المولدُ النبوي.. تجديد عهد وتجسيد قيم!..بقلم/  فاطمة محمد المهدي

 

{قُلْ بِفَضْلِ الله وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

للعام الثامن لقيام ثورة الحق والنور، ثورة 21 سبتمبر، تحتفل بقاع اليمن الحرة بذكرى مولد المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد -صلوات الله وسلامه عليه وآله الأطهار.

تتزين وتتوهج أرضها وسماؤها بالأخضر النقي تعبيراً عن الابتهاج والفرح..

بعد أن كان الاحتفال بهذه المناسبة الشريفة في العقود السابقة، يعدُّ (بدعة) حسب توجيهات وفتاوى السلطة ومشايخها المتصهينين.

حتى إن عدة دول عربية وإسلامية صارت تقلد بلادنا وبنفس الطريقة في الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف.. في حين لم تكن تفعل ذلك من قبل.

ولكن احتفاء شعبنا بهذه الذكرى ليس مُجَـرّد احتفاء عادي.. يقتصر على تعليق الزينات والأضواء وتبادل التهنئات.

احتفاء شعبنا به -صلى الله عليه وآله وسلم-، هو تجديد للبيعة.. وهو استنهاض للهمم، والقيم الإسلامية الإيمَـانية والجهادية والسلوكية والأخلاقية الشريفة، التي تجسدت في نبينا -صلى الله عليه وآله وسلم-.. فكان كما قيل عنه (قرآناً يمشي على الأرض).. أي أنه والقرآن كانا متلازمين..

وهذه المسيرة القرآنية المباركة تمثل الامتداد الحي لرسول الله والقرآن في تلازمهما، بحيث لا ينفصم أحدهما عن الآخر..؛ لأَنَّها مسيرة منطلقها الله ورسوله، وعترته.. وغايتها الله ورسوله وأمته.. والإنسانية جمعاء.

مسيرة إسلام وإيمَـان وسلام وخير وعزة وكرامة وحرية وارتقاء بالإنسانية.. ومسيرة جهاد في سبيل الله والمؤمنين والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان، الذين يعانون ويبكون ويئنون تحت وطأة حكومات ومناهج شيطانية ظالمة وطاغية وباغية.. تنتهك الحقوق والحريات الإنسانية تحت ذرائع ومسميات مزيفة ينفيها الواقع.. منطلقها الطاغوت الشيطاني.. وغايتها أَيْـضاً.

وتدفع الشعوب بواسطة تهجينها بثقافات ومنهجيات وفتاوى وتشريعات مغلفة بالدين السياسي الملتوي، إلى الانحدار والانحلال والامتهان والهوان.. وتسخره للشهوات والرغبات والملذات المادية والدنيوية والحسية البحتة.. بما يخدم مصالح وأهداف الطاغوت العالمي، الذي قلبه إسرائيل ورأسه أمريكا وبقية أجزائه وأعضائه حلفاؤهم.

ويا للأسى والأسف والعار أن يكون خدامه وسدنته ومموليه هم من المحسوبين على الأُمَّــة وعلى الإسلام كالسعوديّة والإمارات ومن في سربهما.

ولكننا اليمنيون الأنصار الأحرار الذين آمنا وسلمنا ولبينا وهتفنا (لبيك يا رسول الله) منذ مئات السنين، ونحن ما زلنا في أصلاب آبائنا وأرحام أُمهاتنا.. بعد غفلة انتبهنا منها، بفضل الله ومنته علينا، على صوت ونداء المسيرة القرآنية، سنهتف اليوم وغداً وبعد غدٍ وحتى ينتصر دين الله: (لبيك يا رسول الله).. تلبية قول وسلوك وخلق وعمل.. لا شعارات جوفاء خاوية كدين أُولئك الخونة لله ورسوله ودينه، الذين اشتروا الضلالة بالهدى والدنيا بالآخرة، وأذنابهم من المنافقين والمرتزِقة، الذين تؤذيهم وتقض مضاجعهم هذه الأضواء والأقمشة الخضراء.. كما تؤذيهم وتكسر رؤوسهم صرخة الحق المزلزلة:

الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام.. لبيك يا رسول الله.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com