تحذيراتٌ من المراوغة واللعب بالنار.. صنعاء في موقع قوة

مطالبُ الشعب بوقف العدوان ورفع الحصار وصرف الرواتب لا تراجعَ عنها

المسيرة – محمد الكامل

تواصلُ قوى تحالُفِ العدوان الأمريكي السعوديّ التنصل في تنفيذ أية معاهدات يتم الاتّفاق عليها أَو الالتزام بما تم إعلانه من هُــدنة وفشل تنفيذ بنودها رغم تمديديها لأكثر من مرة بعد مفاوضات طويلة شهدت أكثر من جولة تحت رعاية الأمم المتحدة.

وفي مضمون ذلك، حذرت صنعاء على لسان رئيس الوفد الوطني المفاوض محمد عبد السلام من تنصل العدوّ عن أية اتّفاقات تم التوصل إليها وإعلان هُــدنة، مشدّدًا على أهميّة الالتزام بالهُــدنة وتنفيذ شروطها بإيقاف العدوان الأمريكي السعوديّ ورفع الحصار وفتح الموانئ والمطارات ودفع الرواتب وغيرها من البنود التي تم الاتّفاق عليها إذَا ما أراد العدوّ السلام واستمرار هذه الهُــدنة.

ويرى عدد من الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين أن تصريحات رئيس الوفد الوطني بمثابة تحذير ورسالة قوية وواضحة لقوى العدوان أنه لن تستمر الهُــدنة إلَّا بالاستيفاء. وتنفيذ الشروط، مشيرين إلى أنها تصريحات تشدّد على ضرورة تنفيذ شروط وبنود الهُــدنة بما يضمن استمرارها، حَيثُ، أن تمسك دول تحالف العدوان بالحصار جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تتنافى تماماً مع ضرورات السلام.

 

العدوّ أمام خيارين

ويؤكّـد الخبير العسكري رشاد الوتيري أن تصريحات عبد السلام حول الهُــدنة وشروط استمرار الهُــدنة لا بد من أن تنفذ بحذافيرها حسب ما تم الاتّفاق عليه وذلك أمرٌ حتمي لاستمرارها، بعد ثماني سنوات من العدوان المتواصل على الشعب اليمني، وهو العدوان الذي حرم أبناء الشعب اليمني وخَاصَّة الموظفين من الرواتب، ممثلي روح الصمود بتحملهم الأذى والبلاء من جارة السوء وما يرتكبه تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ على اليمن.

ويضيف في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”: “وبالتالي اليوم أصبحت هناك ضرورة حتمية لإيقاف هذا العدوان والدخول في مصالحة وقبلها الدخول في مفاوضات جدية ومعاهدة مع الشعب اليمني وخَاصَّةً بعد أن استشعر الجميع خطرَ هذا العدوان وما يراد باليمن من خلاله لتقسيم اليمن وتفتيت اللُّحمة الوطنية ونشر المناطقية والمذهبية والطائفية”.

ويشير إلى أن الكثير من أبناء الشعب اليمني يعلقون الآمال على هذه الهُــدنة التي انطلق أحرارنا المفاوضون ضمن هذه العملية السياسية، ونحن أَيْـضاً ندعمهم ونشد على أيديهم بمواصلة الجهود لكي يتم إخضاع هذا العدوّ الذي لا يحترم قراراته ولا يحترم اتّفاقاته، فهو متنصل لكل ما تم الاتّفاق عليه من خلال استمراره في عملية القرصنة واستمرار الحصار واستمرار الخروقات التي تنفذ هنا وهناك.

ويحذر الوتيري العدوان بأنه يلعب بالنار بمراوغته عما تم الاتّفاق عليه بشروط الهُــدنة بدءاً من اتّفاق ستوكهولم في محافظة الحديدة، وما تلاه من اتّفاقياتٍ أُخرى وُصُـولاً إلى ملف الأسرى وغيرها من اتّفاقات يتهرب العدوّ من تنفيذها باستمرار، مؤكّـداً أن تصريحات رئيس الوفد الوطني هي رسالة قوية تحمل هَمَّ كُـلّ الشعب اليمني ولا بد من أن يعرف القاصي والداني أن القوات المسلحة اليمنية كانت لها رسالة واضحة من خلال العروض عسكرية ومن خلال التصنيع الحربي ما شهدناه التي أتت سابقة لهذه التصريحات المؤكّـدة أنه إذَا لم يستجب العدوّ ولم ينفع معه لغة السلام فستنفع معه لغة الحرب، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.

