مديرُ مركَــز نبراس الهدى للدوارات الصيفية طه أحمد المؤيد لـ “المسيرة”: للدورات الصيفية أهميّةٌ كبيرة جِـدًّا في تحصين وبناء الأجيال فكرياً وثقافياً وعلمياً وعملياً وفي كُـلّ المستويات
المسيرة – حاوره، منصور البكالي:
قال مديرُ مركز نبراس الهدى للدروات الصيفية طه أحمد المؤيد: إن “الدورات الصيفية تقدّم نعمة التعليم النافع والبنّاء الذي يبني الإنسان والحياة ومكارم الأخلاق، ويهيئ المجتمع للنهوض بمسؤولياته في الاستخلاف في الأرض على أُسُسٍ من المبادئ والقيم والأخلاق الإلهية العظيمة”.
وَأَضَـافَ أن “للدورات الصيفية أهميّةً كبيرةً جِـدًّا في تحصين وبناء الأجيال فكرياً وثقافيًّا وعلمياً وعمليًّا وفي كُـلّ المستويات”، لافتاً إلى أن “أعداء اليمن يتخوفون من نشأة جيل قرآني إيماني يشكل خطراً على مشاريعهم ومخطّطاتهم ويستطيع التنكيل بهم”.
إلى نص الحوار:
– متى كانت البدايات الأولى للدورات الصيفية؟ وما علاقة الثقافة القرآنية بالدورات الصيفية؟
كان العام 1994م، المنطلق الأول لظهور المراكز الصيفية في محافظة صعدة، وكانت هذه الدورات تقام في ظل صراع محتدم بين بعض التيارات والأحزاب السياسية في اليمن، وحينها جاء السيد حسين بدرالدين الحوثي -عليه السلام- بأفق واسع جِـدًّا؛ ليحول المراكز الصيفية -مما كان يسمى حينها بمنتديات الشباب المؤمن- إلى وسيلة وقالب لتقديم الثقافة القرآنية وتعزيزها في الواقع العملي للدارسين.
ويمكن القولُ: إن الدورات الصيفية هي وعاء يقدم فيها الفكر والثقافة القرآنية، وهي وسيلة لتقديم المشروع القرآني بشموليته وعالميته، وفيها حاول الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي -رحمه الله- تقديم المنهج القرآني بأفقه وعالميته الواسعة؛ كونه مشروعَ حضارة، مشروع بناء، ومشروع علم وجهاد وعمل وحماية، وهو الحل الوحيد لإخراج الأُمَّــة من واقعها المرير، وهذا ما بنينا عليه ومُستمرّون فيه إلى قيام الساعة، يدٌ تبني.. ويدٌ تحمي.
– ما هي مميزات الدورات الصيفية هذا العام؟
أولاً: من مميزات الدورات الصيفية أنها تأتي في إطار توجّـه الشعب اليمني المنطلق من هُــوِيَّته وانتمائه الإيماني، لمواجهة العدوان الأمريكي البريطاني الإسرائيلي.
ثانياً: الأعداء يعبّرون عن قلقهم وانزعَـاجهم، عندما يرون أن في اليمن جيلاً يتعلم القرآن الكريم والثقافة القرآنية من أعظم كتاب، وأكبر وأسمى وأقدس مصدر للعلم والمعرفة الصحيحة والسليمة والبناءة، وجيلاً يتربى تربية إيمانية أصيلة، على الحرية بمفهومها الصحيح، وعلى العزة والكرامة والأمل والثقة والتوكل على الله والاستشعار العالي للمسؤولية والتوجّـه الجاد لبناء حضارة إسلامية راقية.
ثالثاً: الدورات الصيفية تقدّم نعمة التعليم النافع والبنّاء الذي يبني الإنسان والحياة ومكارم الأخلاق، ويهيئ المجتمع للنهوض بمسؤولياته في الاستخلاف في الأرض على أسس من المبادئ والقيم والأخلاق الإلهية العظيمة.
