مجزرة طُلاب ضحيان الطامة الكُبرى..بقلم/ خديجة المرّي

 

مأساة كبيرة جِـدًّا، سُفكت الدماء الطاهرة بلا ذنب ولا حق، ولكنها لن تذهب هدراً، وسَينتقم الله منهم لقوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ}.

أكثر من 70 من الأطفال في عمر الزهور، ذهبوا إلى الزيارة والنزهة، ولكن أبى هذا العدوان الغاشم إلا أن يمزق هذه البراءة، وأن يسلبّ الابتسامة من على وجُوهِهم.

وعادت كربلاء في مجزرة ضحيان الإباء، هي جريمة شنعاء مثلها كمثل الجرائم التي قبلها فنحنُ قبل أَيَّـام كنا نعيش مجزرة تنومة البشعة بحق أجدادنا الحجاج، واليوم نعيش ونتذكر مجزرة طلاب ضحيان التي ارتكبها نفس الطاغية اليوم الذي قتل أجدادنا هو الذي قتل أطفالنا: {أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ}.

نحنُ شعب متمسك بثقافة القرآن، ومُتحصِّن بثقافة القرآن، فانزعج منا العدوان واغتاظ بشكل فضيع جِـدًّا، وبكل وحشية أقدم على استهداف براءة الأطفال، وانتزع منهم أحلام المُستقبل، العدوّ الذي نهايته ستكون على أيدي هؤلاء الأشبال، أشبال المسيرة القرآنية، لو لم يعلم هذا العدوان بأن هذا الجيل يحمل ثقافة قُرآنية لما أقدم عليه واستهدفه، ولكنه قد تجرد من المبادئ والأخلاق، ولم يعد يمتلك ذرةً من الإيمَـان والشرف.

طلاب كانت أشلاؤهُم تتناثر، كفى صمتاً يا عالم، هؤلاء أطفال ليس لديهم أسلحة تتفجر، ولكنهم أعداء ووحوش على هيئة بشر، لا يهمهم ما فعلوه من جرائم لا تغتفر، ولكن بطش الله عليهم سيكون أشد وأعظم واللّه بِذلك قد وعد، حَيثُ قال: {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ}.

وليست المجزرة الأولى التي يرتكبها هذا العدوان الغاشم في شعبنا العظيم، بل هُناك مئات وعشرات المجازر ارتكبها.

لماذا هذا الاستهداف لأطفال لا ذنب لهم؟!

لقد أراد هؤلاء الأطفال أن يتثقفوا بثقافة القرآن الكريم، ولكن المجرم الطاغي أبى إلا أن يمزق أشلاءهم، واختلطت مع بعضها البعض، والبعض منهم لا يزال إلى اليوم يُعاني من جراحه، والحزن يمزق كُـلّ قلب أم فقدت فلذة كبدها، لتشهد على جرم العدوان الغاشم الذي لا يكاد يمرّ وقت إلا ويستهدف ما فيه الخير لنا ولأجيالنا.

إنها الطامـة الكبرى، والجريمة العُظمى، التي لم يُحقّق فيها العدوان نصراً، ولكن الشعب ازداد صبراً، وسيمضي قُدماً وسَيكون الرد أقسى، وهيهات هيهات للشعب الصامد أن ينسى.

لقد أقدم العدوان في استهدافهم في مثل هذه الأيّام، وفي الأشهر الحُرم، ليصبحوا من الشُّهداء، ولكن اللّه سيأتي بنصره ويشفي كُـلّ قلوب المُؤمنين وقد وعدهم الخبير العليم بذلك: {وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ}، سيأتي اليوم الذي يشفي صدر كُـلّ أم قدمت شهيداً في سبيل اللّه، وكلّ زوجة وأخت وابنة قدمت كُـلّ غالٍ في سبيل اللّه، سَيأتي ذلك اليوم ويأتي نصر وفتح من اللّه قريب: {أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}.

ولكنا لا زلنا نُقدم قوافل من الشُهداء، وسوف نعيش أعزاء كُرماء، ولن ننسى كُـلّ قطرة دم سالت من شعب الإباء، وسَنأخذ بثأر أطفالنا، ونحرق ونهزم عدونا، وســـلام من اللّه على أرواح شُهدائنا العُظماء، الذين دِمُاؤهم سَتثمر نصراً، ورحمة اللّه على تلك الأرواح الطاهرة، وسلام وألف ألف سلام لأشبال مسيرتنا القرآنية، ورحمة اللّه تغشاهم، وسَنواجه ونصمد إلى يوم القيامة جيلاً بعد جيل.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com