مولدُ نبي الرحمة وشعبُ الإيمَـان والحكمة..بقلم/ نوال أحمد

 

كما يعود فصل الربيع بعد مخاض الفصول لينشر خيراته وبركاته على الوجود لتهتز له أعطاف الكائنات فتتنفس الصعداء، يعود الربيع المحمدي حاملاً معه أعظم مناسبة وأجمل وأقدس ذكرى يتشرف بقدومها المسلمون عُمُـومًا.

إنها ذكرى ميلاد سيد البشرية رسول الله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ-، الذكرى العطرة التي بها تحيا أُمَّـة الإسلام وتذكي في روحها الأمل وتجدد صلتها بنبيها محمد رسول الله الذي عرّفها ربَّها وأنار دربها وقادها إلى رحاب الإيمَـان.

إنها ذكرى مولد الرحمة المهداة والنعمة المسداة الذي زكى الله به النفوس، وطهر به القلوب، وجعله حجّـة على الخلائق -صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين-، الذي بمولده الشريف ولدت أُمَّـة الإسلام لتقود العالم وتنشر فيه الفضيلة والخير والسلام وتحارب الكفر والظلم والطغيان، إنها الذكرى العطرة التي نحييها فتحيينا، وتحيا كُـلّ الضمائر الميتة ونوقظ بها النفوس النائمة، لكي تتحَرّك الشعوب الجامدة وَلتنهض من غفلتها وتنتظم من جديد في صف الإيمَـان والرسالة والجهاد والسير على نهج الرسول لتنصره وتنصر دينه الإسلامي الأصيل، ولكي ترفع راية الحق وتقف بكل إيمَـان وثبات ضد أعداء الله ورسوله وأعداء الدين والإنسانية..

في يوم مولده المبارك والشريف خرج اليمانيون بكل طوائفهم ومن كُـلّ الفئات، خرج الشعب اليمني بأكمله كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً كهولاً وشباباً جرحى ومقعدين، الجميع حضر إلى ساحات الرسول الأعظم وتوافدوا إليها أفراداً وجماعاتٍ، اجتمعوا ببهجةٍ وسرور متباركين مستبشرين وقلوبهم تنبض حباً وشوقاً وفرحاً بقدوم سيد الكائنات، واحتشدوا بالملايين من كُـلّ المحافظات وأحيوا ذكرى النبي الأكرم في جميع الساحات، وفي حضرة رسول الله رسول الهداية ونبي الرحمة خشعت الأصوات فلا تسمع إلا ذكر محمد رسول الله يتردّد في الأرجاء مديحاً نبوياً ونغماً محمدياً وذكراً مرتلًا بأعذب الآيات.

هنا الجميع يهيم حُباً برسول الله، فأنشدوه طرباً ذكراً وَشعراً وكلمات نبوية يفوح شذاها عطراً وصلوات.

في حضرة النبي المصطفى حَـلّ الفرح والسرور وابتهجت الأرواح وسعدت القلوب وطابت النفوس فعلت الفرحة وجوه المشاركين وارتسمت البسمة على محيا الحاضرين، بحُبهم وعشقهم لرسول الله ردّدوا كلمات الوفاء، وجددوا لنبيهم العهد والولاء، وجميعهم يهتفون: (لبيك يا رسول الله) اتباعاً واهتداء، وتأسيًا واقتدَاء، في مشهدٍ يمانيٍ عظيم يعتز ويفتخر به الأصدقاء ويغتاظ من عظمته كُـلّ الأعداء..

فمولد رسول الله كان ولا يزال هو ميلاد الفتح، ومبعثه هو نور رب العالمين الذي هدى الله به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، ففتح الله به أعينًا عمياء، وَآذانًا صماء، وقلوبًا غلفا، ميلاد رسول الله وَنبي هذه الأُمَّــة وقائدها هو من كثر الله به القلة، وأعز به بعد الذلة، إنه رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-، الذي بتوليه واتباعه والتمسك به تُعز الأُمَّــة وتعلو رايتها راية الحق، هو رسول الله الأعظم والنبي الأكرم الذي بنهجه وبحركته الإيمَـانية الجهادية في كُـلّ الميادين تغلِب وتنتصر هذه الأُمَّــة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com