حتمية المواجهة في خطاب قائد الثورة.. التحالفُ مع العدوّ “دنيء” والمشروعُ القرآني هو الخيارُ الناجح

حجر: خطابُ قائد الثورة فيه استقراءٌ للواقع ويكشفُ حقائقَ الدور الأمريكي والصهيوني تجاه الأُمَّــة

العامري: العدوُّ الأمريكي والإسرائيلي يحاولُ استهدافَ الأُمَّــة من خلال محاولة طمس هُــوِيَّتها الإيمَانية

حتمية المواجهة في خطاب قائد الثورة.. التحالفُ مع العدوّ “دنيء” والمشروعُ القرآني هو الخيارُ الناجح

المسيرة| عباس القاعدي

يركِّزُ قائدُ الثورة، السيدُ عبد الملك بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- في خطاباته على مخاطِرِ الأعداء، ومشاريعهم المُستمرّة في هدمِ الأُمَّــة وتخريبها من الداخل، مقدماً جرعة معرفية واسعة لليمنيين وغيرهم لكيفية المواجهة وعدم الاستسلام لقوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل.

ويؤكّـد السيد عبد الملك أن الخيارَ الصحيح والمشرِّفَ هو أن نكونَ أحراراً مستقلين كُرماءَ لا ننفِّذُ مخطّطات أعدائنا التي تستهدفنا، فالعمالة والخيانة والولاء لأمريكا وإسرائيل، والتحالف معها هو خيار “دنيء”، وكلّ من سلكوا هذا الطريق فقد تنكروا للانتماء الوطني والديني والإنساني، وجعلوا من أنفسهم عبيداً وأدوات تافهة وأحذية لأعدائهم، مُشيراً إلى أن الأعداء يتحَرّكون لإضعاف هذه الأُمَّــة وقهرها وتدميرها؛ مِن أجلِ أن تبقى مستضعَفةً، منهارَةً، معذَّبةً في كُـلّ شؤون حياتها، لافتاً إلى أن هناك مسؤوليات كبيرة علينا تجاه أجيالنا وأمتنا، وهو أن نتحَرّك لمواجهة هذه الهيمنة من ذلك العدوّ الذي يسعى لإحكام سيطرته علينا.

ويشير قائد الثورة إلى أن المشروع القرآني والمواقف المبنية عليه هو خيار ناجح وهو يحصن المجتمع من الداخل، وينير دربه في مواجهة كُـلّ الحملات التضليلية، وكلّ المؤامرات بأشكالها وأنواعها.

ولا تتوقف مخاطر وتأثيرات التحالف على الجيل الحاضر، فهي تقطع الطريق على الجيل القادم الذي قد تتوفر له فرصة التحرّر من التبعية والنهوض، وتكسر حواجز العداء النفسي مع الصهاينة، وتمتد آثارها إلى تدجين الأجيال القادمة وتزييف وعيها وتغييبه من خلال غسل الدماغ بواسطة البرامج الإعلامية، ومن خلال مناهج التعليم التي تتعرض للتعديل لاجتثاث كُـلّ معاني الانتماء إلى الأُمَّــة الإسلامية وعقيدتها ومقدساتها وقضاياها الحرة والعادلة، وتمييع مفاهيم الولاء والبراء.

ويرى مستشارُ رئيس المجلس السياسي الأعلى سعادة السفير عبد الإله حجر، أن حديث قائد الثورة عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- حول خطر تحالف الأُمَّــة مع أعدائها، هو بمثابة استقراء للواقع الذي نعيشه وتذكير بسنن الله في خلقه سواءً في الماضي أَو في المستقبل إلى يوم القيامة، وتأكيداً على أن التحالفَ مع الأعداء مخالفٌ “للشرع” وَ”الإسلام”، ويشكل مخاطِرَ كبيرة على الشعوب، موضحًا أن العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي منذ 2015، كان بذريعة تلبية طلب عناصر الخيانة العميلة وتحالفاتها مع الأعداء، والتي لم تكتفِ بفعلتها الشنيعة بالدعوة والموافقة على العدوان، بل تمثلت في المشاركة في العدوان فعلياً بالقتال في صفوف العدوّ كمرتزِقة أَو بخيانة أوطانهم بتقديم إحداثيات كاذبة للعدو تسببت في قتل وجرح عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء وتدمير البنية التحتية لليمن.

