مولدُ النور.. الرحمة للعالمين..بقلم/ أشرف النصيري

 

قال الله تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، إذ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أنفسهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).

كيف لا نعظم مولد الرسول محمد -صلوات ربي عليه وآله- وهي من أعظم الشعائر لله، كيف لا نحتفل بمولد الرسول -صلوات ربي عليه وآله- وهو من قال: “والله لو سلك الناس شِعباً وسلك الأنصار شِعباً لسلكت شِعب الأنصار”.

عندما نتكلم عن رسول الله محمد -صلوات ربي عليه وآله- فنحن نتكلم عن خير البشر الذي قال الله عنه: “ورفعنا لك ذكرك”، فذكرى مولد محمد رسول الله والاحتفال به من المقربات والسنن الفضيلة في شد الناس إلى عظمة هذا الإنسان العظيم الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، عندما نتكلم عن الرسول محمد ونحتفل به ونقدس مكانته بقلوبنا وسلوكنا وحركتنا فهذا ردٌّ لمعروف من جعله الله رحمة للعالمين وأخرجنا من الظالمات إلى النور فقد قدسه واحتفل به الأنبياء والرسل من قبلنا وبشروا به وبعظمته وعظمة خُلقه وفضل مكانته بين البشرية.

رسول الله محمد -صلوات ربي عليه وآله- لم يكن رسولاً للإنس فقط وإنما جعله الله للإنس والجن وجعل الله نفراً من الجن يستمعون له وينذرون قومهم بعظمة ما سمعوه من ترتيلٍ للقرآن بلسان محمد -صلوات ربي عليه وعلى آله- وأبلغوا قومهم عن عظمة الدين والرسول محمد الذي جاء يخرج الإنس والجن من الظلمات إلى النور، نحن عندما نحتفل برسول الله هو أن نُحصن أنفسنا من همزات الشياطين من الإنس والجن والمنافقين والطغاة والظالمين، فالحصن المنيع للبشرية هو الاقتدَاء والاهتداء برسول البشرية محمد -صلوات ربي عليه وآله- والعمل بمنهجه وأثره وسنته وسيرته وحركته القرآنية التي أخرجت الناس من الظلمات إلى النور.

نحن عندما نتكلم عن رسول الله محمد -صلوات ربي عليه وآله- كمجاهدين فنحن نتكلم عن قائدنا وقدوتنا ومعلمنا ومنهج دربنا فهو أعظم قائد عرفته البشرية ونحن نسير على نهج حركته الجهادية والعسكرية والتربوية الذي بها نعلوا وننتصر ونرتقي في عليين في الدنيا والآخرة، نور البشرية وحبيب الله لنا علاقة عظيمة منذ الأزل منذ بداية بعثة رسول الله للرسالة والنبوة.

لماذا نحتفل؟

نحتفي ونحتفل بالرحمة المهداة الذي أمرنا الله أن نعظمه ونقدس مكانته بقلوبنا وبعملنا ونقوم بحقوقه ونطيعه قال تعالى: (لِّتُؤمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكرَةً وَأَصِيلًا) والتسبيح في الآية يعود إلى الله تعالى..

يجب أن تكون مناسبة المولد النبوي الشريف محطة للعودة إلى الله وبما جاء به رسوله محمد وما مثلهُ من قيمٍ وأخلاق، والحملات المعادية للاحتفال بمولد النور قديماً وحديثاً تهدف لأن ينفصل المجتمع الإسلامي عن الارتباط بأعظم شخصية في الكون والبشرية نبينا محمد -صلى الله عليه وآله-.

يريدون أن يجعلونا نُعظم شخصيات قد تكون سياسية أَو فنية أَو رياضية أَو شخيصة قومية أَو ثورية… إلخ، وهذا ما هو حاصل للأسف في معظم المجتمعات الإسلامية التي تنسلخ عن دينها وهُــوِيَّتها..

أما المجتمع اليمني فما زال مرتبطاً ارتباطاً قوياً بالله ورسول الهداية والسلام والمحبة والتكافل والعدالة والأخلاق العظيمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com