الصناعة الدوائية واعدة في اليمن ولدينا برنامج ماجستير لتأهيل ألف عالم صيدلاني متخصص

اعتماد برنامج الماجستير في الصيدلة الصناعية وستتخرّج أول دفعة مكونة من 45 طالباً لديهم خبرات في تصنيع أكثر من 50 منتجاً دوائياً يمنياً خالصاً 100 %

اليمن يتميز بأنواع نباتية طبية فريدة يندر وجودها في العالم

 

نائب رئيس اتّحاد مصنعي الأدوية للشؤون الفنية والأكاديمية الدكتور عبد الملك أبو دنيا في حوار لـ “المسيرة”:

المسيرة – حاوره إبراهيم العنسي

قال نائبُ رئيس اتّحاد مصنعي الأدوية للشؤون الفنية والأكاديمية ومدير برنامج الدراسات العليا للصيدلة الصناعية في اليمن، الدكتور عبد الملك أبو دنيا، في حوار خاص مع “المسيرة” إنه وانطلاقاً من توجيهات القيادة الثورية والسياسية باليمن تم دعم وتشجيع واعتماد برنامج الماجستير في الصيدلة الصناعية “ماجستير” مهني والذي سيتوج بتخرج أول دفعة مكونة من 45 طالباً تحت شعار “دوائي من بلدي”.

وأكّـد أبو دنيا في حوار خاصٍّ لـ صحيفة “المسيرة” أن هذه الدفعة ستصبح بمثابة خبراء ومدربين للدفع التي تليها في مجال التصنيع الدوائي، لا سِـيَّـما وهذه الدفعة وبخبرات يمنية قد قامت بتصنيع أكثر من 50 منتجاً دوائياً يمنياً خالصاً 100 % من خيرات البلاد الطيبة اليمن.

إلى نص الحوار:

– بداية دكتور عبدالملك.. تعوّلون كَثيراً على برنامج ماجستير الصيدلة الصناعية.. ما الذي سيضيفه هذا البرنامج للصناعة الدوائية المحلية؟

انطلاقاً من توجُّـهاتِ القيادة السياسية العليا ممثلةً بالقائد العَلَمِ السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي –حفظه الله- وما نسمعُه في خطاباته من تشجيع وتوجيه نحو الاكتفاء الذاتي في مجالات الدواء وَالغذاء والصناعة وغيرها من المجالات، وَكذلك الرئيس مهدي المشَّاط، الذي دائماً ما يحُثُّ ويوجه القيادة المختصة ممثلة بوزارة الصناعة والهيئة العليا للأدوية نحو الاكتفاء الذاتي للدواء، ووفقاً لهذه التوجّـهات تم دعم وتشجيع واعتماد برنامج الماجستير في الصيدلة الصناعية “ماجستير” مهني والذي سيتوج بتخرج أول دفعة مكونة من 45 طالباً تحت شعار “دوائي من بلدي”، حَيثُ ستصبح هذه الدفعة بمثابة خبراء ومدربين للدفع التي تليها في مجال التصنيع الدوائي، لا سِـيَّـما وهذه الدفعة وبخبرات يمنية قد قامت بتصنيع أكثر من 50 منتجاً دوائياً يمنياً خالصاً 100 % من خيرات البلاد الطيبة اليمن.

– أي أصناف من الأدوية تمثل الـ 50 منتجاً دوائياً التي أنجزها برنامج الصيدلة الصناعية اليمني؟

كما نعلم كخبراء تصنيع وعلماء أدوية أن اليمن تمتلك ثروة طبيعية كبيرة ومتنوعة، حَيثُ يوجد تنوع نباتي غني وفريد، ومن ضمن هذا التنوع أنه يوجد باليمن 500 نبتة طبية نادرة الوجود في العالم، وهذا مسجل في كتب العقاقير الطبية.

هذا العدد الكبير وَالفريد والنادر هو ثروة بيد اليمن وكثير من الشركات الدوائية العالمية تبحث عن الاستفادة من هذه النباتات الطبية اليمنية، فقبل حوالى عشر سنوات تقريبًا كان هناك شركة ألمانية أمضت سنوات عديدة في الكشف عن النباتات الطبية النادرة في جزيرة سقطرى ذات التنوع النباتي الطبي الفريد وتبحث عن النباتات الطبية النادرة والتي كانت تحولها لأدوية ذات قيمة عالية في السوق الدوائي العالمي بغرض معالجة الكثير من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري والجلطات.

