ثورةُ 21 سبتمبر ودورُ المرأة..بقلم/ مرام صالح مرشد

 

لم تكُن المرأةُ اليمنية ذاتِ قوة وذات حزام رادع يردع كُـلّ متغطرس في العدوان الحاصل اليوم فحسب، بل شاركت في مواجهة كُـلّ الصعوبات والتحديات، وكانت المُلازمة للرجُل في كُـلّ أزمة، وكانت هي العون والسند مُنذ عهد رسول الله، فهي الدرع الحصين بجانب أخيها الرجُل وشاركت في صمود الشعب اليمني وكفاحه ونضاله أمام المتغطرسين على مَر العصور، وفي هذه الثورة لها دورها البارز الذي لا يقل أهميّة عن دور الرجُل، في تحقيق الانتصار والثبات، وتقديم التضحيات، والدفع برجالها إلى مختلف الساحات؛ لأَنَّها متحزمةٌ بالوعي والبصيرة، والثقة العالية بأن نصر الله قريب لا مُحالة.

كما أن الهدف من هذه الثورة هو العيش بعيدًا عن الوَصاية والتبعية، وبناء دولة قوية تأبى الرُّضوخ والاستعمار، ومن أجل العيش باستقلال عن كُـلّ مؤامرة خارجية يُحيكها العدوّ من الخارج، وينفذها العميل من الداخل، فقد جاءت هذه الثورة كشيء لازم ومهم، لتوضيح المسار الثوري الصحيح، والحفاظ عليه من كُـلّ المؤامرات الشيطانية والعدوانية، جميعنا اليوم نرى المرأة مُستمرّة بعطائها وتقديمها، ورفدها للجبهات بالمال والرجال والقوافل الغذائية والشتوية واحدةً تلو أُخرى، كما تتحمل كامل المسؤولية في غياب زوجها وأولادها وتقوم بكامل المسؤولية على أرقى مستوى، وكان ذلك من أهم الأسباب لنجاح هذه الثورة.

تُمثِّلُ المرأة أُنموذجاً راقياً في التحدي والإصرار، والثبات مع الله، فنحن نراها اليوم تستقبلُ شهيدَها بكل قوة وثبات، تستمدها من ثقافتها القرآنية، ومن وعيها بعظمة ومكانة الشهيد عند الله تعالى، وكان أحد الأسباب لهذه الثورة المباركة هو التخلص من الفساد والتحرّر من التفرقة والارتهان، وقد جاءت للتصحيح والانعتاق من الهيمنة والوصاية الخارجية، كما أحبطت مشاريع التفرقة، وحافظت على سيادة الوطن، وكفلت العيش لهذا الشعب بكل عزة وكرامة أمام كُـلّ الطغاة.

ما وقفت المرأة موقف المتفرج بل كان لها دورُها الملموس في هذه الثورة العظيمة، ونهيب بأن نتائج وثمار هذه الثورة المجيدة مَـا هِي إلا بفضل الأحرار، وبفضل دماء الشهداء؛ ولأنها نجحت وأفشلت المخطّطات التي سعى لها الأعداء، نراهم اليوم يسعون لطمسِ وإخماد هذه الثورة، ومحاربة هذا الشعب بكل قوة وتحدي، ولكن بفضل الله نحن اليوم ندوس السعوديّة ومن حالفها، ونجرعهم الويلات بكل عروضنا العسكرية، وصناعاتنا المتطورة من حينٍ إلى آخر.

أيقظت ثورة 21 سبتمبر الشعور بالمسؤولية لأحرار اليمن في كُـلّ بقعة، لتحافظ على الثوابت الوطنية، وكشف المتلبسين باسم صناع الحرية والكرامة، وهم في صف العدوّ، ولا يخفى على الجميع أن سبب إقامة هذه الثورة، وغيرها من الثورات المجيدة هي محاربة أمريكا التي أضمرت الشر لليمن، وسعت بالفساد في كُـلّ حين، نتيجة تمسك الشعب اليمني بهُــوِيَّته الإيمَـانية، وبثقافته القرآنية، فهم يريدون أن يجردونا من هذه المبادئ، وخُصُوصاً المرأة، ولكن هيهات لهم ذلك.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com