العرب صامتون والقافلة تسير.. البحرين تعانق التطبيع

 

المسيرة: أيمن قائد

من الصعب غض الطرف عن زيارة رئيس وزراء كيان العدوّ الصهيوني نيفالي بينيت إلى البحرين، والتي تأتي كأول زيارة لرئيس حكومة صهيوني، بعد أن تعذرت سابقًا زيارة نتنياهو أكثر من مرة.

وبطبيعة الحال، لم تكن الزيارة مفاجِئة، فهي تأتي بعد سلسلة فضائح للنظام البحريني، وعلاقاته المعلنة مع “الكيان المؤقت” إسرائيل، في ظل تسابق لعدد من الأنظمة العربية القمعية نحو إسرائيل للتطبيع العلني معها.

وفي منتصف سبتمبر 2020، كتب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تغريدة، أعلن فيها توصل البحرين وكيان العدوّ المؤقت “إسرائيل” إلى اتّفاق تاريخي لإقامة علاقات كاملة بينهما، وقوبل حينها الخبرُ بصدمة عربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي استهجنت هذه الخطوة، واعتبرتها طعنة في ظهر “القضية الفلسطينية”، غير أن السلطة الحاكمة الظالمة في البحرين لم تعر هذه الأصوات أي اهتمام، وواصلت منذ ذلك التاريخ، وَالإعلان الرسمي عن توطيد هذه العلاقات، غير آبهة بأي صوت معارض لها.

وقبل الاتّفاق التاريخي برزت الكثير من المؤشرات عن العلاقات البحرينية الصهيونية، فقد انتشر شريط مصور على مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2016 يظهر بحرينيين يرقُصون مع مجموعة رجال الأعمال اليهود، على وقع الأغاني التي تنشد بناء الهيكل اليهودي، ويوثق الشريط زيارة وفدٍ من رجال الأعمال اليهود، وصلوا البحرين في زيارة عمل، بينهم تجار يهود أمريكيين، وحاخامات حركة «حباد» الدينية اليهودية، الذين قصدوا البحرين لبحث مشاريع تجارية، مع أحد رجال الأعمال في البلاد.

وحركة «حباد» هذه غنّت أغنية «صهيونية»، من أبرز كلماتها «سيبنى الهيكل، سيبنى الهيكل، مدينة صهيون ستملأ»، في إشارة إلى القدس المحتلّة.

وعلقت وسائل إعلام صهيونية حينها بالقول: “إن تفاعل البحرينيين مع الأغاني اليهودية أثار إعجاب الإسرائيليين”.

واليوم باتت هذه العلاقات على المكشوف، ولم تعد من وراء حجاب، كما أنها تعرض على شاشات التلفزة، بتباهٍ وافتخار، وكأنها علاقات بين بلدين تربطهما علاقات حميمية وود ومحبة.

وبتتبع تاريخ لزيارات المسؤولين الصهاينة إلى “البحرين” والتي تأتي بشكل مكشوف وعلني، فقد سبق زيارة وزير حكومة كيان العدوّ، عدة زيارات، أبرزها ما حدث في منتصف العام الفائت عندما تم افتتاح سفارة صهيونية في المنامة، وَفي مطلع فبراير من هذا العام قام وزير الدفاع الإسرائيلي “بيني غانتيس” على متن طائرة عسكرية إسرائيلية إلى البحرين؛ مِن أجلِ الالتقاء بالملك البحريني للتوقيع على ما سموه أول مذكرة تفاهم للتعاون الأمني بين البلدين حسب ذكرهم.

وعلى الرغم من هذا الاحتفاء الكبير بالمسؤولين الصهاينة في “البحرين” من قبل النظام هناك، ووسائل إعلامه المتعددة، إلا أن الشارع البحريني يتفجر غضباً لهذه السياسة العمياء لسلطة بلاده، وهو إلى جانب الأحرار في العالم، يعلن براءته منها، ومن أي تقارب بينهما تحت ما يسمى “التطبيع”، كما لا يغفل البعض أن وراء هذه الزيارات محاولة صهيونية لاختيار البحرين لأن تكون قاعدة “إسرائيلية” استخبارية وعسكرية، تأتي وفق خطط إماراتية وسعوديّة لمواجهة الحركات المناهضة للتطبيع في المنطقة، وعلى رأسها اليمن.

وإلى جانب جراح الشعب البحريني، يتعمد النظام العميل هناك تعميقها، خدمة للصهاينة، وأفدحها خطباً هي زيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المتورط بجرائم ضد الإنسانية، ولذلك سارع الأحرار من أهل البحرين للتنديد بهذه الزيارة، مطلقين هاشتاق عبر مواقع التواصل الاجتماعي حمل وسم “لا أهلاً ولا سهلاً”، مؤكّـدين أن أقل الواجب نحو فلسطين المحتلّة وشعبها المظلوم وأراضيها المغصوبة هو التعبير الواضح والصريح الرافض لزيارة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المتورط بجرائم ضد الإنسانية وفقاً لمنظمة العفو الدولية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com