ولهذا فَـإنَّ تلك النباتات هي ثروة مهدرة لا يستفاد منها رغم وجود كادر صيدلاني يمني مؤهل، نستطيع أن نستفيد من خبراتهم في الصناعة الدوائية إلى حَــدٍّ كبير.

– ما حجم هذا الكادر؟

لدينا أكثر من 30 ألف خريج يحملون درجة بكالوريوس الصيدلة من مختلف الجامعات الحكومية والخَاصَّة في الداخل والخارج، ومعظم هؤلاء يتطلعون لتطوير رصيدهم المعرفي وخبراتهم المتراكمة في الميدان عبر الدراسات العليا والتخصص والاهتمام بالتصنيع الدوائي والاستفادة من التنوع النباتي الطبي الذي سبق الإشارة إليه، إلى جانب الاستفادة من الصخور والمعادن ومياه البحار والشواطئ، وهذه كلها مصادر طبيعية في أرضنا الطيبة يمكن استغلالها واستثمارها وتحويلها إلى منتجات دوائية بغرض الاكتفاء الذاتي والتقليل من فاتورة استيراد الأدوية من الخارج.

– بإشارتكم إلى العدد الكبير من خريجي كليات الصيدلة.. هل هناك توجّـه نحو استثمار هذا الكم في حقل التصنيع الدوائي؟

لدينا رؤية في برنامج ماجستير الصيدلة الصناعية وكذلك الزمالة اليمنية الصيدلانية التي أعلن عنها الأخ وزير الصحة مؤخّراً لتأهيل 1000 عالِم صيدلاني متخصص وهذا ضمن رؤيتنا للاستفادة من الثلاثين ألف صيدلاني الموجودين في السوق اليمنية، وهذا ما نتطلع إلى تحقيقه خلال 5-7 سنوات كهدفٍ من أهداف البرنامج الطموحة.. ونحن الآن ماضون في تحقيق هذا الهدف، إذ لدينا ما يقارب 150 طالبَ وطالبة ماجستير ضمن الدفعة الأولى والدفعة الثانية يتم حَـاليًّا تأهيلهم.

– مَـا هِي الفرص المتاحة لتطوير التصنيع الدوائي في ضوء ما تتميز به اليمن من وفرة في النباتات الطبية النادرة وغير النادرة؟

لدينا في اليمن تنوع في المناخ والبيئة، حَيثُ يتنوع المناخ خلال فصول السنة من البارد إلى المتوسط إلى الحار، وهذه البيئة لا تجدها في كثير من الدول والمثال على ذلك الدول الأُورُوبية تتمنى أن تكون بيئتها متنوعة ومشابهة للبيئة اليمنية، فالكثير من النباتات الطبية الهامة من الصعب، بل من المستحيل أن تزرع وتنمو في بيئات غير بيئتها، والتي تعتبر اليمن أحد أهم هذه البيئات؛ ولهذا نجد اليمن يتميز بأنواع نباتية طبية فريدة يندر وجودها في العالم، ولعلّ جزيرة سقطرى كما أشرنا خير مثال على ذلك.

ومن هنا فَـإنَّ الصناعة الدوائية واعدة في هذا البلد الغني بتنوعه المناخي والنباتي.

– ما حجم النشاط الصناعي الدوائي اليوم رغم العدوان والحصار الذي تعيشه البلاد؟

هناك أكثر من عشرة مصانع دوائية منها مصنع حكومي هو الأعرق وَيمتلك بُنيةً تحتية ممتازة وكوادرَ بشرية مؤهلة تمكِّنُه من صناعة الكثير من الأدوية الهامة، إضافة إلى منتجاته الدوائية الحالية التي تصل لأكثر من 180 منتجاً دوائياً، أضف إلى ذلك أن وزارة الصحة منعت استيراد 40 صنفاً من الأدوية من الخارج وحصرت صناعتها على المصانع الوطنية المحلية، والتي أصبحت تنتج اليوم محلياً، وقد كان ذلك بمثابة تشجيع لسوق التصنيع الدوائي الوطني، وزيادة الثقة في الدواء الوطني؛ بغرض زيادة عدد الأصناف الدوائية اليمنية ذات الجودة.

 

 

 

 

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com