرح فيها كيفية النظرة القرآنية في بناء الدولة الإسلامية تطرق السيد من خلالها لأهميّة أن يأخذ المحارب الهُــدنة لإعادة ترتيب الأوضاع الداخلية وأخذ الأنفاس فهو في تلك المحاضرة وضح بطريقة غير مباشرة لماذا وافق على الهُــدنة وهو يعلم بنوايا العدوّ الشريرة في عدم تنفيذ بنود الهُــدنة التي كان من بينها إطلاق كافة الأسرى وإعادة الرواتب من عائدات النفط المنهوبة التي تذهب لحساب البنك الأهلي السعوديّ وبدوره يسلمها للأمريكي والصهيوني والفرنسي والبريطاني الذين اتفقوا جميعاً على تقاسم الكعكة في اليمن واتفقوا أن يبقى اليمن ممزقا مدمّـرا منهكا محتلّا حتى لا تقوم له قائمة ويظلوا في حالتهم قائمون على السرقة والاحتلال وإقامة القواعد العسكرية وسرقة الثروات النفطية وإتلاف الثروات السمكية والعمل كُـلّ ما بقدرتهم لإهلاك الحرث والنسل في أواسط هذا الشعب المظلوم، السيد القائد يحفظه الله مدرك تماماً للوعود الإلهية الذي قال الله فيها (وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ ٱللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) ولهذا ظل القائد في كُـلّ خطاباته من بعد الهُــدنة بما فيها خطاب المولد النبوي للعام 1444 وخطاب ذكرى الشهيد 1444 يحذر من مخطّطات العدوّ في بث الفرقة واستهداف الجبهات الداخلية وحذر وفضح سلام الله عليه مماطلة العدوان في تنفيذ بنود الهُــدنة وبان الطرف الوطني قد قدم كُـلّ التنازلات؛ مِن أجل الوصول لاتّفاق ولو مؤقت يكون في مصلحة المواطنين تنفرج من بعده أزمة الرواتب التي تضرر منها أكثر من 2 مليون يمني تدهورت أوضاعهم الاقتصادية وساوموهم في لقمة عيشهم وكرامتهم، وكذلك تم فضح الدور الأمريكي الواضح في عرقلة تنفيذ اتّفاق الهُــدنة وكيف جن جنونهم بعد أن اتخذت القيادة قرار منع سرقة النفط اليمني من الشركات الأجنبية بموافقة من ما يسمى حكومة الشرعية التي أباحت ارض اليمن واستباحت سيادتها وأخذ أعضاءها نصيبهم من بيع ثروات اليمن حتى بلغ فسادهم أعلى درجات الانحطاط وخرج معهد الرصد التركي ليتحدث بالأرقام عن عدد العقارات التي اشتراها اليمنيون فقط في عام 2022 في اسطنبول عدد 1058 عقارا فقط ذلك العام بما محلات تجارية وفلل وشقق وما كشفه هذا المعهد سوى اليسير وما خفي كان أعظم وكذلك تم الكشف في بعض المواقع الدولية عن أغلى رواتب السياسيين حول العالم” تصدرها رئيس المجلس الرئاسي التابع للمرتزِقة الموالي للتحالف “رشاد العليمي.، حَيثُ جاء العليمي في القائمة المتداولة على نطاق واسع في المرتبة الثانية عالميًّا وبراتب وصل إلى “مليون ومِئة وستون ألف دولار” بعد الرئيس السنغافوري الذي حَـلّ في المرتبة الأولى عالميًّا براتب “مليون وستمِئة ألف دولار. وكل هذا غيث من فيض في ظل وضع اقتصادي هو الأسوأ يعانيه اليمنيين، ثم تأتي الأبواق لتحرض ضد ما اسموه الفساد في صنعاء مستغلين حالة السخط التي أثارها العدوّ بطول امد اللاهُــدنة وبطول التحريض الداخلي لبث الفرقة والرهان عليها لضرب الجبهة الداخلية، كان هذا هو الهدف الحقيقي للهُــدنة هو اضعاف التحشيد