ويضيف: “وكما هو معروف فالشعب اليمني يرفض الانكسار وأن اليمن مقبرة للغزاة، فهذه التربة الطاهرة التي دافع عنها أحرار اليمن اليوم بكل ما أوتوا من قوة رجال أظهروا مدى شجاعتهم وحرصهم على الوطنية وتآزرهم والتفافهم حول السيد القائد العلَم عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- ومؤازرتهم للجيش واللجان الشعبيّة وما يقدمونه اليوم من تضحيات مدافع عن الأرض والعرض ويصون كُـلّ مقدرات الوطن، مُشيراً إلى أن كلام عبد السلام هو تحذيرٌ للعدو برسالة واضحة أنه لن تستمرَّ الهُــدنةُ إلا باستيفاء كافة الشروط، كما أن هذه الرسالة هي رسالة قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، ورسالة رئيس المجلس السياسي الأعلى بصنعاء المشير الركن مهدي المشاط وكذلك كافة رسائل الشعب اليمني الحر لهذا العدوان الغاشم إذَا ما أصر على المماطلةِ، خَاصَّة ونحن في المرحلة الثالثة من تنفيذ بنود الهُــدنة فَـإنَّ الردَّ جاهزٌ والقيادة العسكرية على أهبة الاستعداد وأن الخيار العسكري هو الخيار النافذ والباقي لهذا العدوّ المتغطرس الذي لا يفهم إلَّا لغة الحرب ولغة قواتنا العسكرية التي ستمرغ أنفه في التراب أكثر مما مضى ولن يكون أمامه إلا البكاء والصراخ والشجب والاستنجاد بالآخرين وبالعالم لينقذه من مستنقع اليمن.

 

مواصلة معركة التحرّر

وعلى صعيدٍ متصل، يشير الكاتب والباحث السياسي أنيس الأصبحي إلى أن الهُــدنةَ السارية منذ شهر نيسان/ أبريل الماضي والتي تنتهي مطلع أُكتوبر/ تشرين الأول المقبل رغم الخروقات وعدم جدية تحالف العدوان والمبعوث الأممي بتطبيق بنود الهُــدنة المتفق عليها أممياً فَـإنَّ التطبيقَ الصحيح لبنود الاتّفاق ورفع الحصار وإيقاف العدوان ودفع رواتب الموظفين أمرٍ ضروريٍّ لاستمرار” الهُــدنة.

ويضيف الأصبحي في تصريحٍ خاص لصحيفة المسيرة، أن رفع الحصار الكامل على الموانئ البحرية والجوية وخروج المحتلّ دون قيد أَو شرط وبدء الحوار السياسي لا بد منه، منوِّهًا إلى أنه من الضروري أن يرافق أية هُــدنة تحسين ملموس للوضع الاقتصادي والإنساني للشعب اليمني بما في ذلك صرف مرتبات كافة موظفي الدولة ومعاشات المتقاعدين، مؤكّـداً أن الحصار الجوي والبحري السعوديّ على اليمن كان سبباً رئيسياً وراء هلاك عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين؛ بسَببِ الحرب وانتشار الأوبئة والمجاعة في أسوأ أزمة إنسانية شهدها العالم.

ويزيد بالقول: إن مطالب الشعب اليمني المتمثلة في وقف العدوان ورفع الحصار عن اليمن ابتداءً بالفتح الكلي والفوري لمطار صنعاء الدولي، وميناء الحديدة، وصرف مرتبات كافة الموظفين من إيرادات النفط والغاز مطالب محقة وعادلة، ولا تنطوي على أي تعجيز أَو تستدعي تنازلاً من الطرف الآخر.

ويوضح أن عدم جدية تحالف العدوان بتوحيد الإيرادات في اليمن وصرف المرتبات، ورفضهم لهذا الأمر ونهبهم لتلك الإيرادات من النفط، ووضعها تحت تصرف حساب خاص ومقفل يتحكمون به هم لن يخلق أجواءً داعمةً للسلام وأن تلك المماطلة لا تسهم بشكلٍ ملموس في تخفيف معاناة المواطنين جراء العدوان والحصار ونهب ثرواته.

ويؤكّـد أن طريق السلام معروف وهو وقف العدوان وفك الحصار وإخراج القوات الأجنبية ثم الحديث عن الحوار السياسي الذي يأتي في أجواءٍ مناسبة وليس بالقفز عن وقف العدوان والحصار وإنهاء الاحتلال بإعادة تدوير المرتزِقة، لافتاً إلى أن إجراءاتِ العدوان لا شرعية لها وصادرة عن جهة غير شرعية ولا تملك أية صلاحية دستورية ولا قانونية ولا شعبيّة بنهب ثرواته، وأن مسؤولية شعبنا الغيور مواصلة معركة التحرّر الوطني، و-بإذن الله- سيصل إلى مبتغاه وستسقط أمام صموده وتضحياته كُـلُّ المؤامرات، كما أن تمسك دول تحالف العدوان بالحصار جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تتنافى تماماً مع ضرورات السلام”.

ويواصل حديثه: “إن أية مبادرة أَو صيغة لا تقر بأن اليمن كان ضحية العدوان والحصار منذ أكثر من سبع سنوات ولا تميز بين القضايا الإنسانية والتوصل إلى اتّفاقٍ سياسي أَو عسكري، لا تحمل جديدًا بالنسبة لنا فَـإنَّ الخيار العسكري هو الأنسب”.

ويرى أنه إذَا كان المبعوثُ الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، مهتم بالسلام فيجب عليه التشديد على أهميّة انخراط تحالف العدوان بقيادة أمريكا في إجراءات داعمة لبناء الثقة ومقتضيات السلام”.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com