فعاليةٌ كبرى للمؤسّسة العامة للتأمينات الاجتماعية احتفاءً بذكرى المولد النبوي

مفتي اليمن: الاحتفال بهذه المناسبة معناه الاحتفال بكل القيم والأخلاق والمبادئ والمُثُلِ العليا التي جاء بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم

الكحلاني: تأسيس هذه المؤسّسة لم يكن إلا قطرة من بحر الهدى المحمدي

 

المسيرة- محمد الكامل

أحيت المؤسّسة العامة للتأمينات الاجتماعية، يوم أمس، فعالية موسعة بمناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبه أزكى الصلاة والتسليم، وبحضورٍ كبير رجالاً ونساءً ملأ ساحة المؤسّسة التي تحولت إلى يومٍ محمديٍ بامتيَاز.

وقبل بدء فقرات الاحتفال كانت الساحة تصدح بالأناشيد الإسلامية عن رسول الله محمد –صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله- وبعبارات التسليم والمديح له، ثم افتتحت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم، وبعدها السلام الجمهوري.

ورحب رئيس المؤسّسة شرف الكحلاني في افتتاحية الاحتفال بجميع الحاضرين، وقال: إن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة يتجدد كُـلّ عام؛ بهَدفِ إحياء المناسبة في القلوب، داعياً إلى ضرورة أن نستسقي الهدى ممن قال الله فيه (سراجاً منيراً).

وقال خلال الكلمة الترحيبية: “ما أعظمه من شرف أن أكون أنا وزملائي بين كوكبة من ضيوف الرسول الكريم داخل مؤسّستنا التي هي بدورها لا تخلو من الحضور المحمدي ذكراً وواقعاً وانتهاجاً؛ لأَنَّ تأسيس لبنتها الأولى لم يكن إلا قطرة من بحر الهدى المحمدي، والذي نرتشف منه قوله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول)، وهذه هي مسؤوليتنا أمام الله والأيتام والأرامل الذين تركهم العائلون من أولياء أمورهم بعد سنوات من العمل والكد.

موضحًا أن الكلام يطول والمناسبة الجامعة لا يكفيها الوصف عنها وعن دروسها، غير أننا في هذا المقام السامي في حضرة المصطفى نحاول قدر الإمْكَان أن نستلهم منها التقى وأن نستقي الهدى من منبعه الأصيل القويم.

وأشَارَ إلى أننا أمام هذا الابتهاج العظيم وبهذه المناسبة العظيمة أوصل شعبنا اليمني رسالته إلى العالم أن يمن الإيمَـان والحكمة سيظل متمسكاً بالله ورسوله وولائه لله ولرسوله، مردّدين لبيك يا رسول الله، فيما انسلخ العالم عن ذلك موالين لليهود وأعداء الله ورسوله، مؤكّـداً أن شعبنا اليمني يخوض مرحلة جديدة في مواجهة الأعداء وسننتصر فيها.

من جانبه دعا مفتي الجمهورية اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أهميّة تعظيم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حق التعظيم بالإخلاص والنية والعمل الصالح والاستقامة على منهجه.

وأوضح إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة له أصل في كتاب الله: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” فهي رحمة ونعمة من الله والنعمة أحق أن نحتفل بها ونفرح بها.

وأشَارَ إلى أن الحديث عن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- هو حديث عن نعمة الله التي تستوجب الشكر.. وقال: “لا ينبغي أن نعير بالاً لمن يزعمون أن الاحتفال بهذه المناسبة بدعة، في حين أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم: (فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ) والتعزير هو التعظيم والإجلال والتقدير، وهذا ما يفعله الشعب اليمني اليوم”.

وَأَضَـافَ ما من شك أن اجتماع الناس في هذه المناسبة لهو عين الخير والبر؛ لأَنَّهم يعظمون النبي، وهذا التعظيم سينعكس إيجاباً في نفوسنا ونفوس أبنائنا”.

وأوضح مفتي الديار اليمنية أن تعظيم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- معناه تكريس المحبة والمودة والتعظيم له، الذي هو أحق بالتعظيم من غيره من الناس.

ولفت إلى أن البدعة تكون في الحكم بغير ما أنزل الله، وتحليل ما حرم، مثل السماح بشرب الخمر والتبرج والاختلاط كما يفعل النظام السعوديّ حَـاليًّا، وكذا ما يتم الترويج له تحت مسمى الإبراهيمية.

وذكر العلامة شرف الدين أن النبي بنى دولة وأمَّة عظيمة والجميع يعرف كيف كانت الأُمَّــة قبل بعثة النبي وكيف أصبحت من بعده معززة مكرمة، ولها مكانة ووجود بعد أن كانت مُجَـرّد تابعة لغيرها.

وأكّـد على أهميّة استحضار رسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- في كُـلّ الأفعال والأقوال وخُصُوصاً عندما يتولى الإنسان وظيفة ما عليا أَو دنيا، ويكون مسؤولاً عن الناس.. لافتاً إلى أهميّة بذل الجهود لتخفيف معاناة الناس وتوفير ما يمكن توفيره لقضاء حوائجهم من خلال التكافل والتعاون والتعاضد وإدخَال السرور إلى نفوس الفقراء والتخفيف من آلامهم.

وأشَارَ إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة معناه الاحتفال بكل القيم والأخلاق والمبادئ والمثل العليا التي جاء بها النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-.

وعبر مفتي الديار اليمنية عن التهاني والتبريكات لقائد الثورة والمجلس السياسي الأعلى والأمَّة الإسلامية جمعاء بهذه المناسبة العظيمة، داعياً إلى المزيد من إظهار السرور والفرح بذكرى المولد النبوي والحرص على المشاركة في الفعالية الكبرى في الثاني عشر من ربيع الأول للتعبير الصادق عن الولاء والتعظيم لله ورسوله.

بدوره، قال الأُستاذ حسن الصعدي: “إن الحديث عن رسول الله -عليه وآله أفضل الصلاة والسلام-، هو حديث عن أمرٍ عظيم، وعن رسالة الله التي أراد بها إنقاذ البشرية جمعاء من العذاب، وهذا ما يجب أن يعيه الجميع”.

وأشَارَ خلال كلمة له ألقاها في الفعالية إلى أن “البعض يعتقد أن الرسول -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ- أتى فقط ليعلمنا الدين، وكأنه لا علاقة له بالحياة، وهذا مفهوم خاطئ وقاصر، فالنبي محمد يعتبر الرسول الخاتم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، ولذلك فرسالته وافية وكاملة وشاملة لكل أمور الدنيا والدين”.

وأكّـد أن الاحتفال بذكرى مولد المصطفى هو استحضار لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في زماننا وواقعنا وسلوكنا ونفسياتنا وعلاقاتنا بالناس، ويقتضي أَيْـضاً أن نطبق منهج رسول الله في أعمالنا، وإلا فلا حاجة للاحتفال بذكرى مولده، مشدّدًا على أهميّة تتويج هذه الاحتفالات بالحضور الواسع والمشرف في الفعالية الكبرى بميدان السبعين في الثاني عشر من ربيع الأول.

وتخلل الفعالية فقرات إنشادية ورقصات من “البرع” الشعبي، ومسرحية تناولت عظمة هذه المناسبة وأهميّة إحيائها والاهتمام بها.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com