– ما أهميّة وقيمة الدورات الصيفية؟
أهميّة الدورات الصيفية تأتي في إطار التعليم الصحيح، وتقديم المعارف النافعة التي تُجسد مكارم الأخلاق، وتُقدّم بشكل صحيح مفاهيم الإسلام، وترسخ الهُــوِيَّة الإيمانية والانتماء الواعي والمسؤول، وتكسب الوعي، خَاصَّة ونحن في مرحلة من أهم ما نحتاج إليه هو الوعي، لمواجهة تزييف وتضليل وإفساد الأعداء، وتحريفهم للمفاهيم وتجهيلهم للناس بحقيقة الأمور وتقديمهم صورة مغلوطة عن كُـلّ الأشياء.
ويحظى الجيل في الدورات الصيفية بالتربية الإيمانية على مكارم الأخلاق والتزكية للنفوس وهداية وإصلاح وارتقاء بالإنسان، ويكتسب المهارات والقدرات التي ترفع من مستوى معرفته الذهنية، والأداء المرتبط بذلك.
ومن أهم ما تقدّمه هذه الدورات، تثقيفُ الجيل الناشئ بثقافة القرآن الكريم التي هي أسمى وأرقى ثقافة، وتجعله صاحب وعي، ونظرة عالية واهتمام كبير، وتشده إلى الله، ويستشعر من خلالها المسؤولية ويتوجّـه في الحياة بفعالية؛ ليكون دعامة لنهضة شعبه، وجيلاً راقياً في معرفته وأخلاقه.
كما للدورات الصيفية أهميّة كبيرة جِـدًّا في تحصين وبناء الأجيال فكرياً وثقافيًّا وعلمياً وعمليًّا وفي كُـلّ المستويات، كما لها أهميّة في بناء الحضارة الإسلامية التي أرادها الله لعباده، وفي اكتشاف المواهب والمبدعين في سن مبكر، والأخذ بأبيدهم، وفي تعليم الأبناء القرآن الكريم وعلومه وترسيخ الهُــوِيَّة الإيمانية في نفوسهم ومواجهة الحرب الناعمة، وتربية الجيل الصاعد على هدى القرآن الكريم وتحصينه من الأفكار والثقافات المغلوطة.
كما تعتبر الدورات الصيفية محطة لاكتساب العلوم والمعارف النافعة خَاصَّة في ظل سعي الأعداء لإفساد الشباب من خلال الحرب الناعمة، والتزييف والإضلال وتحريف المفاهيم وتجهيل الناس لحقيقة الأمور بقيادة أعداء الإسلام.
– كيف تجدون التجاوب المجتمعي مع دعوات الدفع بالأبناء إلى الدورات الصيفية؟
نحمد الله، فبعد عملية “طوفان الأقصى” عندما تحَرّك أنصار الله، وتحَرّك المجتمع اليمني لنصرة إخواننا في فلسطين، التم شمل اليمن تحت قيادة واحدة، وعرف اليمنيون جميعاً أنه ضروري، ولا بُـدَّ من المواجهة مع اليهود والنصارى في كُـلّ المجالات، في الجانب الثقافي في الجانب العسكري في الجانب الاقتصادي في كُـلّ الجوانب؛ لذلك نسبة الاستجابة من قبل المجتمع اليمني كبيرة جِـدًّا.
– ما جديد الدورات الصيفية في هذا العام وهل هناك جديد في المناهج، وَفي الوسائل، وعلى مستوى التقسيمات والتخصصات؟
توجد في هذا العام أنشطة تحفّز الطلاب، وتنمي مواهبهم وقدراتهم وتحفز ميولهم واتّجاههم، في مسار الحياة، مثل نشاط الزراعة، مهم، ومثل النشاط الاجتماعي التصنيع، وهناك عدة أنشطة، ممكن نضيف إليها تقسيمات في الأنشطة، وهذه في حَــدّ ذاتها تعمل نقلة نوعية لدى الطفل، بحيثُ إنه يحدّد مساره من الآن، فينشأ وهو راسم في رأسه برنامجاً يتحَرّك فيه عمليًّا.
