كيف نستفيدُ من ذكرى ولادة الزهراء؟..بقلم/ مرتضى الجرموزي

 

هي الكوكبُ الدّري وهي المشكاة والمصباح والكوثرُ الفيّاضُ تزهرُ لأهل السماء كما تزهرُ النجومُ لأهل الأرض يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، إنها سيدة نساء العالمين في الدنيا والآخرة فاطمة البتول الزهراء بضعة الرسول وفلذة كبده والسر المتدفق بالنور والهدى ربيبة الأم المؤمنة والصديقة الكبرى خديجة خير من أنجبت وولدت.

كيف لا تكون الزهراء -عليها السلام- سيدة النساء وأبوها النبي الأكرم ووالدتها العفة والطهر وزوجها الإمام الأعظم وولديها سيّدا شباب أهل الجنة وزينب الطاهرة وعقيلة بني هاشم.

إنها الزهراء يا سادة من نحتفل هذه الأيّام بذكرى ولادتها في بيت النبوة لتكون القلب النابض دفئًا لوالدها عليه صلوات ربي وسلامه وعلى آله الطاهرين.

الزهراء امرأة توفرت فيها جميع خصائص الأنبياء، امرأة لو كانت رجلاً لكان نبيّاً بمعنى النبوة، سرُّ الوحي نزلتْ في بيت عصمتها الآياتُ والسورُ على أبيها.

لم تكن الزهراء امرأة عاديّة، فقد كانت امرأة روحانيّة ملكوتية، وَإنساناً عظيمًا بتمام معنى الإنسان، وَامرأة بتمام حقيقة المرأة إنها ليست بالمرأة العاديّة، إنها موجود ملائكي ظهر في هذا العالم بصورة إنسان.

حريٌّ بالمرأة المسلمة وكل النساء أن يقتدين بالزهراء حشمة وطهارة وعفة وإيمان وصدقٌ ووفاءً ورغبة تتجسد ذكراها الخالدة عبقًا إيماناً تواكب المرأة العالمية هذه الذكرى من صميم الدين وصفاء الطهارة واقعًا يغيّر من واقع نساءنا في ظل حضارة غربية تجتاح مجتمعنا المسلم وتغزوا بيوتنا مستهدفة في المقام الأول المرأة المسلمة في قيمها في أخلاقها وفي عفتها وطهارتها.

لكننا لو تسلحنا مثلًا بالوعي والإيمَـان الصادق وجعلنا من الزهراء حصنًا لبناتنا وأُمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا ونورًا يهتدين به في حياتهن لفشلت كُـلّ محاولات الغرب عن إبعادهن عن الدين والفضيلة ولَعجزوا بكل وسائلهم وإمْكَاناتهم من اختراق هذا الحصن الزهراوي الإيماني المحمدي الكبير والقُدوة الحسنة.

نحن اليوم نحتفل باليوم العالمي للمرأة المسلمة ذكرى ولادة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء المشكاة والمصباح المنير والترجمة الحية لفضائل أهل البيت -عليهم السلام- في كُـلّ جوانبها في أقوالها وأفعالها وفي كُـلّ حركاتها وسكناتها.

إننا عندما نحيي هذه الذكرى نحييها أولًا استجابةً لتوجيهات الله: (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ) لنستلهم من الذكرى ما تفيضه علينا من بركات ولتنير لنا بضيائها الطريقَ إلى حَيثُ العزة والكرامة الأبدية ونحن نحاول استثمار هذه الذكرى ونجعلها منطلقاً للبحث في قضايانا المعاشة المهمة في حياة المرأة في مجتمعنا.

المشكلة الثقافية والعقائدية، على مستوى الحصانة العقائدية المذهبية تعتبر المرأة بالقياس مع باقي المجتمعات امرأة محافظة إلا أنها في جانب ثقافتنا عقائدياً تحتاج للمزيد من الاهتمام لكي تكون قادرة لمواجهة التحديات التي تعترضها وعلى الرغم من وفرة البرامج والمناسبات التي يتيحها فكر أهل البيت ويحث عليها اتباعه فَـإنَّ هذه المناسبات ليست وحدها كفيلة لتحصين الفرد ما لم يكن هناك إرادَة شخصية ويجعل من نفسه سبّاقًا في الخير والاقتدَاء بأعلام الدين وكرماء الفضيلة.

لنستفيد جميعاً من هذه المناسبات وتفعيل دور هذه المناسبات وجعلها ترتقي بمستوى صاحب المناسبة لنستشعر بولادة روح القيم والمبادئ من جديد في نفوسنا عند الوقوف بهذه المحطات نتزود منها العلم والبصيرة والجهاد والتضحية والاستبسال في سبيل الله ونصرة المستضعفين في كوكب الأرض دون تمييز بين مجتمع وآخر ما لم تتعارض أفكاره مع أفكار وتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الكفيل بإسقاط كُـلّ نوايا الخبث الغربي والذي يسعى من خلاله لتدمير اللبنة الأولى في المجتمع المسلم المحافظ والملتزم والمتمثل بالمرأة المسلمة المؤمنة الصابرة المجاهدة بمواقفها وتربيتها السليمة لأبنائها جيلًا بعد جيل.

تمسك المرأة المسلمة بالزهراء كفيلٌ بإسقاط المؤامرات الشيطانية الخبيثة والتي تهدف إلى تضييع التقوى والحشمة من الوسط المسلم المُطالب اليوم أكثر منذِ قبل بالعودة الصادقة إلى الله وإلى الصالحين من عباده وإمائه حتى يتمكّن من الحفاظ على نُبل وطُهارة المجتمع، المرأة في المقدمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com