وَيواصل السفير حجر قائلاً: ومما يزيد من خطورة فعل أُولئك المرتزِقة وجرمهم وتحالفهم مع الأعداء هو تجلي الدور الإسرائيلي في الآونة الأخيرة في العدوان على اليمن وثبوت ذلك بتطبيع دول العدوان مع الكيان الصهيوني، وارتكاب أُولئك الخونة أثم معادَاة الله ورسوله والابتعاد عن هدي القرآن الذي حذر المسلمين فيه من كيد اليهود والنصارى وحرم موالاتهم.

وَيشير حجر إلى أن اليمن الذي مرّ بالكثير من المنعطفات والتحديات عبر التاريخ، قد لطف الله عليه وستره بثورة 21 سبتمبر، التي حرّرت اليمن من التبعية للسعوديّة والهيمنة الأمريكية، وكان ذلك أحد الأسباب الرئيسية للعدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على اليمن والذي فشل في تحقيق أهدافه طيلة ثماني سنوات.

التحالفُ مع الأعداء مخالِفٌ للشرع

وفي هذا الشأن، يقول المتحدِّثُ باسم الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان، عارف العامري: إن تحالُفَ بعض الأنظمة العربية الرجعية مع أعداء الأُمَّــة الأمريكيين والإسرائيليين وبكل مسمياتها، مخالفٌ لشرع الله تعالى، حَيثُ يقول الله تعالى: (ومَن يَتَوَلَّهم مِنكم فَإنَّهُ مِنهُمْ)، مؤكّـداً أن هذا الولاءَ والتحالفَ مع الأعداء يؤدي إلى الكثير من المخاطر على كافة المستويات، الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والأخلاقية، ومن أهم تلك المخاطر، محاولةُ العدوّ طمس الهُــوِيَّة الوطنية، والهُــوِيَّة الإيمَانية، والاستيلاء الفكري والثقافي والاجتماعي على المجتمعات المحلية، وإبدالها بمفاهيم مغلوطة عن الدين، وأفكار هدامة تشوه المنهجية القويمة.

ويؤكّـد العامري في تصريح خاص لصحيفة “المسيرة” أن العدوّ الأمريكي والإسرائيلي يحاول استهداف هذه العقيدة وانتزاعها من ثقافة الشعوب، ويستخدم في ذلك أساليب متعددة، منها على سبيل المثال، الحروب الناعمة، ونشر الرذيلة وإفشاء المحرمات، سالكاً في هذا أسهل الطرق، عبر فرض عدد من المسميات الإنسانية، كحقوق المرأة، والمساواة، ومنحها حرية الرأي والتعبير والتصرف.

ولأَنَّ طمس الهُــوِيَّة الإيمَانية من ثقافة الأُمَّــة من أخطر الممارسات التي يحاول استخدامهما الصهاينة، كسلاح يفتك بكل المجتمعات التي تتحالف أنظمتها معهم، يقول العامري: إن الدول المطبعة والمتحالفة مع أمريكا وإسرائيل -وبعد أن طمست الهُــوِيَّة الإيمَانية من ثقافة شعوبها- أصبحت تخرُجُ عن الدين والأخلاق الإسلامية، وانتزعت من سلوكياتها المجتمعية الغيرة وأصبحت ترضخ للشهوات والملذات، وتبتعد عن جهاد النفس والعدوّ.

ويواصل العامري قائلاً: “إن تحالف الأنظمة العربية والإسلامية مع الكيان الإسرائيلي وأمريكا، أساء إلى الأُمَّــة العربية والإسلامية، فصارت المواقف السياسية مرتهنة بقرار من أسيادهم، والانحياز إلى أنظمة الاستكبار العالمي أصبح سيد الموقف”.

ومن هنا وباعتبارنا جزءًا لا يتجزأ من محور المقاومة والممانعة يدعو العامري إلى مواجهة كُـلّ تلك التوجّـهات الهدامة الضارة والعمل على تحذير شعوب الأُمَّــة؛ كون دول المحور الآن هي ضمير الأُمَّــة الذي يتطلع إلى تحقيق طموحاته، في عزل الشعوب الإسلامية والعربية عن حكامها المرتهنة في أحضان أعداء الأُمَّــة أمريكا وإسرائيل، مؤكّـداً أن عملية التحالف مع العدوّ الصهيوني ستقود المنطقة إلى الكارثة نتيجة الخطورة، من خلال إخضاعها للسيطرة العسكرية والأمنية والهيمنة الاقتصادية، والسياسية والثقافية التي تدمر مقومات الأُمَّــة؛ باعتبَار أن الهيمنةَ الثقافية على روح الأُمَّــة وعقلها وفكرها ووجدانها يشكلُ بالنسبة للعدو هدفاً رئيسياً وسياسة ثابتة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com