– ما مدى توفر الكوادر المتخصصة وفقاً لتقسيمات المنهج أَو المواهب لهذا العام.. هل لديكم كوادر مختصة حسب هذه التقسيمات؟
طبعاً عملية التقسيم وتوفير الكوادر لتغطية هذه التخصصات، يكون صعباً نوعاً ما، ولكن العمل يتطلب التنسيق بين اللجنة المركزية مع الجهات المعنية ذات العلاقة، وتوفير أضعف الإيمَـان أخصائياً في كُـلّ مركز تبع كُـلّ مجال، فمثلاً الجانب الصحي، وأصدقاء البيئة، أَو غيرها أقل شيء، أَو يعطونا دورات لشخص يقوم بهذه المهمة لكل مجموعة.
– المناهج هذا العام مقارنة بالمناهج السابقة.. ما هي الإضافة الجديدة؟
هناك إضافات جديدة تنمي الوعي وتحول الناس إلى الجانب العملي، وهذه المناهج تنقل الطلاب من الجانب النظري إلى الجانب العملي، بحيث يستطيعون تجسيدها في واقعهم العملي.
– ما هي أبرز العوائق والصعوبات والمشكلات التي كانت تواجهكم خلال الأعوام الماضية؟
المشاركة المجتمعية في دعم مراكز الدورات الصيفية، والجوانب المالية، وإيجاد الفريق المختص، أَو الكوادر التي لديها العزم والإرادَة على الاستمرار طوال الفترة، ومن الأمثلة على ذلك في حال تم العثور على مدرس يكون في منطقة بعيدة ويصعب حضوره إلى المركز، وَأحياناً تكون هناك عراقيلُ ترتبط بقلة السيولة المالية، وما نستطيع توفير مواصلات، وتأمين احتياجاتهم، ونلاحظ أن التفاعل المجتمعي من قبل مجلس الآباء، أَو اللجان المجتمعية ضعيف نوعاً ما، وَيشوبه نوعٌ من التذمر، أَو الكيد السياسي، خَاصَّة أن مجالسَ الآباء بحاجة إلى لفت نظر، وإعادة تأهيل وتثقيف.
– ما مدى تأثير الكيد السياسي على الدورات الصيفية؟
بعض الأطراف السياسية تعمل سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائلها الإعلامية، أَو عبر النشاط المجتمعي المُستمرّ تحت الرماد بطرق سرية؛ لتثبيط الأهالي من الدفع بأبنائهم إلى مراكز الدورات الصيفية، تحت ذرائع واهية تخدم في الأول خطط ومؤامرات أعداء الأُمَّــة المتربصين بنا وبأجيالنا وبكل مصادر القوة لأمتنا العربية والإسلامية.
– ما مدى تعاون الكوادر التربوية المحسوبة على وزارة التربية والتعليم مع المراكز الصيفية؟
نأمل من قيادة وزارة التربية والتعليم ومن كُـلّ الكوادر التربوية العمل بروح الفريق الواحد مع اللجنة العليا للدورات الصيفية، وهذا الجانب لا يزال العمل فيه ضعيفاً، ولم يرتقِ إلى المستوى المطلوب.
كما نود الإشارة إلى أهميّة وتعاون القطاع التعليمي الخاص وتسخير البنية التحتية من مدارس أهلية، أَو كوادر متطوعة؛ لإنجاح الدورات الصيفية ودعوة أولياء الأمور للدفع بأبنائهم نحو المراكز الصيفية في المربعات والأحياء المختلفة.
– الحملات الإعلامية للعدوان وأدواته ضد الدورات الصيفية.. ما أثرها على نسبة الإقبال؟ وكيف تقرؤونها؟
ما يعمله الأعداء في السنوات الماضية من حملة إعلامية كبيرة جِـدًّا ضد المراكز الصيفية، وضد نشاطها وأهدافها وقيمها، هذا يدل على خطورة هذا العمل عليهم، لم يعملوا أية حملة إعلامية بهذا الشكل لأي عمل خلال أعوام العدوان علينا، أَو عندما قمنا بمناصرة إخواننا في غزة، وتعرضنا للقصف، ولم يشنوا علينا هذه الحملة كلها؛ لأَنَّهم يعرفون بأن السباق بيننا وبينهم هو على هؤلاء الجيل الصاعد، خوفهم من أن ينشأ جيلٌ قرآني إيماني، يشكِّلُ خطراً على مشاريعهم ومخطّطاتهم ويستطيعُ التنكيلَ بهم.
