ثورةُ 21 سبتمبر.. إرادَةُ شعب..بقلم/ وسام الكبسي

 

جرت رياح التغيير في المنطقة العربية على غرار ما خطط لها من قبل الدوائر المغلقة في الغرب ساعدها في سرعة التنفيذ المال والإعلام الأعرابي وذلك لخلق شرق أوسط جديد أكثر انقياداً وعبودية للغرب المتصهين بزيادة إقلاق الأمن وتدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية وَتغذية بؤر الصراع وتوسعتها لتفتيت البيت العربي وشرذمته أكثر، وذلك بعد أن أصبح بعض العملاء من الزعماء غير مجد وأصبحت عمالتهم كلاسيكية فسعوا لإيجاد البديل ليكونوا أكثر انبطاحاً وعمالة فتصبح علاقه رومنسية وليست أقل من دور عشيقة متهورة عرضت نفسها لعاشق يجيد المكر والخداع وأعطته مالها وشرفها في آن واحد ليحلبها حتى دون أن يطعمها.

ففي معمعة الأحداث وتسارعها انقسم الشارع العربي على نفسه بين متشبث بأنظمة مترهلة في الارتهان غارقة في الظلم والفساد إلى المستوى الذي لا يُطاق أن يتحمله أي شعب، حينها خرجت جموع الثائرين ابتداء من تونس الخضراء مُرورًا بأم الدنيا مصر وليبيا والبحرين وَ…، فتم وأد حلم الشعوب وحصل الالتفاف على أهداف الثائرين وأحلامهم وتطلعاتهم، اتجه الجميع إلى البيت الأبيض يقدمون له القرابين والتنازلات طمعاً في كسب ود شياطين نيويورك ولندن وتحقّق لهم ما كانوا يصبون إليه وزيادة، فتم صياغة أنظمة وفق الشروط والمواصفات التي تريدها إسرائيل (التنازل على القضية الفلسطينية علناً وأمام شعوبهم بكل الوسائل يرافقه تطبيع علني لإسرائيل وتصويرها لشعوبهم على أنها حمامة سلام ضاربين بالآيات القرآنية عرض الحائط إن صحت العبارة، ومع هذا محاربة كُـلّ من يواجه إسرائيل ومشروعها الخبيث في الوطن العربي بالذات كمَـا هو حاصل الآن في العدوان على الشعب اليمني منذ ثمانية أعوام حينها حقّق الغرب هدفين أولهما تعزيز الأمن للكيان الغاصب وجرّ الصراع إلى داخل البيت العربي نفسه، وثانيهما تفهيم الشعوب العربية أن كلمة الفصل ليست بأيديهم كشعوب وخلق حالة من اليأس لدى الشارع العربي مما ساعدهم على تمرير خطط منها نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وعملية التطبيع الجارية، وكلما جرى ويجري هو هاجس الخوف الآتي من اليمن وشعبها المؤمن العظيم وقيادته القرآنية الحكيمة ومشروعه العالمي بعالمية الذكر الحكيم; إذ أن الأمريكان وبعران الخليج عملوا جاهدين وبكل ما أوتوا من قوة على تجيير الشارع اليمني الثائر لصالح مخطّطهم الشيطاني، حَيثُ أوحوا إلى عملائهم أن اركبوا على موج الشارع الثائر، وقسموا السلطة العميلة إلى شقين شق معارض وشق حاكم وصوروا للعالم بأن ما يجري في اليمن ليس أكثر من خلاف سياسي بين تيارين طالما تحاصصا الحكومة وتقاسما الثروات والمصالح، والهدف هو سد الباب على مكونات ثورية ولدت من معاناة الشعب لها طابعها الفريد من حَيثُ التنظيم والتخطيط والأهداف كثقافة وفكر وقضية لم تأت من مدرسة الغرب الاستعماري ولا من مدرسة الشرق المغلوب على أمره بل مدرسة قرآنية عربية لا تتغير ولا تتبدل، حينها حاولت رياح التغيير عبثاً أن يثبتوا معادلة المحاصصة وإيجاد حلول ترقيعية ليست ذات جدوى، فصنعوا مطبات على طريق الثائرين بتحريك خلايا أمريكا الاستخباراتية من التكفيريين في دماج وكتاف وعاهم وعمران وغيرها، محاولين فصل القاعدة الشعبيّة الثائرة عن القيادة ومشروعها العظيم فكانوا كمثل من يحجب شعاع الشمس بغربال رث، فجمعوا جمعهم واستهدفوا الثوار في عمران وصنعاء كجزء من مخطّط إجرامي بشع عملوا على تنفيذه كحرق لساحات الاعتصام بالنار والزيت ترافق مع ذلك بدء العمل على تسليم معسكرات وإمْكَانات الدولة لعناصر القاعدة والهدف ذبح الشعب من الجنوب إلى الشمال بعد أن فشلوا في تجويعهم برفع الجرعة لإشغالهم بلقمة العيش عن مطالبهم، فكان وعد الله لعباده الأنصار بالغلبة على كُـلّ مكائد الأمريكان وبعران الخليج بعمل سهل وبسيط جِـدًّا وهو تنفيذ توجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بنقل الاعتصام إلى مداخل العاصمة صنعاء وتخصيص كُـلّ مدخل باستقبال جموع الأحرار من كُـلّ محافظات وعزل اليمن وتنفيذ خطوات حكيمة وَضاغطة في نفس الوقت مكّنت الثوار الأحرار من تنفيذ تلك الخطط بسلاسة مذهلة حتى دون أن يشعروا بتلك النقلات.

لم يكن يدرك أعداء الثورة فداحة الخسارة التي سيجنوّنها من وراء خططهم الماكرة والقاتلة في نفس الوقت لشعب بأكمله، حَيثُ زين لهم أباليس السفارات وتمويلات البترو دولار حسن أعمالهم وسرعان ما انقلب السحر على الساحر وحدث ما لم يكن في الحسبان بتاتاً، وكان هذا الحدث الذي هز العالم وأذهل قادته ومفكريه وقلب الموازين الإقليمية وأربك المشهد السياسي برمته وهرب من في السفارات بعد فرار أدواتهم في الفرقة الأولى مدرع وعناصر الاستخبارات الأمريكية القاعدة ومشتقاتها الذين كانوا يُعدون بعشرات الآلاف وَعلى كُـلّ شبر داخل العاصمة فأرادوا أن يذبحوا الأرض والإنسان وأراد الشعب حياة كريمة للجميع دون استثناء فقضت إرادَة الله سبحانه وتعالى مع إرادَة الشعب، وكما عبر بذلك قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي-يحفظه الله تعالى- بقوله إذَا أرادَت الشعوب كانت إرادَة الله معها: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ)، فكان هول الخوف في قلوبهم لا يُطاق وحجم الانتصار للثوار لا يوصف في قلوب الأحرار في ربوع اليمن المجيد خَاصَّة حين سمع الجميع أن من أهم مرتكزات الثورة هو الدفاع على المقدسات الإسلامية وفي مقدمة ذلك القضية المركزية للأُمَّـة الإسلامية فلسطين والقدس الشريف كمبدأ ديني وأخلاقي وإنساني في الوقت الذي تخلى الجميع عنها وباعها مقابل كسب ود من لن يرضوا عنهم حتى لو أعلنوا اعتناقهم للصهيونية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com