الشعبي وبث حالة التماهي والتساهل والركون سواء بين أبناء الشعب أَو بين أبناء القوات المسلحة، حذّر السيد القائد كَثيراً من حالة الركون للعدو فهو العدوّ الغدار الذي لا أمان له ويجب أن تظل أيدينا على الزناد والمرابطة في كُـلّ الجبهات وهذا ما حصل فعلا ظل الرجال في مواقعهم بكل صبر واستبسال، ولكن بدأنا نلحظ أن هناك استهداف للوعي الشعبي بعدة حملات مغرضة ومحاولة تشويه من قدموا أزكى الدماء الطاهرة لقاداتهم وأفرادهم على حَــدّ سواء، من رفعوا اسم اليمن عاليًا وهم يرفضون المساومة على استقلال بلدهم وحقه في العيش بكرامة على كامل أراضيه وطرد القوات الأجنبية من كُـلّ شبر من الثرى الطاهر لهذا البلد الغالي الذي ارتوى من دماء أبناءه الشرفاء، تعمّد العدوّ أن ينشر حالة التذمر بين المجتمع وتحميل المسؤولية على قيادة صنعاء التي تنعدم فيها الموارد النفطية والغازية التي كانت تعتمد عليها، حَيثُ استغل حالة الهُــدنة للعمل على الجبهة الداخلية ودغدغة مشاعر الموظفين الذين بلغوا اشد درجات المعاناة وذلك بالحديث بين الفينة والأُخرى عن الوصول لقرب اتّفاق لدفع رواتب الموظفين أَو للإفراج عن الأسرى، تابع المواطنين وفودا مفاوضة تأتي وتغادر وظلت الأنظار ترتقب قرب الإعلان الحقيقي لموعد وآلية صرف رواتب الموظفين الذين صبروا 7 سنوات بلا رواتب إلا من نصف راتب يأتيهم كُـلّ ستة أشهر بعد جهود جبارة تبذلها الحكومة لتوفير الحد الأدنى من الراتب، ولا أريد أن استرسل أكثر في أعمال العدوّ المضاعفة أثناء الهُــدنة في استهداف أخلاق وقيّم المجتمع ونشر كُـلّ أنواع الفساد ومحاولة فصل الشعب عن قيادته وعن هُــوِيَّته ومحاولة تشويه الأنصار الذين وحدهم تصدوا بقوة وبتأييد الهي لهذا العدوان الغاشم ورفضوا كُـلّ أشكال المساومة على حرية الوطن، ولهذا يجب أن يكون هناك عمل ثقافي توعوي مضاعف لكشف مخطّطات العدوّ ورفع مستوى الوعي لمواجهة هذه الحرب الخفية الغير ظاهرة والعمل على بث روح الحماس والإرادَة من جديد بين أوساط المجتمع وتحفيز الشعب للاستمرار بالتصدي للعدو ومرتزِقته في كافة المجالات الاجتماعية والإعلامية والثقافية وإعادة لقطات مقاطع السيد القائد وهو يتحدث عن خطورة التماهي مع مخطّطات العدوّ في حرف الأنظار عن العدوّ الأكبر الذي يجب أن يكون هو الأولوية قبل كُـلّ شيء فالشعب اليمني عبر تاريخه معروف أنه يحتاج لتذكير دائم بكل المواقف ويحتاج تحفيز متواصل فهو الشعب المؤمن الذي آمن برسالة وربما يقع ضحية لمؤامرة وهو شعب الأنصار ومن واجب كُـلّ مثقف من منبره الإعلامي والثقافي أن يجعل هدفه الأسمى هو رفع مستوى الوعي ورفع المعنويات والتذكير بخطابات القائد والتحذير من مخطّطات العدوّ، وربما ستكشف في الأيّام القادمة مخطّطات الهُــدنة بشكل أوضح وأجلى ولن تنزع الحقوق سوى بالقوة وهَـا هي القوات الأجنبية مُستمرّة في الوصول للأراضي اليمنية بعتادها وعتدها وبلا شك سيتم عمل الضيافة الواجبة تجاههم فتاريخ اليمن معروف أنه مقبرة للغزاة برا وجوا وبحرا.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com