وَالحملة الإعلامية في العام الماضي كانت مؤثرة عليهم بشكل كبير، وكشفت فاعليةَ الدوارات الصيفية، وكيف أفسدت مخطّطاتهم، ويجب أن نعرفَ أن اليهود يعملون خططاً على مدى مئة سنة، أَو مئتَي سنة، وينفذون هذه الخطط خطوةً خطوة، وما كان ضجيجُهم سوى كشفٍ لأثر الدورات الصيفية في تحصين الأجيال، وفي تحصين أبنائنا والنشء الجديد.
وكما يقولُ الشهيد القائد -رضوان الله عليه-: “إذَا أردت أن تعرفَ ماذا تعمل؟ فانظر ماذا يعمل أعداؤك ستجد أمامك قائمة طويلة من المهام التي يجب عليك أن تقوم بها، فعندما نأتي وننظر إلى أعمال أعدائنا كيف يُنشِــــئــون أجيالهم وأبناءَهم ويعبئونهم بالحقد ضد المسلمين وضد العرب، فمن واجبنا أن نبني أبناءنا وأن نؤهِّلَهم، وأن نحصِّنَهم، من التضليل الثقافي، وَمن تضليل القنوات من تضليل الفساد الأخلاقي الذي رأيناه في هذه الأعوام، كيف انتشر بشكل غير طبيعي”.
وكيف نرى أن الشيطان الأكبر أمريكا تبنَّت الشذوذ الجنسي بنفسها، وألزمت الدول التي تحت نفوذها أن تقوم بهذا العمل وتشجعه، وعندما نشاهد في قنوات الأطفال، نشاهد دلائل هذا كله، الأعداء يهيئون جيلنا إلى هذا الفساد الأخلاقي، وكذلك يسعون إلى أن يدمّـروا الإنسان داخلياً من أخلاقه ويفصلوه عن الله، ويحاولون السعيَ بأبنائنا إلى مرحلة الإلحاد، من خلال مسلسلاتهم، وبرامج الأطفال من خلال ما ينشرونه ومن خلال أياديهم في أوساط المجتمع التي تهدف إلى تنفيذ مخطّطاتهم جمعاء، وأمام هذا كله من واجبنا أن نحصن أبناءنا كما قال رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما أخبر المسلمين بأنه ستكون هناك فتنٌ كالليل المظلم، قالوا ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: “إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله، وعترتي أهلَ بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض”.
فعندما نربّي أبناءنا على كتاب الله وعلى منهجية القرآن نستمدها من أعلام الهدى قرناء القرآن، التي نشأ عليها وربانا عليها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وقدّم نفسه، وبذل روحه، وبذل كُـلّ ما يملك في سبيل هذا المنهج وهذا المشروع، وهذا طبعاً هو مسار أهل البيت عليهم السلام.
– ما هي أبرز ثمار الدورات الصيفية؟
من ثمار الدورات الصيفية بالنسبة للقائمين على مراكزها والمشاركين فيها، أنها تجسد مبدأ الإخلاص لله، بنسبة أكبر من غيرها من الأعمال الجهادية والخيرية؛ كونه عمل بعيدًا عن الرياء والعجب، وعن المكاسب المادية والمقاصد الشخصية، سواء المعنوية أَو المادية.
ويعد العمل في الدورات الصيفية معياراً لقياس مستوى الإيمَـان والوعي، والتمسك بالقضية والمنهجية القرآنية وأعلام الهدى، ومقداراً للتفاؤل والاندفاع الإرادي والنفسي للمشاركة في إقامة الدورات الصيفية، ومقدار بذل الجهد وحشد القدرات والطاقات، والإنفاق في سبيل الله.
هذا العمل فرصة ثمينة أعظم من غيره ويحصل الشخص العامل فيه على رضوان الله وفضله العظيم الواسع لقول الرسول صلوات الله عليه وعلى آله: “يا علي لأن يهديَ اللهُ على يدك رَجُلًا خيرٌ لك مما طلعت عليه الشمس”، وفي رواية أُخرى “خيرٌ لك من حُمُرِ النِّعم”.
