دولُ العدوان تحاولُ جسّ النبض..بقلم/ أحمد العماد

 

كانوا يظنون أن الهُــدنة ستكون بمثابة التخدير الذي يميت الأعصاب، فهم لم يريدوها حفاظاً على دماء الأبرياء، أَو رحمة بشعب اليمن الذي أذاقوه مرارة العدوان والحصار، لا بل أرادوها حفاظاً على مصالحهم الاقتصادية المتمثلة في النفط الخليجي، وتخفيفاً للضغط الذي يشهدونه جرّاء الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً –وهو الأهم- إضعافاً لمعنويات الجيش اليمني الذي كبدهم الخسائر الكبيرة خلال تصديه لعدوانهم على بلاده، ولكن.. لسوء حظ دول العدوان فقد (انقلب السحر على الساحر) وقد حوّل اليمنيون الهُــدنة من مخدر لإضعاف المعنويات إلى محفزٍ لرفع المعنويات، وتطوير القدرات، وإعداد القوة الكفيلة بردع العدوان وإنهاء الحصار وحماية الثروات والمقدرات!

وقد لاحظت دول العدوان ذلك ولكن في وقتٍ متأخر، الأمر الذي جعلها في حيرة وذهول لا تدري هل تقبل باستمرار الهُــدنة -وهو الأرجح- ومعنى ذلك القبول باستمرار اليمن في الإعداد وامتلاك كُـلّ مقومات القوة العسكرية والمدنية، أَو العرقلة لشروط الهُــدنة وعدم القبول بتنفيذ مطالب الشعب اليمني وذلك يعني العودة إلى مستنقع الحرب الذي لن يكون مصيرهم فيه إلا الغرق وذلك ما لا شك فيه!

واليوم وعلى الرغم من انتهاء وقت الهُــدنة إلا أن ذلك لا يعني أن دول العدوان بقيادة أمريكا قد اتخذت خيار مواصلة الحرب.

وعدم الموافقة على مطالب صنعاء ليس إلا مُجَـرّد محاولة لجس النبض لدى حكومة صنعاء، والتأكّـد ما إذَا كان بالإمْكَان الحصول على أية تنازلات من قبل حكومة صنعاء لتعتبر ذلك انتصاراً ولو بسيطاً يعيد لها ولو جزءًا من الهيبة التي فقدتها أمام العالم.

يأتي ذلك الجس في ظل الاطمئنان إلى أن حكومة صنعاء لن تقوم بأي عمل عسكري فور انتهاء الهُــدنة مباشرة؛ لأَنَّها تتصرف بحكمة وهي تسطيع الاستفادة من الحرب النفسية لفرض خياراتها دون أن تطلق صاروخاً واحداً، وقد استطاعت منذ الساعة الأولى لانتهاء الهُــدنة أن تهدّد شركات الملاحة بتحذيرها إياها من التحَرّك إلى الشركات النفطية التابعة لدول العدوان، وقد تلقت بعض الناقلات -مثل الناقلة اليونانية- ذلك التحذير بجدية وأخذت ذلك التهديد على محمل الجد، واستطاعت حكومة صنعاء أن تؤثر على الشركات التي تقوم بنهب ثروات اليمن.

وحتى إن توقفت الشركات عن النهب فلن تتوقف صنعاء عن توسيع رقعة تهديداتها وُصُـولاً إلى إصدار بيان لكل القوى الخارجية لمغادرة كُـلّ شبر من أرض اليمن.

وصنعاء جادّة وقادرة على تنفيذ تهديداتها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com