هذا العمل العظيم يجعل العاملين فيه في قائمة خير عباد الله، وأفضل عباده إيمَـاناً لقول الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- “خيركم من تعلم القرآن وعلمه”، فأية فضيلة وأي خير أعظم من هذا الخير، وأن نكون من خير عباد الله؟!
كما أن الثمار التي سيحصل عليها الأهالي، الأُمهات والآباء من هذه المراكز الصيفية، وإقامتها، أنها رافد كبير وعامل يسهم ويشارك في تربية أبنائهم وتعليمهم القراءة والكتابة وتنشئتهم على قيم الصلاح والخير وبر الوالدين، وبذل المعروف بكل أشكاله، وتعليم أبنائهم جميع الأمور العبادية كالصلاة والطهارة وغيره مما يتعلق بالدين؛ مما سيخفف حمل المسؤولية على الآباء والأُمهات التي هي في الأصل واجبة عليهم قبل غيرهم، وتتطلب جهداً كَبيراً، ووقتاً طويلاً لتعليم الأبناء أمور دينهم.
وتعتبر فرصة عظيمة تحافظ على الأبناء من الفساد الذي يسعى اليهود والنصارى لجلبهم إليه تحت مسمى المثلية التي أعلنها رئيس أمريكا في العام الماضي.
تنشئتهم على قيم الرجولة والشجاعة، والحصول على طمأنينة وسلامة البال من الخوف على أبنائهم من الضياع ورفاق السوء، وتوفير الكلفة المالية في تعليم أبنائهم والترفيه عليهم؛ كون مجانية الدورات الصيفية ومناهجها.
أما بالنسبة للثمار التي سيحصل عليها أبنائنا الملتحقين بالمراكز الصيفية فهي على النحو التالي، تأمين مستقبلهم كما يقولون تأمين مستقبل الدنيا والآخرة، من خلال تعلمهم القراءة والكتابة، وتعلمهم القرآن الكريم قراءة وإسكاناً وحفظاً، وارتباط الطلاب بالثقافة القرآنية والسير عليها، وهي كفيلة بتقويم الاعوجاج وتقويم سلوك الإنسان، وأفكاره وتوجّـهاته ونشاطه وعمله ما يتعلق بشؤون الإنسان.
ومن ثمار المراكز الصيفية فيما يخص المجتمع ككل، تحصين المجتمع من الهجمة والحرب الشعواء علينا من قبل اليهود والنصارى، الوصول إلى تجسيد وتحقيق قول الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- “الإيمان يمان والحكمة يمانية”، فيكون المجتمع يحمل الوعي والحكمة والإيمَـان في نفس الوقت، يجعل المجتمع كفيلاً بمواجهة أعدائه، يبني جيلاً ينهض بالأمة في مختلف المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والفكرية وغيرها، يمنع المجتمع من أن يكون لقمة سائغة في أيدي اليهود والنصارى.
– كلمة أخيرة؟
أوجه رسالتي إلى أبناء المجتمع المعنيين بالدرجة الأولى باستشعار الخطر المحدق بأبنائهم من قبل الشيطان وجنوده وأتباعه اليهود والنصارى، والمنافقين، ومن خلال وسائل وتقنيات الحرب الشيطانية الناعمة والفكرية والثقافية، المستهدفة للوعي والقيم والمبادئ الإيمانية والقبلية، وللفطرة البشرية السوية، وزكاء النفوس وطهارتها وعفتها.
وإذا لم يتحَرّك أبناء المجتمع لتحصين أبنائهم أمام خطر كهذا فكيف سيكون حالُهم؟! وسيكون الآباء والأُمهات محاسبين أمام الله بالدرجة الأولى إذَا ما فرطوا في مستقبل أبنائهم، ونحمد الله أن هناك وعيًا مجتمعيًّا متناميًا ومتصاعدًا من عام إلى آخر وبشكل مضاعف، وهذه نعمةٌ من نِعَمِ الله على شعبنا اليمني العظيم.